(مبارك الفاضل يعمل على زعزعة السودان، وهمه الأول والأخير السلطة)،
هكذا جاءت الشهادة الأخيرة من الصادق المهدي زعيم حزب الأمة على أبن عمه
مبارك الفاضل وهي تعد بمثابة (وشهد شاهد من أهلها)إذا فمبارك الفاضل لا
يختلف اثنان على ميوله اللا وطنية ، فمبارك الفاضل - بحسب الصادق نفسه - هو
من يقف وراء وثيقة الفجر الجديد التي نقلت الحرب لكل مناطق النفوذ
التاريخي لحزب الأمة.
هجوم الصادق المهدي الأخير على أبن عمه لم يكن
الأول من نوعه فقد هاجم الصادق قبلها مبارك أيضاً ووصفه بأنه ربيب الحركة
الشعبية، فالهجوم المتكرر على مبارك من قبل الصادق يراه المراقبون للشأن
السياسي ، مادة تغري بالتنقيب وسبر أغوار العلاقة بين مبارك الفاضل والحركة
الشعبية ، وبالعودة إلى محاضر التاريخ يجد الباحث كثير شواهد وقرائن تؤكد
ما ذهب إليه الصادق بحق مبارك الفاضل فالعلاقة بين مبارك وقادة الحركة
الشعبية قد بدأت منذ وقت مبكر في تسعينات القرن المنصرم وهذه العلاقة وإن
بدأت للبعض علاقة سياسية ومن باب المصائب يجمعن المصابين في إشارة إلى ما
كان يسمى بالتجمع الديمقراطي المعارض والذي تجمعت تحت لواءه أحزاب المعارضة
في الخارج والتي كانت بين بينها الحركة الشعبية وبينما كان مهندس انضمام
حزب الأمة للتجمع هو مبارك الفاضل ، ويبدو وبحسب مراقبين أن فترة التجمع قد
وثقت الصلات المختلفة بين مبارك الفاضل وقادة الشعبية وامتدت فيما بعد
لتثمر أعمالاً وعمولات وشركات ومنافع متبادلة لازال مبارك يجني ثمارها على
الآن.
بداية العلاقة بين مبارك الفاضل وقادة الشعبية بدأت في يناير
1990م بعد خروج مبارك من السودان أي بعد ستة أشهر من استلام الإنقاذ للسلطة
، حيث دشن مبارك الفاضل في هذا التوقيت العلاقة السياسية بين حزب الأمة
والحركة الشعبية والعلاقة الشخصية بينه وبين قادة الشعبية.
ورغم
انتهاء شهر العسل السياسي بين حزب الأمة والحركة الشعبية بتوقيع اتفاق نداء
الوطن في جيبوتي إلا أن مبارك لم ينه شهر عسله الاقتصادي مع قادة الجنوب،
فالرجل وبعد مفاصلته الشهيرة عن حزب الأمة وإطلاقه لتصريحات نارية – حينها -
انتقد فيها ولأول مرة السياسات العامة للحزب ورئيسه، واتهم قيادات متنفذة
فيه بأنها غير منتخبة، كما طالب بإجراء إصلاحات داخلية تهدف إلى ترقية
الأعضاء الشباب إلى مناصب أعلى، وتكوين لما يعرف بحزب الأمة الإصلاح
والتجديد في يناير 2002م ، أستبق الرجل أصدقائه في الشعبية وشارك في
الحكومة مساعداً لرئيس الجمهورية حتى أقالته من منصبه في أكتوبر 2004م.
وبعد ذلك جرت مياه كثيرة تحت جسر العلاقة بين مبارك الفاضل وبن قادة
الحركة الشعبية أو قل إن شئت( قادة الجنوب)، وشكل مبارك الفاضل بعد نيفاشا
ومجيء أصدقائه من قادة الشعبية إلى الخرطوم حضوراً طاغياً في المشهد
الاقتصادي الجنوبي وبدأ ذلك بادياً للعيان في فبراير من العام قبل الماضي
حين نشرت تقارير صحافية ووثيقة تفاوض مجموعة المنهل العالمية قالت أن
مالكيها مبارك الفاضل المهدي القيادي بحزب الأمة القومي وشريكه ياسر عرمان
نائب الأمين العام للحركة الشعبية، ، مع حكومة جنوب السودان التى ناقشت
حصول المجموعة على قرض يبلغ «50» مليون يورو من محفظة تقدّم على شكل سندات
حكومية من جوبا إلى المحفظة مقابل قيام المجموعة بالقيام بأعمال استثمارية
في الجنوب في مجالات النفط والغاز الطبيعي والبنيات التحتية وتوزيع محطات
الطاقة الكهربائية بجانب الكباري والطرق وأعمال الصرف الصحي وخطوط السكة
الحديد والمراكز التجارية والمستشفيات والاتصالات، وبحسب الوثيقة التي
تضمنت مناقشات حكومة الجنوب مع شركة المنهل فإن الأخيرة ستقوم بتسديد مبلغ
القرض على «20» عاماً منذ التوقيع على تمويل البرنامج الذي يستهدف ـ بحسب
الوثيقة ـ فتح وظائف لأبناء الجنوب بجانب تمليك شركة المنهل أي مكان تختاره
باعتبارها شركة وطنية بالإضافة لشركة خاصة ستنشئها حكومة الجنوب تكون
ملازمة لشركة المنهل. وبحسب الوثائق فإن المنهل تستثمر «50%» من قيمة القرض
نقداً «أي إدخال «25» مليون يورو لمدة «20» سنة في اقتصاد الدولة الجديدة،
وذكرت الشركة بأنها تعتمد في عملها التجاري على شركاء لهم سمعة عالمية
أمثال (دوتش تلكوم) وشركة (IBM) هذا بجانب شركائها القانونيين من شركات
محاماة عديدة أوربية وغربية.
وفي يونيو من 2011 م أي قبيل شهر واحد
من إعلان قيام دولة الجنوب قوبلت مديونية مبارك الفاضل المهدي على حكومة
الجنوب والبالغة «7» مليارات جنيه، برفض شديد من قبل وزراء نافذين، الأمر
الذي فجَّر خلافات حادة بين الفاضل والمستشار القانوني لحكومة الجنوب وقتها
.وقال مصدر مطلع بالمكتب السياسي لحزب الأمة فضل عدم الكشف عن هويته
للمركز السوداني للخدمات الصحفية حينها ، إن أسباب الخلاف بين حكومة الجنوب
والفاضل تعود إلى قيام الأخير باستغلال صفته الحزبية ونفوذه السياسي في
توسيع نشاطاته الاستثمارية بالجنوب دون التزامه بالنظم القانونية التي تحكم
الاستثمار بالجنوب.وكشف المصدر أن استثمارات مبارك الفاضل بالجنوب جاءت
نتاج امتلاكه لتوكيل شركة دينماركية، وتم بموجب هذا التوكيل تركيب «3»
محطات كهرباء إحداها في مدينة جوبا، بجانب استيراد مولدات كهربائية بقيمة
«140» مليون دولار بأرباح شخصية تصل إلى «14» مليون دولار،.
عموماً
فإن عدد غير قليل من الخبراء يعتقد أن مبارك الفاضل بصرف النظر عن خلافاته
مع الأمة القومي يبدو كسياسي غير مأمون الجانب نظراً لارتباطاته المشبوهة
بالخارج، فالرجل حامت حوله قبل سنوات شبهة مدّ إدارة الرئيس كلينتون في
العام 1998 بمعلومات خاطئة تسببت في ضرب مصنع الشفاء للأدوية بضاحية
الخرطوم بحري في أغسطس 1998م، ولعل هذا الوصف الكثير التداول هو سبب وصف
مساعد الأمين العام لحزب الأمة القومي ياسر جلال في تصريحات سابقة له بغير
الوطني والانتهازي الذي يتلقى دعماً من جهات خارجية، والذي يستطيع فعل أي
شيء من أجل تحقيق طموحاته الشخصية.
تعليقات
إرسال تعليق