الجبهة الثورية.. قراءات أمريكية تكشف المثير

اعتبر تقرير حديث بموقع (سمول آرم) التي تخطي بدعم الخارجية الأمريكية أن هيمنة الحركة الشعبية قطاع الشمال علي تحالف الجبهة الثورية ومقدرتها علي الحصول علي عدم كبير من دولة الجنوب ساهم الي حد كبير في تشكيل الجبهة الثورية، ونبهت الي أنه علي الرغم من صراع السلطة والاختلافات الفلسفية بين الفصائل الدارفورية وتحديات التعاون العسكري إلا أن تحالف الجبهة الثورية تمكن من توحيد الحركات الدارفورية المسلحة وتشكيل تحالف جغرافي وعرقي كبير.
اختراق الشعبية
وأشارت مجموعة (سموا آرم) الي أن مشاركة الحركة الشعبية قطاع الشمال لها أهميتها بالنسبة للأجندة الوطنية لتحالف الجبهة الثورية ومكنها من التغلب علي رغبة الحكومة في عزلها، ويري كاتب التقرير أن تنوع عضوية الجبهة الثورية قلل الي حد كبير من انتقادها علي أنها تمثل انتماءات عرقية محددة إلا أن دعم دولة الجنوب للجبهة الثورية منعها من اكتساب مؤيدين داخل السودان إضافة الي أن الجبهة الثورية لا تحظي بتأييد شعبي كبير خلافاً لدارفور والمنطقتين – في إِشارة لولاية جنوب كردفان والنيل الأزرق.
ونبهت (سمول آرم) الي أن الجبهة الثورية أتاحت للحركات الدارفورية الوصول الي جبال النوبة التي تعتبر حالياً قاعدة خلفية لشن الهجمات علي الخرطوم فيما يتعلق بالناحية العسكرية، لافتة الي أنه علي الرغم من أن هيكل الجبهة الثورية عمل علي توزيع المهام بصورة رسمية علي عضويتها إلا أن هذه المسئوليات غير مفعلة، مشيرة الي سيطرة ياسر عرمان علي القضايا السياسية بالحركة خلافاً لهيكل التحالف الذي أوكل المهمة الي جبريل إبراهيم، وقالت (سمول آرم) إن مقدرة الجبهة الثورية علي الاستمرار كان السؤال الذي طرح نفسه منذ إنشائها خاصة وأن كثيراً من المراقبين والدبلوماسيين يرون أن دورة حياتها محدودة وآخرين يرون أنه زواج مبني علي المصالح وأنه سينفض حال وجد أحد الشريكين خياراً أفضل – الخيار – الي لم يلوح في الأفق بعد، مضيفين أن التحالف لا يميل الي التكتيك التقليد.
مناطق السيطرة
نظراً للدور الرئيسي الذي تلعبه الحركة الشعبية قطاع الشمال فالجبهة الثورية معقلها في كاودا وجبال النوبة وولاية جنوب كردفان التي تعتبر أكثر المناطق انتشاراً للنشاط العسكري للجبهة الثورية والذي يمتد الي ولاية النيل الأزرق والمناطق الحدودية مع دولة الجنوب، في ذات الوقت ظلت المجموعات الدارفورية نشطة في دارفور بالقرب من كاودا وحدود دولة الجنوب، وانحصرت أغلب هجماتها في العام السابق بالقرب من منطقة جنوب دارفور والمناطق التي تقع علي حدود دولة الجنوب، وأشارت سمول آرم الي أن المجموعات الدارفورية شاركت الجبهة الثورية في هجماتها خارج منطقة دارفور، خاصة في هجومها علي منطقة هجليج في أبريل من العام الماضي إلا أنها فضلت الابتعاد عن الأضواء أو تقليل مشاركتها، وأبلغت حركة تحرير السودان الجبهة الثورية عدم رغبتها في المشاركة في النشاط العسكري خارج منطقة دارفور، حركة تحرير السودان جناح مناوي تعتبر القوي المسيطرة في دارفور ولها اتصالاتها مع بعثة الأمم المتحدة بدارفور "يوناميد" وتتصرف كسلطة إقليمية محلية، وفيما يتعلق بحركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور رجعت مؤخراً الي قواعدها بجبل مرة ولكن تزايد تعاونها مع جناح مناوي نتيجة تطور العلاقات التي خلقتها الجبهة الثورية بينهما.
رسائل أم روابة
وتري (سمول آرم) أن هجوم الجبهة الثورية علي منطقة أم روابة في أواخر أبريل من العام الحالي حمل في طياته رسائل سياسية عديدة أولها برهن علي أهمية القدرات العسكرية للجبهة الثورية وقدرتها علي التمدد خارج مناطقها التقليدية في دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، كذلك عكس رغبة الجبهة الثورية في عدم حصر نفسها في إطار المفاوضات الإقليمية ورغبتها في أن تعامل كممثل لكل السودان.
وأشار التقرير الي أن المفاوضات بشأن تشكيل الجبهة الثورية لازالت جارية ومخاوف حركة العدل والمساواة – التي تتعارض ايدولوجياً مع التحالف – من إصرار الجبهة الثورية علي دولة علمانية يشكل التحدي الأكبر، مشيراً الي أحزاب المعارضة المتمثلة في حزب الأمة وحزب المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي لم تناد بتغيير النظام عسكرياً، ولكنها تركت الباب موارباً في علاقتها بالجبهة الثورية.
نقلا عن صحيفة السوداني السودانية 12/6/2013م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة