مائة يوم من العزلة

بقلم/ راشد عبد الرحيم

وضعت المعارضة برنامجاً لإسقاط النظام قبل أن يقوم من خلال ميثاق حماية الديمقراطية الذي اتفقت بموجبه على الإضراب حال سماع المارشات العسكرية من ذاك التاريخ والى الثلاثين من يونيو القادم تكون قد مضت على خطوة الإسقاط ثمانية آلاف وأربعمائة وثمانية أيام.
الوجه الذي تريد به المعارضة إسقاط النظام هو حملة تبرع يقوم بها الآخرون نيابة عنها فهي وعلى حسب الدكتور الترابي تضغط حتى يقبل النظام التخلي عن الحكم وبزعم غيره فإنها تريد أن تحاور النظام ليس على شكل جديد من الحكم بل على سبل خروجه من الحكم.
والوسيلة الأخرى ما ينادي بها السيد فاروق أبو عيسي من دعوة الشعب للتحرك في الشوارع والميادين.
ووسيلة أخرى ابتدعها صاحب الجبهة العريضة لإسقاط النظام على محمود حسنين وهي الطلب إلى القوات المسلحة والقوات الأخرى أن تهب وتتحرك لإسقاط النظام.
هذا طلب إلى الغير وحظ المعارضة منه الوساطة والسمسرة.
نالت المعارضة حوالي ثمانية ألاف وأربعين فرصة بمضاعفة المائة يوم وهي تسعي لإسقاط النظام.
هذه فترة كافية ليعود بعض عقل لمن يحملون هذه الدعوة .. المنطق يقول أن تقوم بمراجعة لهذا النهج وهذه تفترض اثنين، إما أن النظام أقوى من أن يسقط وهذا يعني أنه قوى والقوة في الحكم لا تبقي من ليس له سند من الجماهير وحسب المعارضة أن التنكيل والقوة غير مجدية في البقاء.
الأمر الثاني أن عدم تحرك الشارع والقوات المسلحة يعني الرفض لمقترح المعارضة أو رفض لها .
سيكون مفيداً أن تقوم في البلاد معارضة قوية لا نرجو لها أن تسقط النظام ولا نعول عليها خيراً ولكن إذا وجدت معارضة قوية لربما أفضت بالحكم إلى تحقيق بعض من الإصلاحات التي يرون أنه تقاعس فيها.
الذين ينشطون في حملات إسقاط النظام ليسوا ممن تتوافر لهم الأهلية في قيادة الشعب السوداني إلى التغيير والوصول إلى حكم يوافق ما يدعون.
الترابي من صناع النظام الحالي ولو كان في حكمه خير لفعله من قبل، هو يعارض لفوات الفرصة وضياع السلطة من بين يديه.
والسيد فاروق أبو عيسي هو ربيب الشمولية منذ الحزب الشيوعي و إلى مايو الخالدة أبداً.
وممثل حزب البعث الناشط في هذا يكفيه حكماً عليه ديمقراطية البعث أين حلت في الأرض.
هذه نماذج فاقدة الصلاحية ولعلها تنظر إلى ديباجتها وتصمت أو أن تحسب الأيام والليالي التي ملأت فيها الأرض ضجيجاً دون طحن.
ثمانية آلاف وأربعمائة وثمانية أيام من الضجيج ولا يزال العرض مستمراً.

نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 12/6/2013م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة