جولة كرتي الخارجية .. الكشف عن وجه جوبا القبيح...!!

تقود الخرطوم هذه الأيام حملة دبلوماسية لشرح خروقات دولة الجنوب ، للاتفاقيات المبرمة مع السودان ، ودعم جوبا للتمرد ، ودواعي قرار الخرطوم بوقف ضخ بترول جنوب السودان عبر الأراضي السودانية. قدّم وفد سوداني رفيع ترأسه وزير الخارجية علي كرتي ، لقادة مؤسسات الاتحاد الأفريقي، وفي السياق تلقى رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالجين ، تنويراً من وزير الخارجية السوداني حول دواعي قرار حكومة السودان ، وقف بترول جنوب السودان عبر الأراضي السودانية.هذه الحملة الدبلوماسية والتي تلت القرارات لا بد بحسب مراقبين أن تؤتي أكلها في القريب العاجل حتى لا تستبق جوبا الأمر وتذهب بين القاصي والداني كذبا وإفتراءاً على الخرطوم..

حراك الخرطوم الدبلوماسي يشمل تنوير سفراء الدول المعنية بالأمر ، ، وإخطار الشركات العاملة في النفط، إضافة إلى تنوير سفراء المجموعات المختلفة ، كما ستتم مخاطبة الاتحاد الأفريقي، والآلية الأفريقية رفيعة المستوى، ومجلس الأمن الدولي في ذات الخصوص.كما يشمل التحرك الدبلوماسي إرسال مبعوثين لعدد من الدول خاصة الأفريقية ، حاملين رسائل من الرئيس السوداني المشير عمر البشير، لقادة تلك الدول ، تتضمن شرحاً لدواعي القرار ، فضلاً عن توجيه سفارات السودان ، بعقد مؤتمرات ، ولقاءات صحفية في نفس الإطار.

هذا الحراك الدبلوماسي الذي بدأته الخرطوم في مواجهة جوبا يراه مراقبون ضروري لكشف الحقائق حتى لا تعتقد الدول الإفريقية أن الخرطوم تفتعل المشاكل مع جوبا ، مضيفين أن ما تطرحه الدبلوماسية السودانية عبر لقائتها الخارجية تعد حقائق لأن هناك إعتداء قد حدث وخلف الكثير من الآثا المادية والإقتصادية وهو إعتداء لا يغتفر ولابد من إيقاف المعتدي عند حده ، مشيرين إلى أن على وفد الخرطوم التوضيح بأن هؤلاء أرتكبوا جرائم وأن الإجراء اللازم في هذه الحالة هو عدم الإفلات من العقاب وأن لا

تكون الحملة الدبلوماسية لإستجلاب العطف والإدانة فقط ولكنها لابد أن تكون حملة لتبيانما سيحدث.

وحول ما يحقق الإستقرار بين البلدين يرى المراقبون أن التجارب السابقة لحكومة الجنوب أثبتت تكرار جوبا دعمها للمتمردين فكان قصف كادوقلي وهجوم أبوكرشولا وأم روابة وغيرهم وهذه حصيلة تراكمية تحتاج لجمع وإستخلاص النتيجة وبناء عليها تأتي المعادلة التي تحقق الإستقرار الذي قال أنه لا يتحقق حتى يعلم كل من تحدثه نفسه بالإعتداء بالعواقب الوخيمة لذلك .

وإجراءات الخرطوم الحالية في مواجهة جوبا والتي ظهر ملمحها الدبلوماسي و السياسي من خلال مخرجات القرارات الأخيرة ، يراه مراقبون بأنها جاءت نتيجة لتراكمات عديدة لمشاكل داخلية عديدة ذات إرتباط بدولة الجنوب، فمهما قالت دولة الجنوب وتحدثت عن فك إرتباطها بقطاع الشمال وأوقفت دعم الجبهة الثورية إلا أن أرض الواقع يكذب ذلك ، فدولة الجنوب – بحسب المراقبين- لا تستطيع الإمتناع عن فك إرتباطه بقطاع الشمال أو دعم الجبهة الثورية بسبب ما أسموه بإرتباطات تاريخية ولعدم وجود ثقة بين الشمال والجنوب، كما أن جوبا لا زالت تجعل من قطاع الشمال كرتها الأقوى لها في مواجهة الخرطوم لأسباب إستراتيجية لدولة الجنوب بجانب التداخل والتشابك الإجتماعي لدرجة أن حكومة الجنوب نفسها لا تسطيع السيطرة على قيادات الجيش الشعبي في دعمها لقطاع الشمال.

عموماً فإن العلاقات بين البلدين بحسب المراقبين - لن يعود إليها الصفاء إلا بتغيير العقلية السياسية لقادة دولة الجنوب الذين يتعاملون مع الخرطوم وفق نظرية المؤامرة و التي قد تدفع قادة الجنوب الى الاستعانة بالدول الغربية لتصفية حسابات يرونها تاريخية مع الخرطوم و بالتالي سوف تصبح ملفات المتبقية بين السودان ودولة الجنوب اكثر تعقيدا و ربما تذهب بالدولة الوليدة الى المجهول .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة