أحزاب المعارضة - ماذا عندها لتبيعه..؟

بقلم: موسي يعقوب

في عالم اليوم الموسوم بالمصالح وحسابات الربح والخسارة أكثر من غيرها يقول العاقل ويكرر القول: ماذا عند أحزاب المعارضة السودانية ما تبيعه أو تقدمه للمواطن غير الفشل والارتهان للأجنبي؟ وهذا ليس بالكلام الذي يلقى على عواهنه. فقد جاء في صحف الثلاثاء - 24 يونيو - الانتباهة والصحافة (تحديداً) أن السيد مالك عقار اتصل باجتماع هيئة ما يسمى بقوى الاجماع الوطني في دار الحزب الشيوعي بالخرطوم مشيراً إلى أمرين في غاية الخصوصية والمعنى السياسي والوطني وهما:
أولاً: فشل تحالف قوى الاجماع الوطني في تحريك الشارع السوداني لاسقاط النظام الحاكم في فترة أقصاها (مائة يوم) كما أعلن.
ثانياً: دعوته قوى الاجماع لتسمية ستة من أعضائها للمشاركة في ملتقى (نحو بديل ديمقراطي) الذي سينعقد في سويسرا تحت رعاية منظمات ودوائر أجنبية لتوحيد المعارضة والتنسيق مع الجبهة الثورية.
من ناحية أخرى وفي ذات السياق جاء في الخبر المشار إليه أن حزب الأمة القومي قد تم استثناؤه من ذلك جراء مواقفه الأخيرة. وهو ما يؤكد فشل و(فركشة) قوى الاجماع ويؤيد ما ذهب إليه عقار أو توقعه - ففاقد الشيء لا يعطيه كما يقول المثل..
أما الأكثر خطورة هنا واثارة للقلق والأسف في الأجندة الوطنية هو الارتهان للأجنبي وتسليم الأمر إليه ليفعل به ما يشاء تحت مسمى (نحو بديل ديمقراطي).. وأي بديل ديمقراطي ذاك الذي يهدف إلى توحيد أحزاب المعارضة والتنسيق بينها وبين الجبهة الثورية التي تحمل السلاح وفعلت ما فعلت في أبو كرشولا وأم روابة من فظائع وجرائم ضد الانسانية؟
ان تحالف ما يسمى بقوى الاجماع الوطني ليس بواثق من نفسه أو قدرته على ادارة شأنه والاستقلال بأجندته التي يدعي انها وطنية ولصالح المواطن السوداني الذي له مرئياته وحساباته الخاصة في ادارة الملف الوطني والانمائي. فهو يدرك تماماً الفرق بين ما هو على الأرض من منجزات ومكاسب فاض بها النظام الحاكم وما يعمل المعارضون لبيعه وتسويقه من أحلام وأوهام.. بل وعودة بالأمور من (تحرير وتعمير) رفع لواءه مؤتمر الخريجين العام.. إلى ردة استعمارية أي عودة إلى عهد سيطرة الأجنبي على الأمور والأحوال في البلاد.
وأكثر من ذلك وتحالف قوى الاجماع هذه الذي يركض خلف ملتقى (نحو بديل ديمقراطي) في سويسرا لا يرغب في آلية تحقيق الديمقراطية وتحويلها إلى واقع وهي (صندوق الانتخابات) ولا إلى صياغة دستور هو الذي يشكل خريطة الطريق للحرية والعدالة وما إلى ذلك من ضرورات ومعطيات يتطلع إليها الانسان السوداني.
بالأمس كان السيد رئيس الجمهورية قد افتتح مشروع كهرباء أبو حمد وهو انجاز كبير فرح له وطرب المواطنون في المنطقة لما سيحدثه من تطور وتغيير ايجابي في المنطقة بكاملها.. ولكنه ليس الأخير على طريق التنمية والخدمات في البلاد.. فهناك مشاريع سبقت وأخرى ستلحق. ولكن أحزاب المعارضة وتحالف قوى الاجماع لم يكن ذلك كله بالوارد في أجندتها السياسية التي تبلورت اخيراً في اسقاط النظام خلال (مائة يوم..!).
إن اسقاط النظام ووقف برامج التنمية ورهن الارادة الوطنية للأجنبي هو المنتج الذي تعمل أحزاب قوى الاجماع الوطني لبيعه للمواطن السوداني.. وهذا كله كما سلفت الاشارة ليس من عندنا كمراقبين ومحللين سياسيين وانما من عند مصادر وجدول أعمال تلك القوى.

نقلا عن صحيفة الصحافة السودانية 26/6/2013م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة