لا شك أن مقولة الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي فى حق زملائه فى قوى
التحالف المعارض والتى قال فيها -بمرارة وسخرية- إن التحالف كثيراً ما
يجلب مواقفاً مضحكة على نفسه، وهي مقولة صحيحة مائة بالمائة وبطول وعرض
برنامج المائة يوم المعلن إعلامياً على الملأ!
وقد سبق للمهدي أن شكا
مُرّ الشكوى من تصرفات زملائه في قيادة التحالف فى إتخاذهم لمواقف وتعبيرهم
عن آمال وتطلعات تجلب عليهم السخرية والهزء وهي فيما يبدو واحدة من أهم
عناصر مبارحة الرجل أو قرب مبارحته عملياً للتحالف الذى خسر فيه بأكثر مما
ربح! مع أن التحالف قام أساساً (كمؤسسة سياسية ربحية) هدفها جنيّ أرباح
سياسية باستطاعتهم القيام بعملية (هدم البناء) وإزالة الأنقاض وتسليم الأرض
لمجلس إدارة التحالف ليدير الأمور هو بعد ذلك.
لقد كانت آخر مضحكات
ومبكيات قوى التحالف إعلانها عن ما أسمته برنامج الـ100 يوم لإسقاط النظام
الحاكم! بدءً، ما من شك أن البرنامج (المكشوف عنه) قد جرى إعداده بصفة
سرية، ومن المؤكد أن تحالف المعارضة لم يفصح عنه وعن محتواه إلا بعد أن
أرغمه الوطني –بعد الكشف عن البرنامج– على (إفراغ ما جوفه)!
وهذه
النقطة وقبل أن نتمعن في تفاصيل البرنامج يجب على قادة التحالف (الأذكياء)
أن يقفوا طويلاً ويتمعنوا فيها إذ من المؤكد أن التحالف يلبس (جبة مرقعة)
وبعض هذه الرقع مصنوعة من (الخيش) والخيش نفسه شديد النعومة وفى الوقت نفسه
يتمتع بمسام جيدة وقادرة على (إدخال الهواء) أو نشر رائحة العرق!
ذكاء
قوى التحالف بشأن اجتماعاته وقراراته وخططه فى حاجة الى تأمل طويل، فهو لا
يعمل فى كوكب المريخ، كما أن الخطط والبرامج (السرية) التى يضعها قادة
سياسيين بعضهم تجبره (عاداته الخاصة) على ترك العنان لجنانه ولسانه لكي
يقول ويفعل ما يحلو له، خاصة فى الليالي الداجيات؛ وبعضهم الآخر لا يصبر
على السرية إذا ما غشي مجلساً، أو إنتقاه صحفياً فى حوار ما.
مثل هذه
الخطط (السرية) لا يصعب الكشف عنها، فلا هي تحتاج الى (موجات صوتية) ولا
صور أشعة، هي خطط مثل الأمراض الجلدية ظاهرة للعيان ماثلة لأي طبيب اختصاصي
أو مبتدئ.
من جانب ثاني فإن برنامج يتم إعداده بحاجز زمني لا يتجاوز
المائة يوم (فقط 3 أشهر) هو دون شك يثير الضحك لأن الأمر هنا لا يتعلق
(بفصل سياسي) أو دراسة فصلية مسائية؛ الأمر هنا يتعلق بعمل سياسي لإسقاط
حكومة، ولن يكون فى وسع أي من عباقرة التحالف -وهم كثر- أن يشرح لأي مراقب
لديه قابلية كبيرة للصبر والإصغاء الصامت الخالي من الأسئلة كيف سيتم إسقاط
حكومة ببرنامج فى حدود 100 يوم فقط فى الوقت الذى فيه قضت قوى المعارضة
نفسها أكثر من 20 عاماً وهي غير قادرة على إعداد برنامج تحالف، وهيكلة
التحالف وجعله على الأقل (شيئاً محترماً)!
من جانب ثالث -وهذا هو
الأغراب والأعجب في البرنامج- أن البرنامج يتضمن (ضيوفاً)، وأطراف عديدة
(طلاب، نقابين، مواطنين) لم يشاركوا فى إعداد الخطة ولا يدري أحد كيف
سيكونوا جاهزين لتنفيذ خطة معدي البرنامج، أو كيف ستجري (البروفة) وأين
ستجري هذه البروفة؟
باختصار إن البرنامج المئوي فى أفضل الأحوال هو
برنامج (سن اليأس السياسي)، فقد أطبقت الظروف المحبطة بقادة التحالف ويبدو
أنهم -بعد وفاة الثورية عسكرياً- دخلوا فى عدة وفاة حددوها بـ100 يوم مخافة
أن يجعلوها أربعة أشهر و10 ايام كما تقتضي بذلك قواعد الشريعة الإسلامية
التى قرر التحالف فى وثيقة الفجر الجديد إلغاءها وجعل الدولة علمانية!
تعليقات
إرسال تعليق