الحوار بين الخرطوم وواشنطن.. جولة “تبادل المكافآت”

الحوار بين الخرطوم وواشنطن.. جولة “تبادل المكافآت”

تنطلق خلال الأيام القادمة مشاورات مكثفة بين الخرطوم وواشنطن لبدء المرحلة الثانية من الحوار بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وينظر الجميع إلى هذا الجولة بتفاؤل كبير خاصة بعد نجاح الجولة الأولى من التفاوض

والتي أفضت إلى رفع الحظر الإقتصادي المفروض على السودان منذ العام 1997.

ويسعى السودان لاستكمال الحوار مع الولايات المتحدة وفق الأطر المطروحة والأولويات، بعد أن استطاع خلال الفترة الماضية أن يلعب دوراً كبيراً على مستوى الإقليم والمنطقة، وذلك من خلال مساهمته الفاعلة في العديد من القضاياً وكان آخرها ملف إحلال السلام بجنوب السودان، كما إستطاع جمع الفرقاء وتوقيع إتفاق سلام أنهى صراع دام لسنوات خلف الكثير من الموت والدمار.

ودائماً ما تؤكد الحكومة جاهزيتها لإستئناف هذه المرحلة من الحوار مع الولايات المتحدة بإعتبار أن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب يمثل أولوية في تحركاتها الخارجية. وأشارت وزارة الخارجية إلى أن السودان يتطلع إلى علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة الأمريكية. وجددت تأكيد استمرار السودان في لعب دوره الايجابي في محيطه وجواره الإقليمي وإلتزامه التام بقرارات مجلس الأمن الدولي بشان كوريا الشمالية.

وكشف وزير الخارجية د. الدرديري محمد أحمد أنه سيلتقي على هامش إجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي سيشارك فيها، بعدد من المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم قيادات وزارة الخارجية بغرض مواصلة الحوار الثنائي وتحديد مواقيته، مبيناً أن لقاءاته مع الجانب الأمريكي سوف يتم فيه الإتفاق على الأجندة لإنطلاقة المرحلة الثانية من الحوار السوداني الأمريكي، وزاد قائلاً ” سنلتقي بقيادات وزارة الخارجية الأمريكية وسوف نعلن عن نتائج اللقاءات بالتفاصيل في حينها”.

ومؤخراً أكد وزير الخارجية الأمريكي بالانابة، جون سوليفان، أن الفترة القادمة ستشهد تدشين المرحلة الثانية من الحوار بين البلدين مؤكداً أهمية العلاقات بين بلاده والسودان، وأضاف أنهم يتطلعون إلى بداية المرحلة الثانية من الحوار بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب. وأشاد سوليفان بدور السودان عبر الايقاد في عملية اكمال السلام في جنوب السودان.

وبحسب تصريحات سابقة للقائم بالأعمال أستيفن كوستيس، فإن المرحلة الأولى من الحوار بين الخرطوم وواشنطن حققت نجاحات واضحة على صعيد مسارات الحوار المشترك بين البلدين، وأشار إلى أن المرحلة الثانية من حوار ستنطلق قريباً. مؤكداً أن بلاده تقدِّر الجهود التي تبذلها حكومة السودان مع التزاماتها بالعمل على رعاية السلم والأمن الدوليين.

وكانت الولايات المتحدة قد قررت فى 6 أكتوبر الماضي إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان بموجب الأمرين التنفيذيين 13067 و 13412، اعترافا بالإجراءات الإيجابية التي اتخذها السودان للحفاظ على وقف الأعمال العدائية في مناطق النزاع، وتحسين المساعدات الإنسانية والوصول إلى جميع مناطق السودان، والحفاظ على التعاون مع الولايات المتحدة في معالجة الصراعات الإقليمية ومهددات الإرهاب. وأعلنت الخارجية الامريكية حينها إلغاء العقوبات اعتبارا من الثاني عشر من أكتوبر الماضي. وأدرجت واشنطن السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب العام 1993، وفرضت عليه عقوبات اقتصادية تشمل حظر التعامل التجاري والمالي منذ العام 1997.

ويجد ملف الحوار بين الخرطوم وواشنطن إهتماماً في الداخل الأمريكي، ومؤخراً دعا خبراء أمريكيون إلى ضرورة تطوير خطط المسار الثاني للحوار بين الخرطوم وواشنطن، وكسب الوقت والاستفادة من حسن النوايا بين الجانبين .

وقالت السفيرة ماري كارلين ياتس، عضو فريق عمل السودان بالمجلس الأطلنطي بواشنطن، إن الفرصة مواتية للخرطوم وواشنطن للعمل معاً لتحقيق الأهداف المشتركة ومحاولة حصول كلا البلدين على بعض المكافآت في النهاية، مؤكدة أن السودان حريص على المضي في إعادة الاندماج في المجتمع الدولي، وأنه يسعى لإزالة اسمه من الدول الراعية للإرهاب ومن ثم الانضمام لمنظمة التجارة العالمية وتخفيف عبء الديون.

ومن جهته أكد ماغنوس تايلور المحلل في مشروع القرن الإفريقي التابع لمجموعة الأزمات الدولية أن الولايات المتحدة تريد من السودان أن يكون شريكاً جيداً من خلال المساعدة في وقف الصراع في منطقة القرن الأفريقي خاصة جنوب السودان، مشيراً إلى سعي السودان للاستفادة من ذوبان الجليد في العلاقة مع الولايات المتحدة لحذف اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وتوقع مراقبون أن تشهد الجولة الثانية للحوار مع واشنطن تفاهماً كبيراً بين الطرفين سيما وأن السودان نجح خلال الفترة الماضية في تحركاته الخارجية وخلق علاقات قوية مع الكثير من الدول الأوربية والغربية بجانب مساهمته الفاعلة في العديد من القضايا ذات الإهتمام المشترك عالمياً.

ويبدو أن الحراك الكبير للسودان في محيطه الإقليمي والعالمي ومشاركته الفاعلة في قضايا السلام ومكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر والجريمة العابرة ستدعم موقفه في الجولة القادمة للحوار مع واشنطن والمساهمة في رفع إسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة