الحزب الشيوعي (يعظ)!
التحليل الذى تمت صياغته بإستسهال واضح إعتمد على المنهج الماركسي بالكامل، و خلص إلى ان الحكومة القائمة حالياً في السودان هي حكومة رأسمالية! و من ثم كل الاخطاء الناجمة عن ذلك في النواحي السياسية و الاقتصادية إنما هي نتيجة لهذه السياسة الرأسمالية!
هكذا و ببساطة شديدة ينظر الحزب الشيوعي، من منظاره الماركسي إلى الأوضاع فيردها بالكامل إلى النظرية الرأسمالية، العدو التقليدي التاريخي للحزب الشيوعي، أما كيف وما هي حيثيات ذلك فان التحليل لا يجيب عن ذلك. وهو لمن يعرف الطريقة التى عادة يتبعها الرفاق منهج جامد يمجد الاشتراكية الماركسية ولا يرى سواها و يوشك ان يجعل من هذه الاشتراكية التى سقطت في معقلها في الاتحاد السوفيتي القديم دون يأتي عليها أحد، إلهاً يعبد.
التحليل الصادر في الكتيب يطرح الرؤية السياسية التي يرى انها بمثابة الحل للازمة في السودان عبر تطبيق مشروع قوى الاجماع الوطني! ولا يتحدث التحليل هنا عما اذا كانت قوى الإجماع الوطني هي نفسها حية ام ميتة؟ موجودة أم غائبة؟ ناهيك عن ان لها مشروع وناهيك عن ان مشروعها هذا صالح لحل الازمة أم لا ؟
قوى الاجماع الوطني محض مخلوق تاريخي لم يكتب له عمر في الحياة السياسية السودانية، مجموعة من القوى السياسية الحائرة المتقبلة الظروف و الأمزجة سعت لبناء تحالف، سرعان ما تهاوى بعدما دبت فيه الخلافات و من يكون رئيساً ومن يكون أميناً عاماً, ما وزن هذا الحزب و قيمة ذلك الزعيم، قوى الإجماع الوطني واحدة من نماذج التحالفات المطلبية والمضحكة كونها لم تكن تجمع على شيء، أي شيء.
ثم يمضي التحليل في الكتيب ليطرح الخطوات العملية التنظيمية لإسقاط الحكومة ، و بالطبع سوف يدهش القارئ اذا علم ان هذه الخطوات تتمثل في بناء لجان مقاومة وإقامة تحالفات ديمقراطية و تقوية التنظيم الحزبي في آماكن السكن والدراسة والعلم!
هذه هي (الخطوات العملية) لاسقاط الحكومة و كأن الحزب طوال العقود الماضية لم تكن لديه لجان مقاومة و تحالفات ديمقراطية! وليت الحزب اكتفى بهذه الخيالات السياسية التي تكشف عن عجزه و قلة حيلته وهوانه بين القوى السياسية ولكنه مضى ليسخر من الحركات المسلحة و اعتبرها ضعيفة البنية، خاصة بعد قرارات مجلس الأمن الأخيرة وباتت أمام خيارين إما الهبوط الناعم والسلام القسري أو التمسك بمواقفهم و مواجهة العقوبات! وأن قوى نداء السودان –بحسب رؤية الحزب الشيوعي– حسمت موقفها باختيار الهبوط الناعم .
هكذا اذن ينظر الحزب الشيوعي من ثقب بابه العتيق، إلى الساحة السياسية السودانية ، دون أن يتذكر خلافاته التنظيمية المدمرة، و قرارات الفصل التعسفي المضحكة التى باتت شغل أعضاء لجنته المركزية الشاغل و فشله الذريع في إثارة و تحريك الشارع رغم فرص وسوانح عديدة كان الحزب في حقب ماضية يصنع من حبتها قبة!
فقد الحزب الشيوعي السوداني منذ سنوات قوته التنظيمية ، وفقد (أسراره) وأصبحت أوراقه السياسية و تدبيراته الليلة كلها مكشوفة و متاحة و ملقاة على قارعة الطريق و متاحة لمن يرغب (بلا مقابل)!
سودان سفاري - الخبر علي مدار الساعة
تعليقات
إرسال تعليق