في جنيف فشلت المعارضة، نجحت الحكومة!

في جنيف فشلت المعارضة، نجحت الحكومة!

في السابق قبل سنوات قلائل - كان من المعتاد ان تجد المعارضة السودانية وقد فرغت من إعداد عدتها و نصب شراكها و جلست تنتظر وقوع الحكومة في الفخ! كان ذلك يتجلى اكثر في المحافل الدولية. احياناً في مجلس الامن، و أحيان اخرى في مجلس حقوق الإنسان

و في مرات عديدة في عواصم دولية تشهد مفاوضات بين فرقاء سودانيين!
قوى المعارضة السودانية غالباً ما كانت تستفيد من المكايدات الدولية و التناقضات التى كانت تقع بين بعض القوى الدولية و الحكومة السودانية. بعض قادة قوى المعارضة في أزمان مضت كانوا يجيدون إصغاء سهلا و سللاً من مسئولين دوليين و رؤساء حكومات و وزراء معاديين للحكومة.
كان ذلك على أيام رايس و البارونة كوكس و مادلين اولبرات و كوشنير و سلسلة مطولة من الساسة و المسئولين الذين كانت لهم دوافعهم و منطقاتهم و مصالحهم الذاتية وكانوا يجدون متعة خاصة في الاستجابة و التفاعل مع قوى المعارضة طالما أن الرصاصة المراد اطلاقها موجهة نحو الحكومة السودانية !
ألان انقلب الوضع تماماً، حيث لم يعد لقادة المعارضة السودانية هذا البريق الزائف المستند على عداء دولي ضد السودان. وبالمقابل فان الحكومة السودانية و بقدر واضح من الذكاء و المهارة سبقت قوى المعارضة بآلاف الأميال السياسية. ليس فقط بكسب جانب القوى الدولية و استمالتها و لكن بتقديم معطيات ايجابية جديدة، ساطعة كما الشمس على ارض الواقع بحيث يسيطر بريقها الأخاذ على قلوب وأعين أولئك المسولين.
 ففي جنيف على سبيل المثال غامرت قوى المعارضة السودانية بالذهاب إلى هناك سعياً منها ليس فقط لعرقلة تقدم السودان وخروجه من ولاية الخبير المستقل فيما يعرف بالبند العاشر، ولكن لإرجاع السودان بكل ما أوتيت إلى البند الرابع الذى تجاوزه باقتدار قبل سنوات.
مجموعة نداء السودان رابطت هناك في جنيف من اجل تعطيل أي نجاح للسودان في الإفلات من البند الرابع، و كان لمجموعة نداء السودان بالفعل لقاءات و تواصل بقوى معروفة في اجتماعات المجلس . لكن جهود نداء السودان وقوى والمعارضة و منذ البداية بدت محكوم عليها بالفشل.
فمن جهة اولى فان صحيفة السودان الحقوقية بدت هذه المرة مفعمة ببعض الانجازات التى يصعب معها إلحاق الظلم بالسودان، اذ ان تقرير الخبير المستقبل حفل بعدد من الأمور الايجابية المهمة ، كاستضافة السودان لمئات الآلاف من اللاجئين، و نجاح السودان في مكافحة تجارة البشر، والدور الاقليمي الواضح في استتباب الامن في المنطقة و المساعدات الانسانية الى المنطقتين و اطلاق سارح المعتقلين و تعديل عشرات القوانين التى تفضي إلى ممارسة ديمقراطية مرنة.
ومن جهة أخرى فان السودان اجرى محادثات ممتازة في وقائع الاجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك و التى انعقدت بالتزامن مع وقائع اجتماعات جنيف ما أمتاح له إبراز دوره الإقليمي و انجازاته الحقوقية على الملأ. و في حضور قادة العالم في أضخم محفل عالمي سنوي راتب يجري كل عام.
ومن جهة ثالثة فان الحكومة كان لديها منطقاً سديداً في جنيف حيث كانت قد فرغت للتو من تشكيل حكومة وفاقية رشيقة هي واحدة من ابرز مخرجات الحوار الوطني و ثبت أن هذه المخرجات ترجمة لآراء و رؤى القوى السياسية السودانية المختلفة.
اذن لقد سبقت اعمال الحكومة وصحائفها الحقوقية الايجابية دسائس و مؤامرات قوى المعارضة ، وأثبتت الأحداث فعلاً ان الحكومة باتت تسبق قوى المعارضة و ان البون شاسع بن الاثنين بحيث يحتاج لأكثر مما هو معجزة من المعجزات!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة