تفكيك معسكرات النازحين في دارفور.. هل آن الأوان؟

تفكيك معسكرات النازحين في دارفور.. هل آن الأوان؟

من المنتظر ان تأخذ قضية إعادة النازحين في دارفور إلى قراهم و العمل على إعادة توطينهم اهتماماً محليا وإقليميا ودوليا في المرحلة المقبلة ، اذ ان الأوضاع الأمنية في الاقليم وظروف الحرب و المواجهات التى أفضت إلى انشاء معسكرات النازحين في السابق

– قبل حوالي 10 أعوام مضت – لم تعد الآن قائمة  في الاقليم و من ثم لم تعد هناك حاجة – حتى ولو لم يتم أجراء عقد سلام شامل في الاقليم – لوجود هذه المعسكرات طالما ظلل الامن اجواء الاقليم باعتراف المنظمة الدولية و بإقرار مجلس الأمن و بدليل بداية تقليص قوات حفظ السلام (اليوناميد) و بحث إستراتيجية الخروج النهائي.
وقد أشار الرئيس السوداني البشير بوضوح لدى التقائه مؤخراً بوفد اللوردات البريطانية الذي قام بزيارة امتدت لأيام و زار فيها أرجاء واسعة من دارفور و معسكرات النازحين الى أن السودان دولة آمنة و أضاف البشير ان مشكلة دارفور حالياً ليست مشكلة امنية و لكنها مشكلة تتعلق بإعادة توطين النازحين و اللاجئين و تقديم الخدمات لهم و عودة سكان المعسكرات لقراهم.
وركز الرئيس البشير مع الوفد البريطاني على ان السلام الان يسود ولايات دارفور و ان الحكومة  السودانية حققت نجاحات ملموسة في المصالحات القبلية و إعادة رتق النسيج الاجتماعي المحلي بما أفضى إلى توقف الاقتتال القبلي و المواجهات الدامية التى كانت تقع بين القبائل .
وفد اللوردات البريطاني الذى وقف على الأوضاع عن كثب وطاف على مختلف المناطق ولمس ورأى و ناقش ، تساءل عن ما يريده عبد الواحد محمد نور الذي يقود حركة مسلحة و يرفض التفاوض و تربطه صلة ببعض كسان المعسكرات! وأبدى الوفد استعداده لالتقاء عبد الواحد و معرفة ما يرمى اليه في ظل تعنته غير المبرر هذا .
وهكذا يمكن القول ان قضية تفكيك معسكرات النازحين عادت بقوة إلى واجهة الاحداث، وهي قضية شديدة الاهمية و الحساسية ليس بالنسبة للحكومة السودانية التى ظلت هذه المعسكرات تمثل لها بؤراً للمخالفات القانونية و الجرائم، و لكن ايضاً لسكان اقليم دارفور الذين باتت هذه المعسكرات تنقص و تقلل من هيبة مجتمعهم العشائري المسالم، و تعيق تماسك الاسر و تحول دون أعادة رتق نسيجهم الاجتماعي.
وليس سراً في هذا الصدد ان عبد الواحد نور لم يعد بذات البريق القديم حين كانت حركته تملاً أرجاء وساعة من الاقليم و يراهن العديد من سكان المعسكرات على قيادته و قدراته. الآن عبد الواحد  تلقى ضربة قاصمة من قوات الدعم السريع افقدته توازنه تماماً و نزعت منه -إلى الأبد- الغلالة الاسطورية التى كانت تحيط بقيادته ، كما ان قيادات حركته و من تبقي منهم لم يعودوا كما كانوا من قبل بكامل ولاءهم المطلق و طاعتهم العمياء لعبد الواحد.
لقد دخلت قضية تفكيك معسكرات النازحين الآن حيز الاهتمام الجاد و من المنتظر ان يشهد الربع الحالي الأخير من العام 2018 ضربة البداية!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة