مؤشرات نجاح حكومة الوفاق الثانية في السودان!

مؤشرات نجاح حكومة الوفاق الثانية في السودان!

مرت بضع أسابيع قلائل حتى الآن منذ أن تم تكوين حكومة الوفاق الوطني في نسختها الثانية في السودان. وفي العادة فان هذه الفترة لا تصلح من الناحية الموضوعية لإصدار حكم على أداء أي حكومة.

غير ان الأمر يختلف هذه المرة، إذ ا بوسع أي مراقب قريب ان يلحظ بوضوح ان الخطوات التى اتخذتها والتحديات التى وقفت حكومة الوفاق الثانية قبالتها، بدت بالفعل واضحة المعالم ومن الممكن ان تفضي لنتائج ضخمة ومؤثرة في غضون الأشهر الثلاثة القادمة.
فعلى صعيد التحدي الاقتصادي –وهو التحدي الأبرز و الأخطر– فان الحكومة سيطرت عملياً على مكمن انفلات سعر الصرف وخروجه عن السيطرة، ذلك إن آلية (صناع السوق) التى باشرت عملها رسمياً الأسبوع الماضي هي وحدها التى باتت تتحكم في سعر الصرف وفق ظروف وملابسات العرض والطلب والأداء الاقتصادي الكلي وحركة البضائع والسلع والخدمات.
هذه الخطوة عززت عنصر الثقة في سياسات الحكومة من جهة وأعطت سياسة التحرير الاقتصادي التى لا تتجزأ الفرصة للانطلاق و التخلص من التشوهات من جهة أخرى. ففي النهاية فان المطلوب إقتصاد سوداني حر، و مستند على حيثيات حقيقية، وقائم على أداء واقعي. اما الجانب الأكثر اهمية، فهو يتعلق بالحصاد للموسم الصيفي، فقد أجرت الحكومة دراسة تقديرية متعمقة لعائد الحصاد لهذا الموسم، و قال رئيس الوزراء معتز موسى، ان حكومته قدرت عائد الحصاد بحوالي 4 مليار دولار.
ولهذا فهي تعمل الآن باهتمام بالغ على إنجاح هذا الموسم وتحصيل عائد صادر يعود بهذه المبالغ الذي من المؤكد سوف تدعم وعلى نحو ضخم أرصدة النقد الاجنبي في البنك المركزي وهذه كانت لا تزال واحدة من أهم التحديات التى يواجهها الاقتصاد.
ومن المؤكد ان تحصيل عائد الصادر من الموارد الزراعية بهذا الحجم من شأنه ان يشجع القطاع الخاص لارتياد العمل الزراعي و التركيز عليه كمورد غير ناضب، وهذه في حد ذاتها من الممكن، بل من المؤكد أنها سوف تغير كل إستراتيجية الاداء الكلي للاقتصاد بأن تصبح الزراعة واحدة من الموارد الأساسية الأكثر أهمية للاقتصاد السوداني بعيداً عن النفط و المعادن وغيرها من الموارد .
ومن جانب آخر فان من المنتظر وفق توقعات الحكومة ان تتدفق مدخرات العاملين بالخارج إلى السودان ربما بمعدلات غير مسبوقة و ربما لأول  مرة في تاريخ السودان بعد ان اصبح سعر الصرف للجنيه السوداني واقعاً ولا تتدخل  الحكومة لتحديده.
مدخرات المغتربين هي الاخرى من المؤكد ان ترفد أرصدة النقد الاجنبي في البنك المركزي و تغذي شرايين وأوردة البنوك التجارية. الحكومة ايضاً عازمة على انطلاق موسم شتوي قوي للقمح، السلعة الاستراتيجية الحاضرة بقوة في الاقتصاد السوداني و يبدو من سير التحضيرات لهذا الموسم ان الإنتاج المتوقع أيضاً غير مسبوق .
لقد بدا واضحاً حتى الآن ان مجمل الحراك العام لحكومة الوفاق وحتى قبل بداية ظهور النتائج ان المواطن العادي بدا يدرك أن الإجراءات التى يجري تنفيذها و عوضاً عن اتسامها بقدر واضح من الشافية، فهي خطوات مفهومة وسهلة الإدراك، و تعطي مؤشراً واضحاً للكافة انها ناضجة وعميقة الأثر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة