تحالف 2020 الجانب المليء من الكوب!

تحالف 2020 الجانب المليء من الكوب!

تشهد الساحة السياسية السودانية في راهنها الحالي تطورا إيجابياً يمكن وصفه بأنه ربما يفضي في المستقبل القريب إلى معادلة سياسية وطنية افضل في الحكم و المعارضة. ومع أن الحذر مطلوب كلما استقبلت هذه الساحة مولوداً سياسياً معارضاً جديداً في ظل كثرة المواليد السياسية المعارضة.

ومع قلة فعاليتها وموتها في أحايين كثيرة ، إلا ان المولود السياسي الاحدثا في الجانب المعارض يمكن النظر اليه مبدئياً بأنه – اذا ما وعى مثالب التحالفات السابقة- بإمكانه ان يكون جزء من المعادلة.
المولود السياسي الجديدة اطلق عليه والدسيه تحالف (2020) ويضم كل من حركة الاصلاح الآن التى يتزعمها د. غازي صلاح الدين و منبر السلام العادل وحركة (كاد) و الاصطفاف الوطني والقوى الوطنية المتحدة (قوم).
التحالف الجديد بحسب قادته أكد على انه ليس كالتحالفات السابقة وان ما يميزه انضواء عدد من التحالفات فيه كالقوى المشار اليها اعلاه. ويشير التحالف إلى أنه يهدف إلى توحيد الصف الوطني وإبداء الرأي بصورة واضحة في القضايا الوطنية و تقديم المبادرات حولها؛ كما أن رمزية الاسم (تحالف 2020) جاءت لتأكيد دوره في الانتخابات القادمة من خلال المشاركة في صنع التغيير المحتمل!
وبالطبع لا احد بوسعه التنبوء بمستقبل هذا التحالف الان لان جزء من مكونات التحالف كانت جزء من ما كان يعرف بقوى الاجماع الوطني! وبعضها اقتربت كثيرا من قوى نداء السودان، وبعضها ظل سنوات في العمل المعارض دون ان يسمع له صوت او يقدم شيء ذا بال.
ولكن من المعطيات والمؤشرات الايجابية للتحالف الوليد انه: أولا، وضع نفسه في تحدي حقيقي امام الانتخابات العامة في 2020، لاحداث التغيير المحتمل كما يتطلع قادته، وهذه محمدة سياسية يمكن قرائتها في إطار (الايمان بالعملية الانتخابية) كوسيلة مثلى للتداول السلمي للسلطة، اذ ان هنالك الان عشرات القوى السياسية المعارضة (غير المؤمنة) بالعملية الانتخابية وتساورها المخاوف باستمرار منذ اول انتخابات عامة عقب اتفاقية نيفاشا 2005 والتى جرت في ابريل 2010 من أنها سوف تفشل!
ومن ثم فقد أصيبت هذه القوى جميعها بعقدة خوض الانتخابات ولم تعد قادرة على خضوها وتخافها وتخشاها وتكتفي بالحلم باسقاط النظام. فكون ان يبرز تحالف ويربط إسمه بانتخابات 2020 فهذا تطور نوعي يستحق الاشادة بصرف النظر عن النتائج و المآلات.
ثانياً، التحالف الوليد يسعى لتوحيد الصف الوطني؛ ومن لا يريد ذلك؟ ومن يرفض رتق نسيج السياسة الوطني و تأليف منظومة سياسية متآلفة؟ لقد ظل المؤتمر الوطني يدعو لتوحيد الصف الوطني و يعقد مشروع الحوار الوطني، ويدعو للوحدة ولا يزال يفعل، فالطرح نفسه طرح استراتيجي يخدم القضية الوطنية.
ثالثاً، التحالف لم يتحدث قط عن غياب المناخ المواتي للانتخابات العامة، فهو بهذه المثابة شاهد على وجود مناخ مواتى بدليل ربط اسمه بانتخابات 2020 ولو لم يكن الامر كذلك لقدم التحالف مطالبة بتهيئة المناخ وسلسلة المطالبات العجيبة المأثورة عن قوى المعارضة حين لا تكون قادرة على خوض المنافسة.
رابعاً، تدشين التحالف واعلانه عن نفسه من الآن فيه إيجابية (الاستعاد المبكر) للعملية الانتخابية و حث بقية القوى السياسية لخوض المنافسة، ففي السودان تكسل العديد من القوى في الاستعداد المبكر والاعلان عن نتيها في خوض العملية وتظل تقدم رجلاً وتؤخر أخرى حتى تنقضي العملية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة