مؤتمر «الأحزاب الإفريقية» العزاء والكورسات.


إن السودان من خلال الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني» نجده يمكن أن يضع نظرية إستراتيجية للقارة الإفريقية بحيث تكون ثمار نقلها من الأفكار إلى التطبيق هو التمثيل الإفريقي في الأمم  المتحدة، بعدها يمكن إزالة القارة من المؤامرات التي تقف وراء النزاعات والصراعات القبلية بأحداث الأسلحة التي تنتهجها أكبر الدول لتصل إلى أيدي الأطراف المتصارعة الإفريقية في شكل منح حتى يتسنى من القارة جلب ونهب وسلب الموارد المختلفة بصورة أو أخرى.
لكن النظرية السودانية هل من الممكن أن تجد آذاناً إفريقية صاغية في مجلس الأحزاب الإفريقية لتطبيقها ابتداءً من تناول المشكلات والتحديات من الجذور؟! هل لرؤساء الأحزاب الإفريقية غير الحاكمة إدراك واستعداد للضغط على الأحزاب الحاكمة  في اتجاه تجنيب الدول الإفريقية شر المؤامرات الأجنبية المعشعشة فيها؟!
يمكن أن يكون للحكومة السودانية ممثلة بالحزب الحاكم دور فعّال في تطوير الفكر السياسي للأحزاب الإفريقية خاصة الحاكمة منها حتى لا تذهب الجهود التي يبذلها مجلس الأحزاب الإفريقية هدراً إن الوقت والمال أولى بهما الوطن. إن الوقت الحاجة إليه كبيرة جداً لأن البلاد تواجه أزمتين أمنية واقتصادية. وكذلك المال لأن هناك مواطنين ينتظرون تعويضاتهم في ود الحليو والفشقة وغيرهما بعد أن باركوا قيام مشروع التنمية العظيم في أعالي نهر عطبرة ونهر ستيت. وسدي أعالي عطبرة وستيت هما الضلع الثالث لمثلث التنمية في هذا الوقت بعد أن صعب أن يكون سد كجبار هو الضلع الرابع لمربع التنمية، فالمال تحتاج إليه البلاد في التعويضات المجزية والمرضية العادلة المنصفة. وهذا أفضل من أن تضيع هدراً في أعمال ليست كفيلة بأن تنقل معظم الدول الإفريقية من المؤثرات العقلية الغربية واليهودية إلى رحاب التفكير الثاقب والذكاء الخارق الذي يصل بها إلى مستوى التمثيل في الأمم المتحدة حتى لا تستمر المعالجات لقضاياها بالوكالة داخل المنظمة الدولية ومجلس الأمن وفي النهايات ليس لصالحها.
إن كثيرًا بل معظم الحركات المتمردة في القارة الإفريقية تحارب بالوكالة لصالح مشروعات أجنبية وأجندة يهودية وغربية، ومن يقول بغير هذا فهو إما جاهل وإما منافق وإما مُتملِّق يريد رغد العيش في دول الاستكبار وفي فنادقها ويتمتع بأموالها ومستنداتها الرسمية من جنسية إلى جواز.. ليكون ــ للأسف ــ مواطناً درجة ثانية أو ثالثة. وهذه الحروب بالوكالة داخل القارة تجعل داخل الأمم المتحدة ومؤسساتها والمنابر الدولية أن ينظر إلى قضايا الدول الإفريقية بالوكالة. فبئس الوكالة هذي!، وبئس الوكالة تلك! إن العزاء يبقى في أن يكون انعقاد المؤتمر التأسيسي لمجلس الأحزاب الإفريقية في السودان لضمان أن يكون خالياً من الشوائب الغربية والصهيونية التي تلوثه لإفشاله لضمان استمرار النفوذ الغربي والصهيوني في القارة الإفريقية. لكن المطلوب أكثرهو أن تقوم الخرطوم بتدريس كورسات سياسية للأفارقة.
غداً نلتقي بإذن الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة