قيادات التمرد.. البحث عن أبواب الحوار

ثمة خبر صغير ورد ضمن باقة الأخبار اليومية علي الصحف السيارة ولكن في ما يبدو انه ملامس جزء من الواقع بالبلاد الذي يتجه نحو إقرار العملية السلمية بمناطق النزاعات خاصة بدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق رغماً من هجوم متمردي الجبهة الثورية علي مناطق ام روابة والله كريم وأبو كرشولا فلخبر يشير الي أن قيادات ميدانية بالجبهة الثورية والحركات المسلحة الدارفورية فتحت خطاً للتواصل والحوار بقيادات حكومية بغرض البحث عن مخارج للأوضاع المتردية التي تعاني منها.
قناعات السلام
الخوف من المصير المجهول الذي ربما يكون علي رأس طلقة أو خطوة لغم أو قذيفة دانه أو طعن سونكي تلك هواجس أولئك الجند الذين اختاروا السلاح لأخذ الحق فيما يتم عادة توزيع وجبات غير مكتملة العناصر الغذائية وتعتمد الوجبات بالمعسكرات وميادين القتال في اغلب الأحوال بالنسبة لحركات التمرد علي كوب من الماء مخلوط بدقيق بينما تكون الوجبة الكاملة كل ثلاثة أيام أن تم نهب قرية أو سلب مواد وممتلكات سواء حكومية أو الأفراد وأشارت أنباء في وقت سابق إن عدد كبير من منسوبي الحركات المسلحة تخلي وبرغبة صادقة عن البندقية بعد أن بات مقتنعاً بعدم جدواها لتحقيق هدفه ليتوجه نحو مناطق التعدين الأهلي بحثاً عن الذهب خاصة بشمال دارفور،. وهذا يؤكد أن رفع السلاح خاصة الذين اجبروا علي وضعه في أكتافهم في وقت أكد فيه احد القيادات التي اختارت مسار السلام وفتحت أبواب الأمن والاستقرار أن القناعات لوضع البندق والتحلق حول مظلة السلام متوفرة لدي قيادات الحركات واقر محمد عبدالله ود أبوك القيادي السابق بحركة تحرير السودانى بالتواصل مع العقلاء منهم ،.وقال لـ(الأهرام اليوم) ان الاعتراف بالمطالب والمظالم خطوة مهمة حاثاً علي النظرة لتجربة الربيع العربي التي أكدت علي ضرورة فتح المناخ السياسي جازماً بأن الحوار أداة قوية لحل أي مشكل وطني ونبه الي أن القناعات بالسلام لدي قيادات التمرد في تطور مستمر منادياً الحكومة بالبعد عن التعامل الأمني مع قضايا الوطن والنظرة بشمولية وقومية لكافة القضايا ولكن ود أبوك رأي أن القيادات الرئيسة للتمرد ما زالت بعيدة عن أجواء التفاوض خاصة بدارفور فيما خالفه الرأي الفريق د. حسين عبد الله جبريل عضو لجنة الاتصال بالحركات المسلحة الذي أكد وجود اتصالات قوية مع رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم ورئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي ونائب رئيس حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور- أبو القاسم إمام- وقال لـ(الأهرام اليوم) انه تمت مقابلات مع تلك القيادات وغيرها من اجل الدخول في غرفة التفاوض مشيراً الي رسائل سلمت إليهم مفادها بأن أهل دارفور ملوا الحرب ويعيبون ارتكاب الأعمال التخريبية أياً كانت التسميات سواء بدارفور أو أية منطقة بالسودان.
والتشديد علي أن خيار الحوار مفتاح لأبواب السلام وأبان الفريق جبريل إن الرسائل التي دست بأيدي مناوي وأمام وإبراهيم وضعت الكرة في ملعبهم متوقعاً استجابة منهم خلال وقت غير بعيد معلناً الاستعداد لأي لقاء باللجنة في أي زمان ومكان.
اليأس من الحرب
ربما يختلف الناس أو يتفقون علي أن السودان مازالت الأجواء به مكفهرة والسماء ملبدة بالغيوم ولكن المشهد العام وخاصة عقب تباشير الانفراج السياسي الداخلي واتفاق التعاون مع الجنوب التي حركت المياه الراكدة تحت الجسر،. نجد كافة السودانيين يئسوا من الحرب بما فيهم الحركات المسلحة وهذا ما ذهب إليه الصحفي والمحلل السياسي عبد الله ادم خاطر الذي رأي ان تلك القيادات المتمردة ورغماً من أنشطتها العسكرية هنا وهناك إلا أن خطوتها نحو بوابات السلام خطوة محمودة ولكنه لفت الي ضرورة إدارة الحوار بروح الوطنية القومية دون عزل أو إقصاء لطرف دون الأخر،. وقال لـ"الأهرام اليوم" إن للحكومة فرصاً لمحاورة الجميع حتي الذين كانوا بالأمس في أم روابة وطالبها بتوسيع صدرها والإسراع في الحملة السلمية معلناً تشجيعه لكل الأطراف خاصة من يضع البندقية معتبراً أن انعدام الثقة هو سبب الإشكاليات بين الحكومة وقادة التمرد حاثاً مكونات المجتمع المدني الي لعب الدور الأكبر في دفع الأطراف نحو مسارات الحوار وأضاف: يجب أن تكون قيادات التمرد التي علي رأسها عقار والحلو وعرمان ومناوي وجبريل وغيرهم حاضرة علي طاولة التفاوض الحكومي من اجل الإبقاء علي السودان رائداً علي المستوي الإقليمي والعالمي،. مستحسناً مجهودات لجنة الاتصال بالحركات المسلحة التي يرأسها رجل الأعمال صديق ودعة وقال لا محال إن زرعها يوماً ما سيثمر وبشأن مساهماته الشخصية في إحلال السلام قال خاطر انه وعبر كتابته ومشاركتهم في مختلف المحافل يشدد علي دعوة الاستقرار والأمن للجميع.
قيادات تفتح الباب
أكثر من 75 قائداً بالحركة الشعبية قرروا فتح باب السلام والتأكيد علي رفض الحرب والاحتكام لصوت العقل والحكمة ونبه القيادي بالحركة الشعبية جناح السلام الفريق محمد أحمد عريب إن الدخول تحت مظلة السلام جاء بقناعة حقيقية لإحلال السلام بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق كاشفاً لـ( الأهرام اليوم) عن اتصالات بقيادات ما زالت بالتمرد تهدف لتبصيرهم بأهمية الجنوح للسلام مبيناً انه في وقت غير بعيد استجاب لدعوة السلام قيادات علي رأسها حافظ هارون ومحمد الجاك وموسي هدية وقيسان وعبد الله عثمان موضحاً إن اتصالات ولقاءات جرت بوالي جنوب كردفان احمد هارون وقيادات البرلمان ومجلس الولايات من اجل بحث وسائل الحوار وتهيئة المناخ للعملية السلمية وطالب الفريق عرديب بإيجاد آليات لتوفير العيش الأمن للمقاتلين العائدين من الحرب لافتاً الي مبادرة دفع بها تحت عنوان ( لا للدم ولا للغم نعم للقلم)، أساسها وضع البندقية والدخول في حوار جاد وصادق وصولاً لتسوية تمنح المواطنين استقراراً وسلاماً مستداماً.
نقلا عن صحيفة الأهرام السودانية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة