كمبالا تبكي على سيكافا فى الخرطوم!

لم يكفِ كمبالا تورطها الدائم والمستمر فى زعزعة أمن واستقرار السودان واستضافتها (المفتوحة) لحملة السلاح الناشطين ضد السودان وإسهامها الفاعل في تكوين وإنشاء ما يسمى بالجبهة الثورية وتقديمها الدعم لهجماتها البربرية التى جرت مؤخراً فى كردفان.
لم يكفِها كل ذلك ففيما يبدو أنه بالنسبة لها بمثابة (جهد المقل)! فإذا بالخارجية اليوغندية - وهي تداري عبثاً ألمها- من تمكن السودان رغم كل جراحاته منها هذه فى الحصول على شرف استضافة فعاليات بطولة شرق ووسط أفريقا لكرة القدم (سيكافا) تحث السودان على (توفير الأمن) للأندية المشاركة وأن تسهر الخرطوم على ألاّ يصاب أي نادي مشارك بأذى!
وزير الدولة اليوغندي (أوكليو أوريوم) والذي تقول سيرته الذاتية انه شغل من قبل منصب وزير الرياضة فى بلاده، قال إنه (يصلي) من أجل سلامة الفرق المشاركة فى المنافسة!
والأمر فى مجمله مثير للضحك والبكاء معاً، فقد فعلت يوغندا كل شيء لإلحاق أكبر قدر من الأذى الأمني والسياسي بالسودان، وفتحت أراضيها -بغير أي تحفظ- لكافة الحركات الدارفورية المسلحة وما يسمى بالجبهة الثورية، وأصبحت هي (الميناء الرئيس) لإنزال الدعم والعتاد العسكري الواصل للمتمردين السودانيين!
وهي (قاعة الاجتماعات) التى تجري فيها اجتماعات قادة الثورية، وهي منصة احتفالات التوقيع على الوثائق التحالفية، وجعلت من نفسها (آلية افريقية) فى المنطقة لإنفاذ مذكرة التوقيف الدولية حيال المسئولين السودانيين، خارقة قرار الاتحاد الإفريقي المعلن فى هذا الصدد بعدم التعاون مع محكمة الجنايات الدولية. كل هذا ويوغندا لا تشعر بتلك الراحة اللذيذة التى تعقب (أكل أطيب الطعام) و (تناول الفاكهة) الطازجة عقبه والمشروبات البادرة ثم الخلود للسكون، فما تزال بحاجة الى أكل المزيد من (لحم السودان) ونهش المزيد من أحشائه فى نهم معروف وولع متأصل بأكل لحوم البشر كشأن الحقائق العلمية المؤيدة للأساطير القديمة الموروثة!
كمبالا هالها أن بعد كل ما فعلته فى السودان فإذا كل هذا لا يحول بينه وبين نيل شرف استضافة منافسة رياضية دورية لا تتعدى الأيام والأسابيع، خالية من السياسة والتخابر واقتفاء الأثر الذى تعودت عليه كمبالا كحديقة ظلية وادعة للمخابرات الدولية المتعددة الجنسيات.
كمبالا لا تخشى على الفرق المشاركة عامة وفريقها خاصة من (انعدام الأمن) فى السودان ولذا تحث الحكومة السودانية على (الاهتمام بالأمن)! الأمر هنا غريب ومثير للشفقة لسببين:
الأول إذا كانت يوغندا –باعتبارها جارة ملاصقة للسودان بحكم التصاقها بدولة جنوب السودان– لا تعرف طبيعة الأوضاع الأمنية فى السودان ولا تدري هل بالفعل أن كل شيء فى حالة تصدع وانهيار أم أن الأمور تحت السيطرة فهذا يعني هو الآخر أحد أمرين؛ إما أنها تعلم أن الأمر محدود فى كردفان ودارفور وفى حدود ضيقة ومع ذلك تود ابتدار دعاية استباقية لإخافة الفرق المشاركة ومن ثم إفساد الاستضافة. أو أنها لا تعلم وتلك مصيبة ما بعدها مصيبة.
السبب الثاني؛ أن كمبالا ربما كانت تعلم بحكم ارتباطها (الوثيق) بالولايات المتحدة أن السفير الأمريكي فى الخرطوم ما ترك قرية أو منطقة أو محفل ديني أو اجتماعي فى السودان لم يطف عليه ويدخل الى عمقه ولم يصبه أذى!
وبالطبع لا يمكن عملياً أن نتصور أهمية الفريق اليوغندي المشارك فى سيكافا تفوق أهمية السفير الأمريكي بالنسبة ليوغندا (الساجدة) فى محراب واشنطن منذ سنوات، ولهذا لا حاجة للوزير اليوغندي لإضافة (صلاة جديد) من أجل سلامة فريق بلاده المشارك فى المنافسة فى الخرطوم، فقط عليه أن يواصل (سجوده) فى المحراب الأمريكي إذ طالما أن السفير الأمريكي فى الخرطوم بخير، فإن على كمبالا أن تحمد لذلك وتصلي من أجل أن يظل السفير الأمريكي فى كمبالا قادراً على التحرك دون مواكب تمويهية ورتل من السيارات المصفحة السوداء والمدافع المخبأة والقناصة على أسطح البنايات المجاورة!

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة