(إنقسامات) الأحزاب.. تبعد احتمالات الوحدة والدمج؟

بقلم : بخاري بشير
•    طفي إلى سطح (الشمارات) المجتمعية خبراً مفاده أن شخصية انقاذية كانت في درجة قيادية داخل (الوطني)، بدأت في إعداد نفسها للإعلان عن ميلاد حزب سياسي جديد، يضاف إلى جملة الأحزاب السودانية التي تجاوزت بحسب مسجل الأحزاب الـ(92) حزباً.
•    وعندما نقول إن هذه الشخصية القيادية كانت تنتمي لحزب المؤتمر الوطني، وهي من القيادات الانقاذية فهذا معناه أن الحزب الوليد سيكون حزباً (إسلامياً)، بحسب خلفيات الشخصية التي تقف وراءه، ما يعني أن حزب المؤتمر الوطني لوحده (فرخ) قرابة الـ(5) أحزاب.
•    في فترة سابقة خرج الطيب مصطفى مكوناً حزب منبر السلام العادل، وخرج الراحل مكي بلايل وكون مع بناني حزب العدالة القومي، وخرج مؤخراً الدكتور غازي صلاح الدين ليكون حزبه (الاصلاح الآن)، وسبق ذلك حزب المؤتمر الشعبي بقيادة شيخ الإسلاميين الروحي د. حسن الترابي.
•    ويمكن أن نضيف إلى هذه التكوينات بعض الاسلاميين الذين خرجوا (مغاضبين) وكونوا ما عرف بحركة العدل والمساواة المسلحة التي أدارت بعض العمليات العسكرية في مناطق دارفور ضد حكومة الانقاذ.
•    كل هذه التكوينات خرجت من رحم الحركة الاسلامية، واذا ما صدقت الاخبار التي تحدث عن خروج هذه الشخصية القيادية من (جلباب) الوطني لتكوين حزب سياسي جديد، في اعتقادي إنها لن تضيف جديداً الى خارطة الاحزاب المنشقة عن الوطني، بل سيضاف واحد في صف الذين خرجوا مكونين أحزابهم الخاصة.
•    برغم هذه التباينات في الأحزاب التي خرجت على الحزب الكبير غلا أن جميعها يتفق على الرؤية الاسلامية، وربما كان الاختلاف في بعض الرؤى حول طرائق الحكم، أو التعامل مع قضايا السودان المعقدة، حيث أصبح لكل حزب أو حركة رؤيته أو رؤيتها الخاصة لحل القضايا السودانية.
•    كثرة (الانشقاقات) في الأحزاب القائمة، أو الاتجاه نحو تكوين أحزاب جديدة ليست دليل عافية في الممارسة السياسية في السودان، حيث تعكس هذه التفاعلات حجم (الخلاف) الموجود والمتأصل في الساحة السياسية، الامر الذي يجعل الاتفاق على قواسم مشتركة أشبه بـ(المستحيل).
•    تحدث الانشقاقات ويتجدد ميلاد الاحزاب في الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن اقتراب ميعاد (وحدة الإسلاميين)، ويعتمدون في الترويج لهذه الفكرة من واقع بعض المواقف المشتركة لبعض هذه الاحزاب، بل يعتقدون أن الوحدة محتملة أكثر بين(المؤتمرين) الوطني والشعبي في الفترة القادمة.
•    وأرجعوا هذه الاحتمالية الى التقارب الكبير في المواقف بين هذين الحزبين خاصة في مرحلة الحوار الوطني الحالية، ما يجعل فرص الالتقاء في(وحدة أندماجية) أقرب للتحقق.
•    لكن الناظر الى تاريخ الحركة الاسلامية في السودان خلال الخمسين عاماً الماضية يلحظ بوضوح ازدياد (شقة) التباعد عقداً بعد عقد وجيلاً بعد جيل، ما يجعل النظر الى المستقبل خال من أي احتمالية للوحدة المرتجاة، ويبقى واقع الحال يكذب كل حديث محتمل عن(دمج) الاحزاب المتكاثرة في أحزاب كبيرة، ومثل هذا الحديث يبقى ضرب من الأماني. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة