أمسك الحلو حرامى

تفاقمت حدة الخلافات داخل قوات الجبهة الثورية حيث شهد الاجتماع الذي عقده عبد العزيز الحلو ورمضان حسن نمر وعزت كوكو بمدينة جوبا بخصوص اختفاء مبلغ (40) مليون دولار من بنك جبال النوبة بجوبا يخصُّ قوات الجبهة الثورية، شهد ملاسنات من جانب القيادات الدارفورية بالجبهة الثورية التي اتهمت عبد العزيز الحلو باختلاس مبلغ الـ (40) مليون دولار، وعلمت المصادر أنه ولتجاوز الخلافات، منح الحلو أبناء دارفور القياديين في حركة العدل والمساواة رتباً أعلى من أبناء جبال النوبة الذين يمثلون القيادات الميدانية، مما أدى إلى تذمر وسخط وسط أبناء النوبة وفرارهم إلى كمبالا بأرانيك مرضية.

والناظر إلى سيرة الحلو الإدارية يجد أن الرجل قد حقق في هذا المضمار فشلا ذريعاً إذا أن الشواهد تؤكد اعتماد الرجل على حل الأمور بطريقة صبيانية ، إذ أنه ان كان يقوم بتحريض عناصره في كادوقلي لخلق المشاكلوإثارة البلبلة والفوضى مع تنفيذيي الحكومة والمواطنين كما حدث عندما أقدم أحد عناصره بصفع قاضي محكمة كادوقلي ، وقاموا كذلك بالإسيلاء على نقطة الشرطة بالسوق الشعبي بكادوقلي ،بجانب اقتيادهم لأفراد الشرطة إلى بعض معسكراتهم بعد أن أوسعوهم ضربا. وترصد الشواهد قيام عناصر الحلو بحضوره بإفتعال مشكلة داخل مقر النيابة العامة بكادوقلي بسبب الإنتخابات النقابية مع اتحاد العمال وكانت المشكلة أمامه ولم يقم بحسمها، ويرجح مراقبون إلى الضعف الإداري للحلو إلى البطانة التي كانت تحيط به حيث أن معظمهم من الشباب وصغار السن الذين ليس لهم سابق خبرة أو تجربة في العمل الإداري وحل المشاكل، وكان هؤلاء يمثلون مجلس شورته ومانو يرافقونه ويلازمونه في تحركاته
مستفيدين من مناخ الفوضى اذي كان يوفره لهم ، وكانوا يرسمون سياساته الإدارية التي لا تخلو من الطيش والتهور.

بجانب فساده الإداري يظهر ملمح آخر من ملامح فساد الحلو وفي هذه المرة يظهر في فساده الإداري ، حيث أشتهر الحلو بالفساد المالي الذي يذكر جانبا منه أحد المقربين منه بقوله أنه سبق للحلو أن حول مبلغ (40)مليون دولار كان قد سلمها له جون قرنق قبل موته بايام وبعد موت قرنق أختفى موضوع المال وعند مساءلته نفى معرفته بالمال ودخل في خلاف مع قادة الحركة حينها، فكان فراره الشهير إلى أمريكا فقضى فيها فترة طويلة وعاد بعد مصالحته لأولئك القادة.

وفي سياق مشابه أتهم شباب الحركة الشعبية والذين اطلق على أنفسهم (شباب الصحوة) اتهموا الحلو بالفساد والتلاعب في مال السجل الإنتخابي والعملية الإنتخابية وأموال الحركة الشعبية التي حول معظمها لمصلحته الشخصية وعند مواجهته بذلك في أحد اجتماعات مكتب التحرير أمر بإعتقال الشباب وإرسالهم إلى معسكرات (لويرا وجاو) وأعفى بعدها عدد من القيادات من عضوية مكتب التحرير للحركة الشعبية وجمد نشاط بعضهم،ومظهر آخر من مظاهر الفساد المالي للحلو بدأ أيضاً في قيامه بشراء عدد أثنين عربة (جامبو) من مال الحركة الشعبية حيث قام بتسجيلها باسمه وكانت تعمل في إستثمار خاص به وتقوم بحمل البضائع لمناطق الحركة الشعبية وخصص عناصر مقربة منه لإدارة عملية الإستثمار، بجانب ذلك تصرف الحلو – بحسب مقربين- في أموال بعض المنظمات الأجنبية التي قدمتها للحركة الشعبية فقام بتحويلها لمصلحته الشخصية بدلا عن توجيهها لمناشط الحركة ، بجانب الاموال التي كانت تأتي من جنوب السودان.

والحديث عن فساد الحلو يقود إلى الحديث عن فساده الفكري والأخلاقي ، فالشواهد تؤكد أن الرجل يحمل من العنصرية بدواخله ما يكفي لإيقاد نيران حرب عالمية ، فالرجل يحمل كرهاً غير معهود للعنصر العربي خاصة الذين أتوا من شمال السودان وفي حديثه الخاص ينعتهم بالجلابة والبرجوازية وعبيد العرب ، ورغم أن أسمه عبد العزيز إلا أن الحلو لا يخفي كرهاً للإسلام وكل ما يمت بصلة بالإسلام لدرجة أن أكثر ما يزعجه هو رؤيته لشخص يصلي أمامه ، وهنا يذكر أحد معارفه أن السبب الرئيس في خلافه مع اللواء تلفون كوكو هو أن الأخير كثير الصلاة وأنه قام بحج بيت الله الحرام ، ويقول لمقربيه أن تلفون تأثر كثيراً بثقافة العرب والمؤتمر الوطني والجلابة ، ويعتبر الحلو الدين ثقافة ليس إلا ، ويعد الذين يتمسكون به رجعيون ومتخلفون وهذا يتحدث عن ذلك من منطلق مرجعيته اليسارية المتشددة، ولم يشاهد الحلو يصلي يوما أويصوم ، بحسب أحد مرافقيه الذي قالأنه رافق الرجلثمانية أعوام ولم يشاهده يوما يصلي أو يصوم ، وفي آخر رمضان له (2011) وهو نائباً لوالي جنوب كردفان أقامت إحدى الوزارات بكادوقلي إفطاراً جماعياً دعت إليه كل المسؤولين بالولاية وكان هو ضمن الحضور وعندما أقيمت صلاة المغرب أنزوى الحلو جانباً ولم يصلي مع المدعويين، وكان تصرفه حينها لافتاً للنظر وتناول بعض الحضور هذا التصرف بالإستهجان حيث ر عليهم أحد مرافقيه بأن الحلو يعتبر الصلاة مسألة شخصية بل الدين كله مسألة شخصية، ما يعضد ذلك أن أحد الحراس قال أن الحلو طلب من قائد حرسه بإستبدال أحد أفراد حراسته لأنه لاحظه يصلي كيراً وقال ان الحارس متأثر بثقافة المؤتمر الوطني ، وطالب بإبعاده إلى مناطق الحركة البعيدة حتى لا يؤثر على بقية الموجودين حوله .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة