بعد الإطاحة بمجموعة قرنق هل يصبح قطاع الشمال هو التالي؟
المسافة ليست ببعيدة ما بين استطاعة الرئيس الجنوبي سلفا كير ميارديت إزاحة المعوِّقين لسلطته (رياك مشار،
باقان أموم، دينق ألور، تعبان دينق) وغيرهم،
وبناء حكومة جديدة متوازنة، وما بين إمكانية نجاح الرئيس كير –بذات الدوافع والمعطيات– في التخلص من قطاع
الشمال.
ففضلاً عن أن الرئيس
الجنوبي بدأ لتوّه يشعر بأن عليه أن يحكم السيطرة على
الأمور (داخل بيته) وأن
يعمل على إزالة كل معيقات انسياب قراراته وسياساته فإن الرئيس كير بدأ يشعر أيضاً بذات القدر أن عليه أن يتخلص
من كل ما يمكن أن يعكر صفو علاقاته بالخرطوم.
وبالطبع شعور الرئيس ميارديت هذا لا تحكمه العاطفة أو
مجرد الرغبة الأخوية
بقدر ما تحكمه مصلحة بلاده ومصلحة سلطاته وإمكانية فوزه فى
الاستحقاق الانتخابي المقبل. وكما لم يواجه الرئيس
الجنوبي حتى الآن أي معارضة لقراراته يمكن التخوف منها ومن مداها السياسي من حلفائها الأمريكيين -كما كان يجري فى السابق- معارضة أو عدم
رضاء من حلفائه الأمريكيين. فالسيدة
سوزان رايس الأكثر مغالاة فى الشأن الجنوبي لزمت الصمت حيال خطوات الرئيس كير ولم تفعل كما كانت تفعل فى
السابق ترفع سماعة الهاتف لتعيد الأمور الى ما كانت عليه. هذه المرة لزمت رايس الصمت رغم أنها تسنّمت
لتوها منصباً مرموقاً هو
مستشارة الأمن القومي الأمر الذي يتيح لها حشر أنفها فى
كل ما تعتقد أنه يمس أمن واشنطن القومي!
صحيح كانت هنالك مواقف تشير
الى عدم رضا واشنطن عن ما يقوم به الرئيس الجنوبي تمثلت
فى الصمت الأمريكي نفسه. وصحيح أيضاً أن واشنطن ربما بدأ اليأس يدب فى نفسها جراء (المفاجآت) التى ظلت تتلقاها من جوبا سواء فى قرار
وقف ضخ النفط فى فبراير 2012 أو في قرارات الرئيس كير الأخيرة بإقالة كبار مساعديه.
ولكن بالمقابل يبدو أن
واشنطن بدأت تشعر بأن عليها إعطاء الرئيس كير مساحة
معقولة لتدبير أمور بيته، فهي فى النهاية تريد أن يظل الأمر فى جوبا هادئاً وسالكاً وسلساً. ولعلنا لا نبالغ إن قلنا إن كل من تعرض
لهم الرئيس كير من كبار مساعديه يحسبون ضمن مجموعة قرنق فإذا قرأنا بتمعن حادثة تحطم طائرة قرنق وغيابه
أو تغييبه عن المشهد
الجنوبي وكيف أنه كان وحدوي فى حين أن سلفه الرئيس
ميارديت انفصالي وأن واشنطن عملت على فصل الجنوب
باعترافها، فإن الخلاصة أن واشنطن أتاحت الفرصة للرئيس كير للتخلص من بقايا قرنق ولعل هنا يمكن أن يكمن سر المظاهرة التى قِيل أن مواطنين
جنوبيين فى جوبا طالبوا فيها بالوحدة!
هذه النقطة مهمة جداً لكي تعطينا مؤشراً على أن قطاع
الشمال هو
التالي فى سلسلة خلاص الرئيس الجنوبي من مُعِيقي سياساته وبناء الدولة الجنوبية.
ففضلاً عن أن الرئيس الجنوبي بدأ لتوّه يشعر بأن عليه أن يحكم السيطرة على الأمور (داخل بيته) وأن يعمل على إزالة كل معيقات انسياب قراراته وسياساته فإن الرئيس كير بدأ يشعر أيضاً بذات القدر أن عليه أن يتخلص من كل ما يمكن أن يعكر صفو علاقاته بالخرطوم.
وبالطبع شعور الرئيس ميارديت هذا لا تحكمه العاطفة أو مجرد الرغبة الأخوية بقدر ما تحكمه مصلحة بلاده ومصلحة سلطاته وإمكانية فوزه فى الاستحقاق الانتخابي المقبل. وكما لم يواجه الرئيس الجنوبي حتى الآن أي معارضة لقراراته يمكن التخوف منها ومن مداها السياسي من حلفائها الأمريكيين -كما كان يجري فى السابق- معارضة أو عدم رضاء من حلفائه الأمريكيين. فالسيدة سوزان رايس الأكثر مغالاة فى الشأن الجنوبي لزمت الصمت حيال خطوات الرئيس كير ولم تفعل كما كانت تفعل فى السابق ترفع سماعة الهاتف لتعيد الأمور الى ما كانت عليه. هذه المرة لزمت رايس الصمت رغم أنها تسنّمت لتوها منصباً مرموقاً هو مستشارة الأمن القومي الأمر الذي يتيح لها حشر أنفها فى كل ما تعتقد أنه يمس أمن واشنطن القومي!
صحيح كانت هنالك مواقف تشير الى عدم رضا واشنطن عن ما يقوم به الرئيس الجنوبي تمثلت فى الصمت الأمريكي نفسه. وصحيح أيضاً أن واشنطن ربما بدأ اليأس يدب فى نفسها جراء (المفاجآت) التى ظلت تتلقاها من جوبا سواء فى قرار وقف ضخ النفط فى فبراير 2012 أو في قرارات الرئيس كير الأخيرة بإقالة كبار مساعديه.
ولكن بالمقابل يبدو أن واشنطن بدأت تشعر بأن عليها إعطاء الرئيس كير مساحة معقولة لتدبير أمور بيته، فهي فى النهاية تريد أن يظل الأمر فى جوبا هادئاً وسالكاً وسلساً. ولعلنا لا نبالغ إن قلنا إن كل من تعرض لهم الرئيس كير من كبار مساعديه يحسبون ضمن مجموعة قرنق فإذا قرأنا بتمعن حادثة تحطم طائرة قرنق وغيابه أو تغييبه عن المشهد الجنوبي وكيف أنه كان وحدوي فى حين أن سلفه الرئيس ميارديت انفصالي وأن واشنطن عملت على فصل الجنوب باعترافها، فإن الخلاصة أن واشنطن أتاحت الفرصة للرئيس كير للتخلص من بقايا قرنق ولعل هنا يمكن أن يكمن سر المظاهرة التى قِيل أن مواطنين جنوبيين فى جوبا طالبوا فيها بالوحدة!
هذه النقطة مهمة جداً لكي تعطينا مؤشراً على أن قطاع الشمال هو التالي فى سلسلة خلاص الرئيس الجنوبي من مُعِيقي سياساته وبناء الدولة الجنوبية.
تعليقات
إرسال تعليق