الاقتصاد في زيارة سلفا للبلاد

خسرنا كثيرا في علاقتنا بالجنوب و سبب الخسائر دائما قصور في فهم الجنوب و ما يريد و الحركة الشعبية و ما تريد.
و القصور سببه بناء الاستراتيجيات و تنظم العلاقة مع الجنوب على العواطف ليس غيرها ، بينما يبنون علاقتهم بنا على المصالح لا غيرها .
شغلنا بالحرب زمنا أطول مما تستحق و دفعنا لأجلها ثمنا غاليا
ثم خرجنا من مفاوضات جمة و عشنا ردحا من الزمن معتقلين في وهج ( جعل الوحدة ) جاذبة.
صرفنا الأموال و الأوقات و الجهود و حتى الدساتير و النظم و العلاقات بنيت على أوهام العلاقة مع الجنوب.
ما يدعو للأسف أن الدولة و الحكومة و الأحزاب و القوى السياسية لم تدرك أن الجنوب يسعى لينفصل و تعاملت بالعواطف و كأنها واحد من المواطنين لا ينظر بغير ما تتيحه قدرات الفرد و ليس أجهزة الدولة.
و لو وعينا بشأننا مبكرا لوفرنا الأموال التي صرفناها على الجنوب و الأموال التي فقدناها بسبب الجنوب و العلاقات التي تردت بسبب الجنوب و التأزم السياسي و الاستقطاب الحزبي الذي سببه الجنوب.
و ما أزمات اليوم في أطراف السودان و حروباته إلا نذرا مما ورثناه من تلكم الأيام حيث رضينا لأن للحركة الشعبية مناطق ثلاث في عمق بلادنا.
اليوم لا تزال أطياف في الجنوب تعمل على أن تلعب بمشاعر بعض أهل الشمال و تقول إنها تسير مظاهرات لعودة الوحدة بين البلدين.
تستقبل البلاد اليوم الرئيس سلفا كير و ليتنا نكون قد خرجنا من الأوهام لنؤسس علاقة على مبدأ المصلحة المباشرة لبلادنا دون عواطف.
الرئيس سلفا كير يحارب ويصالح و يغير في حكومته لمصلحته و مصلحة بلاده أولا و ليس مصلحة السودان أولا .. و طالما أن مصالحه و مصالح الجنوب ترتبط بنا ستتحسن العلاقات و ليس لكونها ( أزلية ) أو لأننا كنا شعبا واحدا و لا يزال يتوق (( للوحدة )).
لدينا أوضاع اقتصادية تتطلب أن يسير النفط في الأنابيب و تزدهر التجارة مع الجنوب و من بعد يمكن أن نرعى علاقتنا مع الجنوب كما رعى الجنوب علاقته و مصالحه ( سرا ) و علانية.
و السر في محل السر و يوم نحتاج السر في العلاقة علينا أن نستخدمه و يكفي بذل العواطف في غير محلها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة