مناوي في محنة
مع أن حركة مني أركو مناوي حتى في أفضل الظروف لم يكن لها من أثر على
الأرض في ميادين القتال في إقليم دارفور منذ سنوات طوال أللهم إلاّ من
هجمات خاطفة ومتباعدة بغرض النهب والتشوين، إلا أنه حتى مع ضعفها هذا وخفوت
صوتها تعمقت جراحها مؤخراً بانشقاق عدد مقدر من قادتها الميدانيين.
الانشقاق الذي يعتبره المراقبون الأسوأ في تاريخ الحركة منذ انشقاقها هي نفسها فى مؤتمر حسكنيتة في فبراير 2005 قاده هذه المرة قادة كبار يعتمد عليهم مناوي بصفة أساسية في القتال. فقد انشق كلٌ من عيسى نهار والذي ذاعت شهرته بقيادته لكتيبة المدفعية الأولى. الكتيبة التي تمثل لمناوي حجر الزاوية في تكتيكاته القتالية، وهو القائد الذي حاز على ثناء متواصل من مناوي شخصياً حتى كاد البعض يرشحه لمنصب القائد العام بسلطات أوسع.
ثاني المنشقين كان القائد مبارك ايمي سليمان، وهو قائد كتيبة المدفعية الثانية بما يؤكد أن سلاح المدفعية بالحركة حدث بداخله زلزال هائل وهذا أيضاً ما يمكن أن يتأكد من خلاله أن القادة الميدانيين الأكثر فاعلية وأهمية فقدتهم الحركة.
هناك أيضاً الحرس الشخصي لزعيم الحركة مني مناوي نفسه، وهو برتبة الملازم ويدعى محمد جاروه إسماعيل وبوسع أي مراقب أن يدرك فداحة ما وقع إذا كان من بين المنشقين الحرس الشخصي الخاص لأهم رجل في الحركة وهو زعيمها، ففضلاً عن الأسرار الأكثر خطورة، فان الملازم المنشق بلا أدنى شك يعرف ما لا يعرفه غيره من تحركات زعيم الحركة وطريقة تفكيره وحله وترحاله، ومن هو قريب منه ومخاوفه وتطلعاته.
من بين المنشقين أيضاً قائد منطقة "بريدك" على عيسى قاني ومحمد علي عبد الكريم مسئول المخازن الثاني؛ وحامد عبد الحميد قائد الشرطة العسكرية فى الكتيبة السادسة ثم نصر الدين بوش الذي يقود الكتيبة السادسة، ثم قائد شعبة الإدارة المالية في مكتب رئيس هيئة الأركان ومعه مدير المراسم بهيئة الأركان.
ومن الواضح بهذا الصدد أن الانشقاق تاريخي وهائل ويؤشر لمرحلة مفصلية في حركة مناوي. ولم يتسن حتى الآن الحصول على دوافع المنشقين إذ يبدو أن قرار الانشقاق نفسه لم يكن مفاجئاً وإنما تسببت فيه قضايا تراكمية واتخذ هذا المنحى الداوي المؤثر بعد أن استنفذ المنشقون كافة الوسائل المتاحة للمعالجة وتسوية الخلافات إذ من المفروغ منه إن الاختلافات في الرؤى والمواقف وأسلوب إدارة الأمور بواسطة زعيم الحركة لها القدح المعلى فيما حدث ويكفي للتدليل على هذه الفرضية أن نشير إلى أن وجود حركة مناوى في دولة جنوب السودان وانشغالها التام بالصراع الجنوبي الجنوبي أسهم بنصيب وافر في الحدث، خاصة إذا علمنا أن انخراط الحركة في الصراع الجنوبي لم يكن محل اتفاق بين القادة الميدانيين لأن بعض هؤلاء القادة اعتبره من قبيل إهدار الجهود فيما لا طائل من وراءه، تاركين قضيتهم المحورية فى دارفور بعيدة عن أهدافهم.
من جانب آخر فان الآثار المترتبة على خوض الصراع في دولة الجنوب من بينها اكتساب خصومة المواطنين الجنوبيين بجانب المتمردين الجنوبيين يقضي على أي آفاق لمستقبل الحركة فهي ستظل مطلوبة لدى هؤلاء لما ارتكبته من فظائع. ولعل الأكثر مدعاة لإثارة مخاوف مناوي على أثر هذا الحدث الجديد أن الرجل لم يحسم موقفه بعد من قضية الحوار والتفاوض مع الحكومة السودانية؛ فإذا ما جلس المنشقون عنه إلى مائدة التفاوض مع الحكومة فان هذا بلا شك يقوض والى الأبد كل تكتيكاته السياسية والعسكرية، بل ربما يجعل حركة مناوي في موقف أسوأ بكثير من حركة جبريل إبراهيم التي فاوض فصيلاً معتبر منها مع الحكومة السودانية والتحق بالعملية السلمية وأحدث حالة ضعف فارقة في جسد الحركة.
وعلى كلٍ فان مناوي الذي سبق وأن أذاق غريمه عبد الواحد محمد نور من ذات كأس الانشقاق فى مؤتمر "حسكنيتة" المشهور حان عليه الدور ليرشف من ذات الكأس المرير.
الانشقاق الذي يعتبره المراقبون الأسوأ في تاريخ الحركة منذ انشقاقها هي نفسها فى مؤتمر حسكنيتة في فبراير 2005 قاده هذه المرة قادة كبار يعتمد عليهم مناوي بصفة أساسية في القتال. فقد انشق كلٌ من عيسى نهار والذي ذاعت شهرته بقيادته لكتيبة المدفعية الأولى. الكتيبة التي تمثل لمناوي حجر الزاوية في تكتيكاته القتالية، وهو القائد الذي حاز على ثناء متواصل من مناوي شخصياً حتى كاد البعض يرشحه لمنصب القائد العام بسلطات أوسع.
ثاني المنشقين كان القائد مبارك ايمي سليمان، وهو قائد كتيبة المدفعية الثانية بما يؤكد أن سلاح المدفعية بالحركة حدث بداخله زلزال هائل وهذا أيضاً ما يمكن أن يتأكد من خلاله أن القادة الميدانيين الأكثر فاعلية وأهمية فقدتهم الحركة.
هناك أيضاً الحرس الشخصي لزعيم الحركة مني مناوي نفسه، وهو برتبة الملازم ويدعى محمد جاروه إسماعيل وبوسع أي مراقب أن يدرك فداحة ما وقع إذا كان من بين المنشقين الحرس الشخصي الخاص لأهم رجل في الحركة وهو زعيمها، ففضلاً عن الأسرار الأكثر خطورة، فان الملازم المنشق بلا أدنى شك يعرف ما لا يعرفه غيره من تحركات زعيم الحركة وطريقة تفكيره وحله وترحاله، ومن هو قريب منه ومخاوفه وتطلعاته.
من بين المنشقين أيضاً قائد منطقة "بريدك" على عيسى قاني ومحمد علي عبد الكريم مسئول المخازن الثاني؛ وحامد عبد الحميد قائد الشرطة العسكرية فى الكتيبة السادسة ثم نصر الدين بوش الذي يقود الكتيبة السادسة، ثم قائد شعبة الإدارة المالية في مكتب رئيس هيئة الأركان ومعه مدير المراسم بهيئة الأركان.
ومن الواضح بهذا الصدد أن الانشقاق تاريخي وهائل ويؤشر لمرحلة مفصلية في حركة مناوي. ولم يتسن حتى الآن الحصول على دوافع المنشقين إذ يبدو أن قرار الانشقاق نفسه لم يكن مفاجئاً وإنما تسببت فيه قضايا تراكمية واتخذ هذا المنحى الداوي المؤثر بعد أن استنفذ المنشقون كافة الوسائل المتاحة للمعالجة وتسوية الخلافات إذ من المفروغ منه إن الاختلافات في الرؤى والمواقف وأسلوب إدارة الأمور بواسطة زعيم الحركة لها القدح المعلى فيما حدث ويكفي للتدليل على هذه الفرضية أن نشير إلى أن وجود حركة مناوى في دولة جنوب السودان وانشغالها التام بالصراع الجنوبي الجنوبي أسهم بنصيب وافر في الحدث، خاصة إذا علمنا أن انخراط الحركة في الصراع الجنوبي لم يكن محل اتفاق بين القادة الميدانيين لأن بعض هؤلاء القادة اعتبره من قبيل إهدار الجهود فيما لا طائل من وراءه، تاركين قضيتهم المحورية فى دارفور بعيدة عن أهدافهم.
من جانب آخر فان الآثار المترتبة على خوض الصراع في دولة الجنوب من بينها اكتساب خصومة المواطنين الجنوبيين بجانب المتمردين الجنوبيين يقضي على أي آفاق لمستقبل الحركة فهي ستظل مطلوبة لدى هؤلاء لما ارتكبته من فظائع. ولعل الأكثر مدعاة لإثارة مخاوف مناوي على أثر هذا الحدث الجديد أن الرجل لم يحسم موقفه بعد من قضية الحوار والتفاوض مع الحكومة السودانية؛ فإذا ما جلس المنشقون عنه إلى مائدة التفاوض مع الحكومة فان هذا بلا شك يقوض والى الأبد كل تكتيكاته السياسية والعسكرية، بل ربما يجعل حركة مناوي في موقف أسوأ بكثير من حركة جبريل إبراهيم التي فاوض فصيلاً معتبر منها مع الحكومة السودانية والتحق بالعملية السلمية وأحدث حالة ضعف فارقة في جسد الحركة.
وعلى كلٍ فان مناوي الذي سبق وأن أذاق غريمه عبد الواحد محمد نور من ذات كأس الانشقاق فى مؤتمر "حسكنيتة" المشهور حان عليه الدور ليرشف من ذات الكأس المرير.
تعليقات
إرسال تعليق