في مؤتمر الحزب الحاكم « الترابي» .. إحباط المعارضة ..

المؤتمر5trbsh العام الرابع للمؤتمر الوطني، الذي افتتحت أعماله ببري ووقف على كافة التفاصيل حتى غير المنظورة، فعند المدخل الرئيس للقاعة التي كانت ساخنة ولم تكفِ المكيفات التي نصبت داخلها بالغرض، حرص الشباب المؤمنون على المؤتمر على فحص بطاقات أعضاء المؤتمر الذين توافدوا آلافاً نحو القاعة وبدقة شديدة، وبلغ حرص القائمين على الأمر مداه بمنع عشرات القيادات من الدخول للقاعة وبعضهم وزراء من الدخول في يدهم «عصي» أنيقة، كثير منها كانت جديدة - ربما تم شراؤها خصيصاً للمؤتمر - مثلها ومئات من «العمم والشالات» التي خرجت من أكياسها إلى رؤوس وصدور أصحابها ومنها مباشرة إلى معرض الخرطوم الدولي الذي احتضن المؤتمر



، والذي ظهرت فيه اللافتات بشكل خجول وكذلك علم السودان ما يشي بحالة من الارتباك للجنة المنظمة، وحتى لا نكون أغلظنا عليها فإنها أفلحت وبشكل بائن في ترتيب جلوس الآلاف من المؤتمرين وضيوف المؤتمر من خارج البلاد ومن داخلها، حيث وضعت الكراسي المخصصة للأحزاب بالقرب من بعضها البعض وتحديداً «الأصل ، الشعبي ، الإصلاح الآن والأمة القومي»، وهو الأمر الذي أثار عدداً من قيادات الحزب منهم والي البحر الأحمر محمد طاهر إيلا والقيادية بأمانة أصحاب العمل المهندسة أزهار مراد.

لكن سخونة القاعة لجهة العدد الكبير للحضور، زاد منها مفاجأة الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن الترابي للمؤتمرين بمشاركته في فاتحة أعمال المؤتمر، بل مخاطبته للحضور، وكان اللافت أن مقدم البرنامج قدم الترابي بصفته أميناً للشعبي أحد الأحزاب خارج الحكومة، وغطت مشاركة زعيم الإسلاميين على كثير من تفاصيل المؤتمر، وبالقطع عدا مشاركة وكلمة رئيس المؤتمر الوطني المشير عمر البشير الذي حظي باستقبال مهيب وهتاف وتكبير داوٍ أكد أن «الريس» يحظى بذات المكانة التي لم تتزحزح ولم تنقص رغم تضاؤل الجنيه أمام الدولار، ولذلك كان طبيعياً أن يكون تحدي معاش الناس ضمن خطاب البشير المبسط الكلمات ويبرز ضمن ثلاث تحديات أخرى وهي حصد ثمار التراضي الوطني الذي طرحوا بشأنه مبادرة الحوارالوطني، الحكم اللا مركزي، معاش الناس وملف العلاقات الخارجية.

قال البشير إنها تقتضي وضوحاً في الرؤية، وكشف عن رمي حزبه بثقله في بحر الحوار الوطني ووضح عزم الوطني من خلال حديث الرئيس عن السباحة والعبور للضفة الأخرى.

كان التفاؤل سائداً وسط قيادات وأنصار الوطني وبشكل كبير وأبدت الوزيرة مشاعر الدولب إعجابها بالتزام الحزب بإكماله لحملة البناء وبلوغ المؤتمر العام بتوافق الجميع على رئيس الحزب، بينما وصف القيادي من سنار فضل المولى الهجا حزبه بـ «الما بنقدر» و«الما بتهزم» ولعلها أمنيات للرجل الذي ينافس ضمن أربعة آخرين على منصب والي سنار. وقريباً من حديثه كانت كلمات نائب رئيس المؤتمر الوطني بغرب كردفان شيبون الضوي الذي أكد حيوية ونشاط الحزب من الأساس وحتى المركز.

كان ذلك قبل انطلاقة أعمال المؤتمر والذي خصص مكاناً لنسوة الوطني اللاتي شكلن حضوراً مميزاً بينما كان الحديث بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية حول كلمة الرئيس ومشاركة الترابي والتي ستمثل عاملاً محبطاً للمعارضة التي كانت تعول أن تكون لحظة بدء مؤتمر الحزب الحاكم لأعماله بداية لتدوير ماكينتها، إلا أن الترابي أدار لهم ظهره وفضّل أن يكون بين إخوانه الذين فارقهم منذ ديسمبر من العام 2000م ومع ذلك لم يغيبوا عن ذاكرته القوية وهو يؤكد في مفتتح كلمته أنه يعرف غالبية الوجوه الحاضرة، الأمر الذي أبهج الحضور بقدر مشاهدتهم للترابي بينهم والذي كان صادقاً عند إشارته إلى معرفته بغالب الوجوه وهم من أبنائه الذين تربوا - سياسياً - على يديه، ومارس الترابي هوايته المحببة بوضع مسامير مدببة في طريق من يريد انتياشه بإشارته إلى محاولات البعض النيل من الحوار بالاعتذار حيناً - وبالطبع كان يعني حالة التردد التي تسيطر على حركة الإصلاح الآن المتوقع خروجها من جمع الحوار في أي لحظة - وقال آخرون من خارج السودان - ويعني رئيس حزب الأمة الصادق المهدي المقيم بقاهرة المعز - بعد توقيعه على إعلان باريس مع الجبهة الثورية.

تطابقت كلمة الترابي مع كلمة الرئيس البشير من خلال تأمينهما على أهمية الحوار وضرورة المضي فيه قدماً، ولعله ما من حل في الأفق إلا عبره والتحديات من حولنا - كما قال البشير - والإبتلاءات تحيط بنا - كما قال الترابي -

تقرير : اسامة عبد الماجد :

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة