انخفاض الدولار .. تحليل وأسئلة ملحة!!

وانخفض سعر الصرف إلى قرابة الثمانية جنيهات وربما ينخفض أكثر وأكثر وفي هذا دليل قاطع على أن الاقتصاد السوداني لم ينهار وانه قابل للتعافي.
وفي تقديري أن هنالك أربع (نفخات) انتفخها الدولار أو العملات الصعبة عموماً.
هنالك نفختان كاذبتان ونفختان صادقتان.
النفخة الكاذبة الأولي .. نفخة سياسية وبمجرد أن يحدث انفراج سياسي حقيقي تزول هذه النفخة الكاذبة .. على سبيل المثال لا الحصر .. عندما التقي السيد الرئيس بولي العهد السعودي بدأ الناس يتوقعون انخفاضات أكثر وأكثر وفي بداية العام وفي شهر أبريل تحديداً انخفض الدولار بسبب المائدة المستديرة.
النفخة الكاذبة الثانية يقف وراءها باستمرار تجار العملة بإثارة الشائعات والبلبلة وليس بعيداً أن تكون لهم أياد خفية في الانترنت والفيسبوك والواتساب و .. النفخة الصادقة الأولي سببها جنوب السودان .. ونفطه العجيب الغريب الذي كان من عوامل الانفصال بسبب الإغراء الاقتصادي الذي قدمه، والمصيبة انه بعد أن تسبب الانفصال لم ينتفع به جنوب السودان ولا شماله فالجنوب الآن فقد إنتاج حقول ولاية الوحدة بعد سيطرة قوات رياك مشار على الوضع هناك .. ولم يستفد منه شمال السودان، ولم يؤد النفط إلا إلى النفخة الصادقة التي قفزت بالدولار من 3 جنيهات إلى 9 جنيهات ولكن بالتأكيد لم يكن نفط الجنوب هو السبب الوحيد للفارق الكبير .. ستة جنيهات ولكن على الأقل 2 جنيه منها حدثت بسبب نفط الجنوب.
النفخة الصادقة الثانية سببها السياسات الخاطئة أو بالأحرى عدم تنفيذ القرارات العلاجية الإسعافية وأقول هذا لأن هذه الحكومة العجيبة توصلت إلى قرارات ممتازة ولم تنفذها .. وقد رددت هذا الكلام عشرين مرة دون جدوى حتى شككت أن الحكومة مخترقة من قبل تجار العملة حتى نخاع عظمها وبالذات بنك السودان .. و يتعزز هذا الشك كلما التقيت بمغترب وسألته عن القرارات الجاذبة لتحويلات المغتربين أجد إجابة سلبية ومحبطة للغاية!
لماذا يا بنك السودان؟ لماذا؟ لماذا عدم التنفيذ؟ على العموم فارق نفط الجنوب 2 جنيه وفارق هذه السياسيات الخاطئة على الأقل 2 جنيه والنفختان الكاذبتان .. جنيه وجنيه لكل نفخة .
بمعني أن الدولار سينخفض بإذن الله إلى 7 جنيهات.
إذا شد بنك السودان حيله سينخفض إلى 5 جنيهات.

بقلم/ مكي المغربي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة