انفراج ممتاز في العلاقات السودانية السعودية..


تسيد صحف الأمس السودانية وكثير من الصحف الخليجية خبر لقاء الرئيس البشير بولي عهد المملكة العربية السعودية، وجاءت الزيارة فى سياق إسلامي وعربي يتفجر بالأحداث بالدموية فى العراق وسوريا و يشهد  دخول اليمن السعيد فى السيناريو نحو المجهول..
ما أعجبني فى اللقاء الحديث الصريح والواضح عن ضرورة اعمال الحكمة ازاء أنشطة ايران السالبة فى المنطقة.. و الحكمة ضرورية لأن العدو للعالم الاسلامي لا يزال عدواً واحدا.. و ربما يخطط لإشعال حرب إيرانية عربية تقضي على الاخضر واليابس..
هنالك مخطط واضح لتطويق السعودية بالتطرف الشيعي جنوباً وبالتطرف السني شمالاً و بالإمبراطورية الإيرانية الجديدة غرباً وصار السودان هو أكثر الجيران أمناً في الشرق, السودان مع مصر والأردن.. لكن هذا مع وجود ساحل شرقي طويل وعشرات الجزر قبالة الساحل الارتري والتي تتناوشها أخبار بين حين وآخر عن وجود قاعدة إيرانية أو موطئ دم تجسسي إسرائيلي أو.. آخذين فى الاعتبار ان قناة العربية نشرت من قبل تقريراً مفصلاً عن الوجود الايراني فى البحر الاحمر و من ضمنه قاعدة ارتريا .. الا ان هذه ليست من مصلحتنا تضخيم هذه الاخبار ونشرها ما لم تصبح حقيقة مؤكدة وكما يقول المثل المصري الي يخاف من العفريت يطلعوا... يمكننا القول ان العلاقات السودانية الخليجية قد خرجت من المرحلة الحرجة تماماً، وان السعودية ترى في السودان بوابة جنوبية غربية للعمق العربي فى الجزيرة والهلال الخصيب.
لكن ما يحزنني عموماً ان المصالح لم تفلح فى جمع الشمل العربي و العواطف كذلك لم تفلح بل ظلت اشعار وأناشيد و مقالات راتبة فى الصحف .. مجرد أدبيات و دواوين ومعلقات لا أكثر ولا اقل..
هل صار قدر العرب فى التجمع هو انقاذ الاوطان من الانهيار والتقسيم؟ هل صار قدرهم التدخل بعد فوات الأوان؟ أو يكاد؟ هل يجل ان نعلق لافتة ضخمة على مدخل الجامعة العربية فى لقاهرة.. مكتوب عليها الشعار الجديد الجهير:ان المصائب يجمعن المصابينا؟

بقلم/ مكي المغربي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة