هجوم كادوقلي الصاروخي .. على نفسه جنى قطاع الشمال

مرة أخرى  يعود متمردي قطاع الشمال إلى تهديد المواطنيين الأبرياء وتروعيهم فقد قامت قصف الحركة الشعبية قطاع الشمال أ (الجمعة) مجدداً مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان بأربعة قذائف (كاتيوشا)؛ مما أدى الى استشهاد (3) مواطنين وجرح (8)، فيما ردت القوات المسلحة على القصف وتعقبت المهاجمين. وكشفت مصادر (المجهر) أن مجموعة مكونة من (10) أشخاص تسللت من منطقة أم سردية يقودهم المتمرد "يعقوب كلكة" بعد تلقيهم تعليمات من "عبد العزيز الحلو" المتواجد بمنطقة "أم دورين"، وتوجيهه للقوة بمهاجمة "كادقلي" تزامناً مع وصول الرئيس "البشير" إلى "جوبا".
وقال والي جنوب كردفان مولانا "أحمد هارون" إن الشهداء والجرحى جميعهم من المدنيين من النساء والأطفال والرجال. وكشف عن تسلل مجموعة من الحركة الشعبية من جهة "أم سردية" براجمات (الكاتيوشا) وأطلقت القذائف، مؤكداً أن القوات المسلحة تعاملت مع القصف وردت على تلك المجموعة ودحرتها بما أعاد للمدينة سكينتها. وقال إن القصف بلا قيمة عسكرية، وأضاف: (ولكنه يمثل رسالة سياسية مفادها أن الحركة تريد أن تقول إنه ومهما تحسنت العلاقة مع الجنوب فإننا نستطيع أن نعمل، وتريد أن تدخل المفاوضات المرتقبة بتكتيكات قديمة). ووصف ما تم من قصف بأنه واحد من التصرفات غير المسؤولة من الحركة الشعبية التي تستهدف بها المواطنين وتهدد حياتهم، مبيناً أن الرسائل السياسية متوقعة وتكشف عن أن رهانات الحركة وأعمالها دائماً تأتي ضد مصلحة المواطنين. من جهته أعتبر مساعد الرئيس السوداني د. نافع علي نافع، يوم الأحد، الهجوم الأخير الذي تعرضت له مدينة كادقلي حاضرة جنوب كردفان، عبارة عن محاولة يائسة استهدفت اتفاق المصفوفة بين شمال وجنوب السودان لكنها زادت الاتفاق قوة.
وشدد نافع خلال لقاء جماهيري بمدينة المحيريبا بمحلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة، التزام الدولة وتمسكها بإنفاذ مصفوفة اتفاق التعاون مع حكومة الجنوب.وقال إن المحاولة اليائسة التي قام بها المتمردون بجنوب كردفان ما زادت هذا الاتفاق إلا قوة ومنعة من أجل إنسان السودان.
حديث د. نافع أكده محللون سياسيون وعسكريون  حين قالوا أن الهجوم "هدف إلى إرسال رسالة بأن ليس لمتمردي الجبهة وقطاع الشمال تحديدا أية علاقة
ولم يستبعد هؤلاء تنفيذ المتمردين عمليات مماثلة لتأكيد حقيقة وجودهم على الأرض، "ولأجل تكذيب ادعاءات الخرطوم بدعم جوبا لمتمردي الجبهة الثورية".
وكانت الحركة الشعبية قطاع الشمال قد قصفت "كادقلي" عدة مرات مما أدى إلى تأثر الكثير من المرافق الخدمية واستشهاد وجرح عدد من المدنيين. فيما يتوقع أن يحدد موعد المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال من خلال اجتماعات الآلية السياسية والأمنية المشتركة مع الوساطة الأفريقية في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بالعاصمة الأثيوبية "أديس أبابا."
وبهجومها الأخير لم تخيب "الجبهة الثورية" -التي تضم متمردي الحركة الشعبيةق طاع الشمال وحركات مسلحة بدارفور- ظن الرئيس عمر البشير بعدما أشار إلى استعدادها لشن هجوم على بعض مناطق ولاية جنوب كردفان الحدودية مع دولة جنوب السودان، فقصفت بالمدفعية عاصمة الولاية كادقلي بالتزامن مع زيارته لعاصمة جنوب السودان جوبا.
عموماً فإن الهجوم جاء في وقت كان يعتقد فيه أن زيارة الرئيس البشير الأولى الجمعة الماضية لدولة جنوب السودان، ستقطع ربما الحبل السُّري للجبهة، ومن ثم منعها من تنفيذ أي نشاط على الحدود بين الدولتين، وكأنهم يقولون إن هذه الخطوة لن تمنعهم من مواصلة الحرب ضد الخرطوم.ورغم ما أبداه رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت تلميحا من محدودية قوات المتمردين وقلة أعدادها، ورغم كونه أعطى مؤشرا إيجابيا للخرطوم بعدم استعداد جوبا للتعاون مع المتمردين السودانيين، فإن هجوم كادوقلي فتح بابا لعدد من الاحتمالات والتساؤلات في آن واحد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة