أحداث نيرتتي.. الرواية الرسمية

أحداث نيرتتي.. الرواية الرسمية
على وقع مأساة، استهلت بلدة نريتتي - (60) كلم من زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور- العام 2017م، ودلفت إليه بمدخل الدم، حيث سقط قتيلان من أسرة واحدة جراء أحداث شهدتها البلدة صباح (الأحد)، فيما جرح (47) آخرين، وذلك طبقاً للرواية الرسمية. وهرعت لجنة الأمن بالولاية إلى مكان الحادث، وسارعت بتكوين لجنة تحقيق، تعهَّدت بمعاقبة الجناة، ودفع ديّات القتلى.
وقال والي شرق دارفور، الشرتاي جعفر عبد الحكم، في مؤتمر صحافي بأمانة الحكومة في عاصمة الولاية، يوم أمس (الاثنين) إن التحقيقات الأولية لسلطات الأمن، أكدت ضلوع حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور في أحداث نيرتتي، التابعة إدارياً لمحلية غرب جبل مرة.
من الغازيتا
تقول الرواية الرسمية للحادثة التي تصدرت الأخبار وعمّت مواقع التواصل الاجتماعي، مطلع العام، إن مجموعة تضم ستة أفراد يتبعون لفصيل عبد الواحد نور، استطاعت أن تتسلل إلى البلدة، وقامت بقتل جندي يتبع للقوات المسلحة السودانية في (كمبو غابات) يوم الجمعة الموافق (30) ديسمبر المنصرم، ومن ثم عمد الجناة إلى نقل الجثمان إلى حي (الجبل) لأغراض تمويه جهود العدالة.
وبحسب الشرتاي فإن منسوبي الحركة، تمادوا باعتدائهم على طبيب يعمل في التأمين الصحي بذات المنطقة، بالضرب، مع نهبه مبلغاً من المال.
يذكر أن الوالي أكد على تدوين بلاغين منفصلين بحادثتي القتل والنهب في المدونة الرسمية للسلطات في نيرتتي.
استفزازات
يرى الشرتاي، في المؤتمر الصحافي، أن المبرر الرئيس من وراء الحادثتين هو استفزاز القوات المسلحة وإحداث الفوضى أسوة بحادثة منطقة "طور" العام الماضي، ومن ثم الإلقاء باللائمة على الحكومة.
وينوِّه الوالي إلى أنه إثر البلاغات والمعلومات المتوافرة للأجهزة الأمنية، تحركت قوة مشتركة من الجيش والشرطة وجهاز الأمن إلى حي كمبو لملاحقة الجناة، ولكن القوة تعرضت هناك إلى إطلاق نار كثيف من قبل مجموعة الستة، الذين عمدوا كذلك على تحريض الأهالي لمهاجمة القوة النظامية، وإثر ذلك تعاملت القوة بمسؤولية – والكلام لا يزال للوالي- لنزع فتيل شغب الجمهور المتهيِّج، مؤكداً أن أمر التعامل اقتصر على الهراوات والعِصيّ ما أدى لإصابة (28) رجلاً من ضمنهم (4) تابعين للشرطة فيما أُصيبت (19) من النسوة بإصابات نعتها بالطفيفة التي لا تحتاج إلى الإقامة في المرافق الطبية.
وبشأن القتلى برّأ عبد الحكم الجانب الحكومي، موضحاً أن سقوط قتيلين من أسرة واحدة نجم عن رصاصات خارجة من فوهات أسلحة منسوبي عبد الواحد نور، وذلك إثر تحريات أطلق على إثرها سراح خمسة من المشتبه فيهم، بينما تم الإبقاء على السادس قيد الإجراءات القانونية.
وتأتي الرواية الحكومية في قبالة الرواية التي يقول بها منسق معسكر الحميدية للنازحين، بمدينة زالنجي، الشفيع عبد الله عبد الكريم، والذي يقول إن قوة حكومية اقتحمت الحي وفتحت النار على السكان بشكل عشوائي.
عودة حذرة
وعاد الهدوء إلى بلدة نيرتتي أمس (الاثنين) على بعد يوم من الحادثة. وتعهَّد والي وسط دارفور، الشرتاي جعفر عبد الحكم، باتخاذ جملة من التدابير والإجراءات الهادفة إلى إرساء الأمن بالحي الذي قال إنه بات يشكل مُهدِّداً أمنياً، بما في ذلك إزالة المهددات والمظاهر الأمنية من جيوب للحركات وأوكار للمخدرات والخمور.
وفي الصّدد، أمَّن الوالي على توصية لجنة أمن الولاية الخاصة بدفع ديات قتلى الحادثة، وتعويض كافة المتضررين، منبهاً إلى أن أهالي البلدة قابلوا التحركات الحكومية السريعة وزيارة اللجنة لمكان الحادثة مباشرة، بالاستحسان.
وكانت لجنة أمن وسط دارفور عقدت اجتماعاً طارئاً في بلدة نيرتتي يوم الحادثة، وكونت لجنة لتحقيق فيما جرى، ومن بعد أداء اليمين شرعت اللجنة في أعمالها وتحرياتها، وتوصّلت إلى ما سرده الوالي في مؤتمره الصحافي نهار أمس.
بدوره أكد اللواء عبود منصور قائد الفرقة (21) مشاة، مسؤولية القوات المسلحة عن حماية المواطنين، متعهداً بالتحقيق الشفاف للوقوف على تفاصيل الأحداث ومحاسبة المتورطين.
شائعات
هاجم الشرتاي في المؤتمر الصحافي، من أسماهم بناشري الإشاعات، لجهة زعزعة الأمن، وقال إن معظم ما تناقلته الوسائط من معلومات مفبرك ولا أساس له من الصحة. وأضاف: (هدف أولئك هو نشر الإشاعات، وزعزعة الأمن، فيما الأوضاع حالياً مستقرة وعادت إلى وضعها الطبيعي).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة