قطاع الشمال )ترك العمل المسلح



بيان النضال السلمي الجماهيري .. يوقع عليه ويصدره قطاع الشمال بالحركة الشعبية .. وهو قوة متمردة .. تحارب وتقتل وتخطف التلاميذ وتسبي الفتيات كما جاء في بعض التقارير .
> لكن ما الذي اضطره يكتب هذا البيان .. هو صنوه بالداخل .. الحزب الشيوعي .. وهو حزب يستفيد من مساحات الحريات في استهداف الجيش بأية صورة من الصور .
> وفي الديمقراطية الثالثة .. كانت صحيفته (الميدان) .. تمجد المتمرد جون قرنق على حساب معنويات الجيش.. وحينما اتيحت لمنسوبيه من العسكريين بعد ظهور ارهاصات فشل انقلاب هاشم العطا فرصة تصفية ضباط الجيش في بيت الضيافة.. فقد فعل.
> لذلك ليس غريباً أن يتحالف الآن الحزب الشيوعي مع ذيول جون قرنق .. لكن الغريب والعجيب هو أن يوقع قطاع الشمال بالحركة الشعبية على بيان يتحدث عن تصعيد العمل الجماهيري السلمي .. انظر إلى أي مدى ذهب نفاقهم . لكن من باب المحافظة على مكتسبات الحزب الشيوعي بالداخل.. كانت المراعاة للتظاهر بالعمل المعارض السلمي. ومراعاة استحقاقات استقطاب الأحزاب المعارضة .. طبعاً أمر مهم .. فلن يسمح الدستور بالتعاون مع الجهات التي تعتمد العمل المسلح ذا النتائج السرابية.
> وحتى من استأنفوا العمل المسلح .. من قوات قطاع الشمال قد خرقوا الدستور الذي وقعت عليه قيادتهم العليا.. في مناخ تعويم قضية الحكم في السودان .
> انفصال جنوب السودان طبعاً هو ما فتح شهية عقار والحلو وعرمان لخرق الدستور . والحلو نفسه حينما كان نائباً لوالي جنوب كردفان احمد هارون حينها .. لم يكن لديه استعداد للتناغم مع الوالي .وكان الوالي في المناسبات العامة يبحث عنه ويدعوه للمشاركة بصفته الرسمية .. لكنه كان يوحي بأنه ينتظر انفصال الجنوب لاستئناف التمرد . والحزب الشيوعي .. يقنع قطاع الشمال بالعمل المعارض في الداخل مع القوى الأخرى .. واستلام الاموال مهم طبعاً لدعم عمل سياسي غريب.. فيه حركة متمردة مسلحة تصدر بياناً تنادي فيه بتصعيد النضال الجماهيري السلمي .. ووراء كلمة سلمي هذي .. ينشط العمل السري .
> العمل السري .. وراء الدعوة للعصيان المدني الذي فشل لمرتين .. لتكون المرة الثالثة في شهر يناير في اليوم الذي يوافق ميلاد لينين أول رئيس دولة شيوعي .. أو عبد الخالق محجوب . وقبل ذلك .. فإن مراجعات انتظمت على ما يبدو من خرقوا الدستور .. قطاع الشمال والحزب الشيوعي .. وتمخضت على ما يبدو عن تسمية زعيم واحد للمعارضة غير البرلمانية .. على طريقة المعارضة الطائفية العنصرية في العراق أيام صدام حسين بقيادة الجلبي .
> جلبي السودان هو مالك عقار .. وهذا قد ظهر في بيان قطاع الشمال والحزب الشيوعي .. الداعي للعمل المعارض السلمي .. رغم التمرد المسلح .
> ترى هل يريد قطاع الشمال والحزب الشيوعي أن يتركا العمل المسلح للمارينز الأمريكية .. بعد الهزائم على المستويين العسكري والمدني؟
> يوجه بيان قطاع الشمال والحزب الشيوعي بتوحد قوى المعارضة في جبهة العمل الخارجي بتقديم خطاب موحد للمجتمع الدولي والإقليمي .
> لكن العمل الخارجي من يعمل في ساحته؟ هل أولئك الملاحدة الذين يسيئون لرواد العمل السلمي النضالي الحقيقيين اساءات عنصرية؟ مثل قضية تراجي .
> البيان يدعو للتعامل بنهج جديد في التعامل مع القضية السودانية .
> إذن هو اعتراف بالفشل .. استئناف التمرد بعد انفصال الجنوب حقق فشلاً وفكرة العصيان المدني حققت فشلاً ..ولم تبق إلا حالة الجلبي .. وهي في السودان صديق دول الجوار والاقليم وروسيا والصين وتركيا .. ستحقق فشلاً ايضاً . لكنها سخرية فعلاً أن نقول إن قطاع الشمال ترك العمل المسلح واعتمد النضال الجماهيري السلمي حسب بيانه التافه.. أي وداعاً وهمياً يا أديس أبابا.. ويا السمسار أمبيكي .
غداً نلتقي بإذن الله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة