الأمة القومي.. غرام سياسي دفين بالحزب الشيوعي السوداني!!
حزب الأمة القومي الذي يتزعمه السيد الصادق المهدي ورغم ما يقال ويزعم من أنه حزب عريق وبكبير، الآ أن الطريقة التي يتبعها هذا الحزب في تعامله مع الأحداث السياسية
وكيفية اتخاذ المواقف والقراءة والتحليل، تبدو بالغة الغرابة وفي أحيان كثيرة تبدو قيمة النتائج متواضعة للغاية.ولكي ندلل علي هذه الفرضية لابد لنا من استدعاء نموذج من النماذج .
ففي أعقاب ما يسمي بالعصيان المدني في 27 نوفمبر 2016 عقد مجلس التنسيق (الأعلى)- لاحظ هنا عبارة الأعلى هذه- عقد هذا المجلس الأعلى بحزب الأمة اجتماعاً وصف بأنه مهماً وسبب أهميته مدارسة ومناقشة العصيان المدني.
ورغم أهمية الاجتماع وأهمية المجلس التنسيقي (الأعلى) فإن الحضور لم يزد عن (5) قادة سادسهم يدعي الشيخ مردس جاء متأخراً عقب بداية الاجتماع.
السيدة سارة نقد الله كانت قد سجلت غياباً.
اللواء فضل الله برمه ناصر وحين أفتتح الاجتماع وقرأ في وجوه القادة مزيجاً من الإحباط والاستياء لم يجد مناصاً من (إبداء الأسف) لعدم حضور القيادات!!
رغم أهمية الاجتماع ثم شرع في طرح التساؤل المحوري للاجتماع هل كان العصيان ناجح أم لا؟ وقبل أن يجيبه أحد من الحاضرين قال برمة أن يوم 27/11/2016 لم يكن يوماً مناسباً للعصيان – لماذا؟- أجاب علي نفسه (لأنه تاريخ صرف المرتبات وكان لازم يكون قبله أو بعده).
ومع أن هذه الإجابة بدت سطحية جداً للعديد من الحاضرين الآ أنهم مرروها كما هي، فالرجل (قيادي بالحزب) وقد سأل سؤالاً وأجاب عليه علي الفور!!
وقد سارعت القيادية إحسان عبد الله لمؤازرة إجابة وتحليل برمة ناصر.
القيادي محمد المهدي حسن لم يرق له الأمر فأشار- بمرارة – بأنهم في حزب الأمة ليست لديهم (جهة للرصد) عشان تجهز تقرير شامل!
ثم أضاف اعترافاً آخراً بذات المرارة – وليس لدينا تصور تنظيمي في إدارة الحزب!!
ثم أعقبها بمرارة أكثر كثافة (مريم الصادق سافرت، وسارة سافرت ومحمد عبد الله الدومه في مكتبه، ونداء السودان كسيح).
ويبدو أن برمة ناصر آلمته فرضية (نداء السودان كسيح) فأسرع لتبريرها بقوله (الهيكلة التي عملت في باريس لنداء السودان هي التي أفشلته!)
ثم عاد محمد المهدي حسن ليطالب بعمل زيارات لأبو عيسي والخطيب للتشاور!!
وأعطي محمد المهدي وزناً كبيراً للحزب الشيوعي بقوله (الحزب الشيوعي حزب كبير ولم تتعامل معه بطريقة سليمة).
ولكن فضل الله برمه ناصر ربما وخزته عبارة محمد المهدي حسن عن (الوزن الكبير للحزب الشيوعي وضرورة تسجيل زيارة له) فقاطع محمد المهدي معترضاً:(لماذا الزيارة؟ يمكننا دعوتهم فقط) غير أن محمد المهدي عاود من جديد مدح الحزب الشيوعي ولكنه ربما شعر بأن إطلاق عبارة (حزب كبير) ربما تجعل حزب الأمة القومي أقل منه، وفي محاولة بائسة لإصلاح ما قاله عاود القول بأن (الحزب الشيوعي بعد حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي وهو الحزب الأهم وإذا أنسحب من قوي الإجماع فسوف يؤثر!!)
المدهش هنا أكبر من أن تحتمله الأذهان حزب الأمة القومي يجتمع لتقييم العصيان المدني فيتحول تقييم العصيان إلي تقييم للحزب الشيوعي السودان!
حزب الأمة صاحب ما كان يعرف في ثمانينات القرن الماضي بـ(نهج الصحوة الإسلامية) يركز علي تقريظ ومدح الحزب الشيوعي ويدعو لزيارته ويعطيه وزناً – في المرتبة الثالثة – بعد الحزبين الأمة والاتحادي!!
لم يسأل أحد من أعضاء وقادة المجلس (الأعلى) لحزب الأمة كم كان عدد أعضاء الحزب الشيوعي في البرلمان حتي يحوز المرتبة الثالثة!!
كما أن حزب الأمة اعترف رسمياً بعجزه التنظيمي، مقابل قدرة الحزب الشيوعي للدرجة التي أبدي فيها تخوفه من انسحاب الشيوعي من قوي الإجماع!! تري إلي أي مدي يستحق حزب الأمة القومي الاحترام، طالما أنه (يمشي وراء اليسار) بهذه الدرجة من الخوف والرهبة والإعجاب السياسي؟!
تعليقات
إرسال تعليق