إذاعة دبنقا .. أصل الشائعة والمزاعم ..!!

درج راديو "دبنقا" على تلفيق اتهامات ضد السودان تفتقر إلى المصداقية وتعتمد على الإثارة طالت حتى بعثة اليوناميد التي نفسها تشكو من مثل هذه الإدعاءات الكاذبة.وبالرغم من الخلفية المعلومة حول راديو دبنقا المعارض إلا إن الأمم المتحدة انساقت وراءه وكونت لجنة للتحقيق حول الحادثة، بل إن الإعلام المحلي احتفي بنتائج تقرير الأمم المتحدة بتبرئة الجيش السوداني.

وتطلق أخباراً خطيرة عن انتهاكات خطيرة ثم تزعم أنها (سمعت بها) من راديو دبنقا!!، أقامت قوات اليوناميد الدنيا بأسرها بخبر لم تأخذه (من الأرض) مباشرة! واضطرت بعد ذلك إلى نفي الخبر والإعتراف بأنها لم تستوثق منه!!

واصل الحكاية ان اذاعة دبنقا الموالية للحركات المسلحة والتي ثبت برامجها من هولندا اذاعت خبر مفاده أن قوات حكومية اعتدت على قرية تابت واغتصبت أكثر من 200 امرأة وفتاة في قرية (تابت) الواقعة على بعد «49» كيلو متراً جنوب غربي مدينة الفاشر حاضرة شمال دارفوروأكد رئيس بعثة التحقيق أنهم أرسلوا تقريراً ينفي الواقعة بشدة إلى مقر الأمم المتحدة بنيويورك وجنيف، وأضاف رئيس بعثة التحقيق قائلاً: «علمنا بالموضوع من خلال بثه في إذاعة دبنقا، وبعد أن ذهبنا إلى المنطقة المذكورة تبين لنا أنه لا يوجد دليل على وقوع انتهاكات من ذلك النوع.

وبعثة اليوناميد قرأت أو استمتعت إلى الخبر من هذه الإذاعة، وتحركت بنفسها.. وتحرت في الأمر بنفسها وتوصلت إلى حقيقة الأمر بنفسها ثم نفت.. نفت ماذا؟! نفت ضلوع الجيش السوداني. في ماذا؟! في انتهاكات. هل وقعت انتهاكات أصلاً في منطقة تابت؟ لا. إذن النفي يكون لوقوع الانتهاكات أم لضلوع الجيش؟! دعك من هذا، هل وجهت يوناميد نقداً لاذعاً لإذاعة دبنقا واعتبرتها منشأ فتنة في مجتمعات دارفور، ومصدر قلق لقوات اليوناميد نفسها؟! لا. لماذا؟!إذن ليس الخبر هو أن تذيع إذاعة دبنقا مثل هذا الافتراء «الخبر الكاذب»، الذي لا يثمر لها ثمرة فتنة ما دامت الحكومة تسمح بالوقوف على أرض التحقيق والتثبت.. وإنما الخبر هنا هو «عدم إرسال رسالة انتقاد من اليوناميد إلى الإذاعة ــ على الأقل ــ لإثارة قلق قوات حفظ السلام، لو كانت مثل هذه الأنباء تقلقها. ولو كانت هذه الإذاعة تعمل بذكاء إعلامي وسعة أفق سياسي وقدرة عالية في توظيف الأحداث لاهتمت فقط بتحليل الأخبار الرسمية، ونشر مقالات الرأي الموالية للدولة أو الحزب الحاكم ومقالات البحث التي تتناول التاريخ الحديث والأحداث في السودان.

بهذا المنهج تستطيع هذه الإذاعة أن تجد لها موطئ قدم في الساحة وتصبح من الوسائط المؤثرة بقوة على الرأي العام. لكن اهتمامها بنسج خيوط الأخبار الكاذبة، وافتراء المعلومات، كل هذا كفيل بأن يخرجها من دائرة المصداقية. إن ادارة وسيط إعلامي وتسويقه ليس أمراً سهلاً مثل الاستجابة لحمل السلاح ضد الدولة، فالأخيرة تحتاج لعطالة عن العمل وفراغ واستياء وقابلية للتغرير، لكن العمل الإعلامي يحتاج للفكرة والنظرة الثاقبة والنظرة العميقة. إذاعة دبنقا تبقى مشروعاً إعلامياً فاشلاً وهي تقدم للمتلقي رقماً خيالياً في منطقة صغيرة مثل تابت، تقول هذا أعداد المغتصبات من نساء المنطقة، مع أن وقوع عمليات اغتصاب بهذا الحجم لا بد أن تسبقه مرحلة احتلال كامل للمنطقة بواسطة قوات لا علاقة لها بالحكومة، أي غير نظامية. لكن الجيش السوداني معقل الانضباط، لا يمكن أن تقع من أفراده بشكل جماعي مثل هذه الانتهاكات المزعومة، الجيش السوداني كان في جنوب السودان يعيد الأطفال من مجموعة متمردة من قبيلة معينة إلى أسرهم الذين هم في نفس القبيلة، وكذلك بالنسبة لسرقة الأبقار باعتبارها «زاد المتمرد».. إذا وزناها على «زاد المجاهد».

عموما الشواهد أكدت ان إذاعة دبنقا أصبحت بجدارة عدواً كبيراً لمشروع التمرد في دارفور، فهل شعرت بعد انحساره أنه سيتلاشى خاصة بعد أن صفق عبد الواحد محمد نور في باريس لإعلان باريس الذي يتضمن فخاً متمثلاً في عبارة وقف الحرب! هل لذلك قالت إذاعة دبنقا «سهر الجداد ولا نومو» كما يقول المثل الشعبي، أي إثارة القلق أفضل من الصمت!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة