صحيفة ﺳﻮﺩﺍﻥ ﺳﻔﺎﺭﻱ
ﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮ ﺧﺒﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻣﺤﻠﻠﻴﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻏﺮﺑﻴﻴﻦ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ . ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﺩﻳﻔﻴﺪ ﻛﺎﻱ، ﺧﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﺣﻜﻤﺎً ﻗﺎﺳﻴﺎً ﺑﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ Foreign Affaires . ﺣﻤﻞ ﻣﻘﺎﻟﻪ ﻋﻨﻮﺍﻧﺎً ﻣﻌﺒﺮﺍً : «ﻣَﻦ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ؟ ». ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻛﺎﻱ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻮﺭﻳﻨﻮ ﺃﻭﻛﺎﻣﺒﻮ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ «ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﻬﻤﻴﺶ ﺃﻋﻮﺍﻧﻪ ﻭﻣﺴﺌﻮﻟﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ» ، «ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺗﺎﻓﻬﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ » ، «ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ » ، « ﺳﻠﻮﻙ ﻣﺘﺴﺮﻉ » ، ﻭ } ﺗُﻬﻢ ﺑﺘﺴﻴﻴﺲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ». ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻛﺎﻱ ﻣﻮﺿﺤﺎً ﺃﻥ ﺇﺧﻔﺎﻗﺎﺕ ﻣﻮﺭﻳﻨﻮ ﺃﻭﻛﺎﻣﺒﻮ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻓﺎﺗﻮ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺳﻠﻔﻬﺎ ﺃﻭﻛﺎﻣﺒﻮ.ﻭﻛﺘﺐ ﺻﺤﻔﻲ ﺳﻨﻐﺎﻟﻲ ﻣﻘﻴﻢ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺑﻤﺠﻠﺔ (ﺟﻮﻥ ﺃﻓﺮﻳﻜﺎ ) ﻣﻘﺎﻻً ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺎً ﻣﻄﻮﻻً ﺣﺎﻭﻝ
ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻴﺪ – ﻋﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﺎﻫﺪﺍﺭ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﺑﺎﺩﺓ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻀﻤﻨﺘﻬﺎ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺗﻮﻗﻴﻒ ﺟﺪﻳﺪﺓ – ﻫﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ – ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ ﻣﻦ .2009 ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺪﻋﻲ ( ﻳﻨﺦ ﻳﺮﻳﻤﺴﻴﻚ ) ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺧﻄﻮﺓ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺧﻄﻮﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ، ﻓﻬﻲ ﻟﺠﺄﺕ ﻻﺻﺪﺍﺭ ﺗﻬﻤﺔ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻣﻼً ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﺓ ﻟﻬﺎ
ﻭﻳﺪﻟﻞ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺘﻨﺎﻗﺾ ﻏﺮﻳﺐ ﻇﻠﺖ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺆﻳﺪﺓ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﻀﻤﺔ ﻟﻤﻴﺜﺎﻗﻬﺎ ! ﻭﻳﻀﻴﻒ، ﺍﻥ ﺃﻭﻛﺎﻣﺒﻮ ﻣﺪﻋﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻥ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﺠﻮﻟﺔ، ﺑﺎﺳﺘﺼﺪﺍﺭﻩ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ – ﻓﻬﻮ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﻗﻮﺑﻠﺖ ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﺣﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻲ، ﻭﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻪ ﺍﻧﺘﻬﺎﻛﺎً ﺻﺎﺭﺧﺎً ﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ( ﻓﻴﻴﻨﺎ ) ﺳﻨـ 1961ـﺔ . ﻭﻳﺸﻴﺮ ( ﻳﺮﻳﻤﺴﻴﻚ ) ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭﺭﻏﻢ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻣﺜﻞ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﻭﻗﻄﺮ ﻭﺃﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻭﺯﻳﻤﺒﺎﺑﻮﻱ ﻭﺍﺛﻴﻮﺑﻴﺎ. ﻭﻳﻤﻀﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻟﻴﺨﻠﺺ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﻣﻔﺎﻗﻤﺔ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺗﻌﺼُّﺐ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﺓ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻣﺘﻬﻤﺎً ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻌﻪ ﻭﻫﻮ ﺫﺍﺕ ﻣﺎ ﻧﺸﺮﺗﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ 12/2/2009 ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﻪ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﺍﻟﺪﺍﺭﻓﻮﺭﻱ ﻭﺟﻌﻠﻮﻩ ﻣﻮﻗﻔﺎً ﻟﻬﻢ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻘﻴﺪ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺯﻋﺰﻋﺔ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﺟﺮﺍﻫﺎ ﻣﻌﻬﺪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺑﺴﻮﻳﺴﺮﺍ ﺧﻠﺼﺖ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ
ﺗﻌﻮﻳﻖ ﻗﻴﺎﻡ ﻧﻈﺎﻡ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻷﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﺭﻣﺰﺍً ﻟﻠﺴﻴﺎﺩﺓ. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﺗﺐ ﻭﻣﺤﻠﻞ ﻋﺮﻳﻖ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻭﻟﺪﻳﻪ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻛﻮﻧﻪ ﺃﻋﻄﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ (ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻜﺴﻴﺔ ) ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺗﺘﻼﺷﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ. ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻫﺎﺟﻢ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺗﻴﻴﺮﻱ ﻣﻴﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻟﻮﺭﺍﻥ ﻓﺎﺑﻴﻮﺱ ﺇﺣﺎﻃﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻴﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺗﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻛﺄﺩﺍﺓ ﺑﻴﺪ ﺍﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ . ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺗﻬﺎ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻨﺬﺍﻟﺔ , ﻭﻫﻲ ﻻﺗﺘﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﻹﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ , ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ
ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﺣﻠﻒ ﻧﺎﺗﻮ. ﻧﻌﻢ , ﻧﺤﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ. ﻧﺮﻳﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﻤﻘﺎﺿﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﺎﺑﻴﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺍﺋﻤﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ.
ﻭﻳﻀﻴﻒ : ﻟﺬﺍ , ﻓﻬﻲ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺸﺎﺋﻬﺎ ﻋﺎﻡ ,2002 ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻤﺘﻌﻬﺎ ﺑﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ, ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻮﻟﺘﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺇﺩﺍﻧﺔ ﺑﺤﻖ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ , ﻭﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻟﻠﻐﺮﺏ . ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ, ﻗﺮﺭﺕ ﻗﻤﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻌﻘﺪﺕ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ - ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2013 ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺘﻌﻬﺪﺍﺗﻬﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ, ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻤﻼﺣﻘﺔ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺩﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻋﻤﻠﻬﻢ. ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻣﻴﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﺆﺱ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ : (ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ , ﻗﺮﺭ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ , ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺳﻴﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ, ﻭ ﺷﻘﻴﻖ ﺯﻭﺟﺘﻪﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ , ﺑﺘﻬﻤﺔ ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﺬﺑﺢ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ . ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻫﺎﺋﻠﺔ , ﻓﻘﺪ ﺻﺮﺡ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺩﻋﺎﺋﻪ. ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ , ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺗﻨﺸﺮﻩ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺻﺤﻔﻴﺔ. ﻣﻊ ﺫﻟﻚ , ﻛﺎﻥ ﺑﻮﺳﻊ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺃﻥ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﺑﺪﺍ . ﻭﻳﻀﻴﻖ ﻣﻴﺴﺎﻥ : ( ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﺤﻄﻢ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﻳﺴﺎﻋﺪ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻏﺰﻭﻫﺎ ﻟﺒﺎﻗﻲ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ .ﺑﺎﻟﻤﺤﺼﻠﺔ , ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﻗﻴﻒ ﺳﻴﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﻬﻮﺭ, ﻓﻲ 19
ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ . ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ , ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻳﻠﺠﺄ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﺛﻨﺘﻲ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻪ , ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ , ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻗﻄﻌﺎ ﺃﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻌﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﺿﺎﺗﻪ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ . ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﺧﺘﺮﺍﻋﺎ ﺻﺎﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻭﺑﺎﻏﻨﺪﺍ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﻏﺰﻭ ﻟﻴﺒﻴﺎ .ﺑﻮﺳﻊ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﺍﻵﻥ ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻐﺮﺏ, ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ .
تعليقات
إرسال تعليق