المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2013

نديـــــن هـــذا التخــــريـــب الحـــــاقـــد والطائــــش..

بقلم/ الصادق الرزيقي حتى لحظة إعلان قرارات الحكومة الاقتصاديَّة، لم تكن المعارضة السياسيَّة لهذه القرارات تتجاوز النقد المبني على المدارسة وعصف الذهن بحثاً عن بدائل أخرى غير التي تبنَّتها الحكومة، وكل ذلك مقبول ومُتاح بين الحكومة ومَن يخالفها الرأي أو كل صاحب فكر لا يرى ما تراه الحكومة.. لكن..ردة الفعل التي نراها الآن، من أعمال النهب والتخريب والشغب، هي أكبر دليل على أنَّ البلاد تقف على شفير الهاوية إن كان هذا هو الأسلوب في المعارضة، لقد كتبنا في هذه الصحيفة عدَّة مقالات ونشرنا آراء كثيرة معارضة لسياسات رفع الدعم ورفضناها، لكنَّنا في ذات الوقت لا يمكننا أن نصمت على هذه الفوضى التي تجري والدماء التي تسيل من الأبرياء، وعصابات النهب والقتل التي استغلَّت الأحداث وقرارات الحكومة، وخرجت للشارع تحت غطاء سياسي من أحزاب المعارضة، وانحرفت بالاحتجاجات التي كان يجب أن تكون سلميَّة وفي حدود الرفض المقبول والتظاهر الذي لا يستبطن عدواناً على أحد، وصار ما يجري بالفعل هو شغب وتخريب لا بد من إدانته ورفضه ومواجهته لأنه ليس هو السبيل المطلوب لمعارضة ومناهضة هذه القرارات التي ...

لماذا هذا الخيار دون غيره؟

ما لم يفهمه أو يتفهمه البعض بشأن قرار الحكومة السودانية رفع الدعم عن المحروقات (الوقود) سعياً لتحسين الاقتصاد السوداني وما يعانيه من اعتلال فى الموازنة العامة أن هناك معادلة سياسية اقتصادية أعدتها الحكومة إعداداً جيداً. معادلة الحكومة تقوم على أمرين: الأول سد العجز فى الموازنة باعتبار أن ترك الموازنة بعجزها الحالي معناها توالي سقوطها الى ما لا نهاية والأمر الثاني، المواءمة بين محافظتها على الاستقرار السياسي والاقتصادي بحيث لا يضغط أحد على الآخر. بالنسبة للأمر الأول فإن سد العجز في الموازنة أمر ضروري مهما كابر البعض من وجود بدائل أخرى، فحتى فى البدائل هناك بدائل أفضل من أخرى ولم نجد رأياً لإقتصادياً خبيراً وموضوعياً يضع بدائل أخرى أفضل، كما لا توجد عوامل أو أسباب موضوعية جديرة بالاحترام تفسر اختيار الحكومة السودانية لهذا الخيار وحده دون غيره إذا كانت هنالك خيارات أخرى مريحة. وتقول الحكومة السودانية إنها برفعها للدعم سوف توفر ما يجاوز الـمليون جنيه سوداني وهو -بحسب قراءتها- يسد العجز بالموازنة. ربما تلام الحكومة السودانية فى شأن الأولويات أو الإنفاق العام، ولكن ليس هناك أ...

«المحــــروقــــات».. المــــآلات وردود الفعــــل

إن عملية إصدار قرار حول رفع الدعم عن المحروقات أصبح الآن حديث الساعة في أوساط كل أطياف الشعب السوداني. ومن المعلوم تماماً في العام الماضي أن النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه ساق عدة مبررات أمنية أمام البرلمان حول رفع أسعار المحروقات في محطات الخدمة قبل إجازتها في المجلس الوطني، وفي إجراء نادر اضطر البرلمان لاعتماد التعرفة الجديدة قبل أن يدخل تعديلاً طفيفاً بتخفيض جنيه واحد، وصادق البرلمان بشكل نهائي على البند المتعلق بتعرفة المحروقات في موازنة العام 2012 وفي تلك الأثناء ثار نواب البرلمان لدى إيداع وزير المالية للموازنة المعدلة وطالبوا بسحب الثقة عنه بسبب البدء في تطبيق الزيادات على المحروقات قبل عبورها من البرلمان. واضطر رئيس المجلس أحمد إبراهيم الطاهر لرفع الجلسة لمدة ساعة في ذلك الوقت لإتاحة فرصة للتشاور أمام كتلة نواب المؤتمر الوطني. وقال النائب الأول إن الحكومة اضطرت لتنزيل الأسعار الجديدة بشكل مؤقت قبل أن يطلع عليها البرلمان بسبب معلومات أمنية بشروع تجار في تحرير الوقود للاستفادة من فرق السعر لدى إعلان التعرفة الجديدة. واعترف طه في ذلك الوقت أ...

«البشير» : سيظل الاقتصاد صامداً عشر سنوات قادمة

قال الرئيس "عمر البشير" إن الحكومة ستظل صامدة في اقتصادها لمدة عشر سنوات قادمات، لكنه عاد وقال إن الطريق ليس سهلاً وليس مفروشاً بالورود، وأن الأمر يحتاج إلى جراحة. وقلل من الأحاديث التي تشير إلى تمدد الفساد قائلاً: (في ناس يتحدثوا عن الفساد.. ويا جماعة نقول ليكم ما فى قضية فساد اتضح أن فيها فساداً، إلا وتخضع للمساءلة، ونحن لا نغطي لزول ولا بنضاري لي زول، وعندما نمسك بقضية نحيلها للقضاء الناس ما بتكلموا عنها، وأي زول عندو معلومة حول الفساد الباب مفتوح له). وأوضح "البشير" الذي خاطب حشداً نسائياً من قيادات المؤتمر الوطني، في إطار المبادرة الاقتصادية التي طرحتها المرأة أمس (الأحد)، أن الناس أصبحت تتحدث عن (الفساد .. الفساد .. الفساد) حتى أصبح لديهم قناعة بأن هنالك فساداً، وقال: (يا جماعة عندنا حاجة اسمها نيابة المال العام، وقانون الثراء الحرام والمشبوه وأي شخص لديه معلومة حول وجود فساد الباب مفتوح له، وأن المراجع العام يقدم تقريره كل عام للبرلمان). وتحدى الرئيس أي شخص يكون قد سمع بوجود مراجع عام قبيل مجئ (الإنقاذ)، قائلاً: (نحن نتحدى أي زول قبل مجئ الإنقا...

رفع الدعم.. ضرورة يفرضها الظرف الاقتصادي

الأعلان الذي جاء من قبل المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في اجتماعه الأخير برئاسة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية رئيس الحزب بقبوله رسيماً بتضمينه مقترح لرفع الدعم عن المحروقات ضمن حزمة الاجراءات الاقتصادية التي استعرضها الدكتورحسن أحمد طه رئيس القطاع الاقتصادي بالحزب لمعالجة فجوة الايرادات التي تعاني منها الموازنة العامة ، من شأنه أن ينهي حالة الجدل التي انتابت الساحة السياسية مؤخراً حول ملف رفع دعم الدولة عن المحرقات ، التي تباينت الرؤى حول نتائج الخطوة التي تعتبرها الحكومة خطوة جراحية مهمة وإن جاءت متأخرة في سبيل إنقاذ الاقتصاد القومي قبل وصوله حافة الإنهيار بعد خروج نفط الجنوب من الموازنة ، وبرنامج رفع الدعم عن المحروقات – كما افاد وزير المالية على محمود سيكون متدرجاً ومتسقا مع خطة الدولة لدعم الشرائح الفقيرة، فالدولة لاتسطيع – طبقاً لوزير المالية – لا تستطيع رفع الدعم عن المحروقات جملة واحدة وهذا لا يتحقق عملياً. فرفع الدعم عن المحروقات سيكتمل خلال عامين أو ثلاثة أعوام حسب الحاجة ورفع الدعم نفسه يتأثر بأمر آخر . إذا فزيادة أسعار المحروقات ليست مسألة إيرادات ...

من إيجابيات قرار رفع الدعم!

رغم تباين الآراء والمواقف سواء داخل الوطني أو على مستوى قوى المعرضة أو على مستوى الشارع السياسي العام حيال قرار رفع الدعم عن المحروقات؛ فإن المهم في الأمر برمته -رغم تحديات القرار وإفرازاته- أن الحكومة السودانية بدت قوية وهي تتخذ القرار وبدت أكثر شفافية وهي تدير حواراً حوله ويمكننا أن نعدد هنا جملة من الايجابيات التى يمكن أن تستفاد من الحدث بكامله . أولاً، أظهرت الحكومة أنها ليس لديها ما تخفيه عن الكافة -معارضين ومواطنين - فالاقتصاد لغة أرقام وحقائق لا مجال لإخفاء رقم أو حقيقة مهما بدت مريرة وثقيلة الوطأة، وهذه إحدى أهم عناصر الممارسة الديمقراطية مهما إرتأى البعض أنها كارثية، ففي النهاية فإن العبرة بالشفافية وبإرادة الحكومة السياسية الواضحة فى إشراك الجميع في القضية . الأمر الثاني، لم تجد الحكومة حرجاً فى مشورة القوى السياسية الموالية والمعارضة معاً وهذه تمثل إرساءً لقاعدة مطلوبة، فقد كان بوسع الحكومة أن تقرر الأمر اعتماداً على قوتها الذاتية وقبضتها الأمنية وكان بإمكانها أن تقرر ثم تنفذ وهي واثقة من أن المواطن السوداني -رغم كل معاناته- يعلم أن هذه هي الحقيقة ولا...

أبوعيسى.. تاريخ (طويل)من الخيانة

يحفظ التاريخ السياسي للناطق الرسمي لما يسمى بقوى الإجماع الوطني فاروق أبوعيسى بأنه صاحب تاريخ طويل في وأد الديمقراطية وتأسيس نظام شمولي.. فهو وزير في حكومة مايو «الحمراء».. وزيراً للخارجية.. ووزيراً لشئون الرئاسة.. وهو في نظام مايو الذي أمم الشركات.. والصحف.. وقتل الأنصار في الجزيرة أبا.. وودنوباوي ..وفاروق أبو عيسى.. حاصره «الرفاق» في إنقلاب هاشم العطا.. وهتفت مظاهرة الرفاق ضده.. لأنه حسب رؤيتهم قد خان القضية.. وتنتهي الأحداث بمجزرة بيت الضيافة وإعدام رفاقه الشفيع وعبدالخالق وجوزيف قرنق.. وأبوعيسى يختار المنافي.. وتحت مظلة اتحاد المحامين العرب.. قاد معارضة السودان لا حكومته.. متقلباً بين اتحادي وشيوعي وعائد. وهلمجرا. وسجل التاريخ تقلبات أبوعيسى.. وذهب التجمع المعارض.. وبقى أبوعيسى قائداً بلا جيش فيقفز إلى جوبا.. حليفاً للحركة الشعبية.. ومعارضاً تحت مسمى أحزاب جوبا.. وأحزاب المعارضة. وفى منتصف 1983 فكر المحامون السودانيون فى ترشيح أبو عيسى لمنصب أمين عام اتحاد المحامين العرب الذي خلى بعد إكمال الأمين العام السابق مدته وطلبوا من أبو عيسى التقدم ببرنامج يترشح...

عقار وعرمان بلاغ رقم (513)

أصدرت  المحكمة الخاصة بمحاكمة المتهمين حضورياً وغيابياً في أحداث ولاية النيل الأزرق الدمازين أولى جلساتها بسنجة حاضرة ولاية سنار ، وأصدرت المحكمة  قرارها في البلاغ رقم (513) وأدانت عدد (3) متهمين بأحكام بالسجن لفترات مختلفة تراوحت بين 12و11و4 سنوات كما برأت المحكمة (3) من المتهمين في ذات القضية. وبلغ عدد المتهمين الماثلين أمام المحكمة حضورياً (78) متهماً وسجلت المحكمة بياناتهم الأولية وبلغ عدد المقدمين للمحكمة غيابياً بموجب أحكام المادة (134)أ من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991م مقروءة مع لائحة الطواريء الخاصة بتشكيل المحكمة بلغ عددهم (17) متهماً وبعد أخذ بيانات المتهمين استمعت المحكمة لخطبة الإدعاء الافتتاحية التي قامت هيئة الاتهام بتلاوتها على المحكمة وتسليم صور منها للدفاع والمحكمة الموقرة وقد اشتملت الخطبة على ما حدث من وقائع باختصار وعلى البينات المتحصلة في مواجهة المتهمين والتهم الموجهة لهم وطلبت من المحكمة الموقرة محاكمة المتهمين تحقيقاً للردع العام والخاص وفقاً لما تم جمعه من بينات. والجدير بالذكر أن المتهمين المقدمين للمحكمة غيابياً يترأسهم ...

قرار رفع الدعم.. نظرة أعمق!

من المهم جداً -ودون أن ندافع دفاعاً أعمى عن قرار رفع الدعم عن المحروقات- أن ننظر الى الواقع الاقتصادي السوداني نظرة موضوعية منصفة. فالأمر هنا لا يتعلق بأحلام سياسية أو أمانٍ وردية فحين يجري الحديث عن الاقتصاد فالأرقام وحدها من تتحدث ولا شيء سواها. صحيح أن الاقتصاد فى جانب منه ليس سوى محمول من محمولات عدة للسياسة وصحيح أيضاً أن الاقتصاد السوداني طالت فترة أزمته دون أن يقع انفراج يمكن اعتباره انفراجاً حقيقياً يلمسه المواطن السوداني فى حياته ومعاشه. ولكن بالمقابل فإن رفع الدعم -حتى ولو تباينت المواقف بشأنه- هو قرار واقعي وعلينا أن نضع هنا عدة اعتبارات. الاعتبار الأول أن السودان كغيره من بلدان عديدة فى العالم يتبنى اقتصاد السوق بكل ما تعنيه من تحرير للأسعار وإطلاق العنان للسلع والبضائع لتعرض نفسها وتحدد نسبة الطلب عليها. اقتصاد السوق واحدة من تبعاته نأي الحكومة عن التدخل لتسعير السلع كبديهية معروفة وهذا بدوره يقتضي أن يكون كل شيء يُقدم للمواطن السوداني ينبغي أن يقدم بسعره الحقيقي، وهذه هي المعضلة، فالحكومة السودانية لأسباب إرتئتها منذ سنوات ظلت تدعم بعض السلع الحيوية حر...

حركات دارفور تفشل فى (المعاينة الدولية)!

بفعل سوء التقدير وسوء قراءة الواقع تحولت الحركات الدارفورية المسلحة من حركات سياسية تحمل السلاح الى مجرد (تجمع قبلي عشائري) يمسك بزمام المال والسلطة فى مفاصل الحركة. ففي محادثات السلام التى أقيمت فى مدينة أروشا بتنزانيا مؤخراً بدا واضحاً أن حركتي جبريل إبراهيم (ما تبقى من حركة العدل والمساواة) وحركة مني أركو مناوي ليست سوى تجمعاً لأبناء عمومة من قبيلة الزغاوة. لقد بدا واضحاً ذلك فى تشكيل الوفد حيث اصطحب مناوي معه للمحادثات 5 من أقربائه، أبناء عمومة وأبناء خؤولة واقتصر الوفد عليهم وحدهم دون الآخرين. حركة جبريل بدا واضحاً أنها -ومع أبناء العمومة- فإن وفدها يحمل جوازات سفر أجنبية! وبالطبع فإن العلة هنا ليست فقط ركون هاتين الحركتين (للشركة الخاصة) أو (الشركة القابضة) بقدر ما أنّ العلة فى فقدان هذه الحركات لمصداقيتها التنظيمية إذ كيف لفصيل مسلح يمثل إثنية معينة وحتى داخل الاثنية يمثل أبناء عمومة بعينهم أن يزعم أنه يسعى لحل أزمة دارفور؟ وإذا كان من الجائز أن ينشئ من يريد حركة مسلحة كيفما يكون وبأي كيفية كانت، فإن المخاطر الناجمة عن هذا المسلك ستقضي على الحركة أول ما تقضي و...

عامان على الانفصال .. صراعات تتنامى بالجنوب

مضى عامان على انفصال جنوب السودان ولا يزال الجنوب تحاصره الكثير من المشكلات بل يسبح في مستنقع التوترات والخلافات التي لم يشأ بسببها ان يتقدم قيد انملة نحو انشاء دولة مستقرة ، ومع بداية العام الثاني للانفصال ارتفع سقف الخلافات بين قادة الجنوب حد الاعتراف بالفشل في حكم الجنوب ، وتبادل الاتهامات فيمن تسبب فيه .. فبالامس وجه باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية وهو من النافذين في حكومة الجنوب ، وجه اتهاما صريحا لرئيس حكومة الجنوب سلفا كير بانه فشل في ادارة الحكم ، واعترف بان الحركة الشعبية فشلت تماما في ادارة شئون البلاد وتحقيق تطلعات شعب الجنوب، واقر بان ضعف البرامج الاقتصادية والامنية والخدمية هي التي اسهمت في فشل تجربة الحكم .. هذا الاعتراف الصريح سبقته توترات واحتقانات حينما اصدر رئيس حكومة الجنوب سلفا كير قرارا بعزل دينق الو وزير شئون الوزراء وكوستي مانيبي وزير المالية والتخطيط الاقتصادي واتهمهما باختلاسات مالية وتبعت ذلك تداعيات مختلفة بعضها يستنكر القرار لجهة انه يستهدف قبيلة معينة ما جعل انصار هذا الاتجاه ينددون ويتهمون سلفا كير بالانحياز السلبي غير العادل ، ب...

الأسعار والحكومة

القرارات المرتقبة برفع الدعم عن عدد من السلع قرارات سيتحمل العبء الأكبر منها المواطنون و عامة الناس. = و إذا قامت الحكومة ممثلة في وزير المالية و غيره من شخصيات عليا بالتفاهم مع قيادات سياسية و حزبية و وطنية في شأن رفع الدعم فإن الأولى بها ان تتفاهم مع أهل الشأن و هم الذين سيتحملون التبعات الحقيقية و هم الشعب السوداني. = القبول بهذه القرارات مكانه عامة الناس ، و هذا يوجب اليوم أن يحترم الرأي العام السوداني و تلمس رؤيته و فهمه لهذه القرارات و ملاحظات الناس عليها. = و أكثر ما يخشاه الناس أن الارتفاع في الأسعار لن يتوقف على السلع المعنية برفع الدعم ، هذه ستزيد و ستزيد معها اسعار سلع تستخدم هذه المواد و أيضا سلع اخرى لا علاقة لها بكل هذا . = قبل أن تجاز بصورة رسمية قرارات رفع الدعم عن السلع بدأت الأسعار ترتفع. = في كثير من مواقع الخرطوم زاد سعر رطل اللبن من جنيهين و نصف الجنيه إلى أربعة جنيهات. = و لم ترد الجامعات أن تتخلف عن ركب المهرولين للزيادة فزادت أغلب الجامعات ما تسميه رسوم التسجيل ، و لا أعلم ما الذي يتطلبه التسجيل ليؤخذ عليه مال ، إذ أن الطلاب تقرر توزيعهم على الجام...

صــــراعـــات دارفــــور.. هــل مـــن عـــاقــــل؟!

نحن من جيل في دارفور لم نخُض مع الخائضين في لجج ووحول القبليَّة وتنازعاتها وتصارعاتها، ولم نعرف لها لوناً ولا طعماً ولا رائحة، عشنا في مدينة نيالا رغم امتدادات الانتماء كلٌّ إلى منابته الاجتماعيَّة، إلا أنَّها لم تكن يوماً تصنيفاً ولا نهجاً ولا جزءًا من الحياة التي عشناها وعرفناها.. ولذا فإنَّ ما يجري اليوم في دارفور بين قبائلها وعشائرها لأمرٌ غريب ومريب لم نعهدْه بهذه الكيفية ولم نرَ مثيله أبداً! لقد حدث انعطاف هائل في صراعات قبائل دارفور كما قال لي بالأمس الفريق أول شرطة الطيب عبد الرحمن مختار وهو عائد من جولة وساطة قبل أيام بين قبائل جنوب وشرق دارفور، فقد تحوَّلت الصراعات من طابعها التقليدي القديم إلى صراعات ذات قوة تدميريَّة عالية خربت الأواصر وهتكت الأمشاج والوشائج وصلات القربى والدم بين الأهل والمواطنين الذين عاشوا معاً ضمَّتهم الأمكنة واحتفت بهم الأزمنة.. الجديد في هذه الصراعات أنَّها بمسبِّباتها المعروفة، إما طلباً لثأر أو نهبًا لهوام ودواب أو نزاعًا حول بئر أو بسبب امرأة ونزوات عابرة، امتطت جوادًا مخبولاً اسمه الصراع على خلفيَّة الأرض والحواكير وملكيَّتها، وتوا...

حول سفر الرئيس إلى نيويورك!!

ما أعلنته المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية، بأن سفارة بلادها بالخرطوم تلقت طلباً من حكومة السودان بمنح الرئيس البشير تأشيرة دخول للولايات المتحدة الأمريكية لحضور فعاليات الدورة «68» للأمم المتحدة، لهو أمر في غاية الأهمية إذا نظرنا إليه بأكثر من جانب. أولاً: تلقى الرئيس البشير دعوة رسمية من السيد بان كي مون لحضور اجتماعات الدورة «68» للأمم المتحدة التي سيحضرها الرؤساء والقادة من دول العالم المختلفة، ولم يصدر عن الحكومة السودانية أي تعليق رسمي يفيد بأن وفد السودان سيقوده الرئيس البشير، بل العكس تماماً فقد أعلن قبل أيام أن وزير الخارجية علي أحمد كرتي هو من يترأس الوفد، بالرغم من أن معلومات خاصة تسربت ورشحت بأن البشير ربما يشارك في هذه الدورة تلبيةً لدعوة الأمين العام للمنظمة الدولية، وأعلن كذلك أن خطاباً مشتركاً للرئيس البشير وسلفا كير رئيس دولة جنوب السودان قد تم التوقيع عليه وسيقدم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كما نسب للسيد ثابو مبيكي رئيس اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى التي تتوسط بين البلدين.. ويتضح من كل هذا أن هناك دعوة قُدمت للبشير وآثرت الحكومة التعام...

مكاسب عائدات عبور نفط الجنوب

ترتيبات مرحلة ما بعد انفصال جنوب السودان في يوليو من العام 2011 شملت محاور عديدة للتعاون بين البلدين في مقدمتها تكامل اقتصاد البلدين بان يقوم هذا التكامل في البداية على تكامل مقومات الصناعة النفطية التي تم تقاسمها بحكم الجغرافية بحيث آلت الابار المنتجة في ولايتي الوحدة واعالي النيل بحكم الجغرافيا الى الجنوب ، بينما آلت ملكية مراكز التجميع والتحكم في هجليج والجبلين وخطوط النقل والمصافي الموانئ الى السودان ايضاً بحكم الجغرافيا، كما لعبت هذه الجغرافية في احداث تكامل من نوع فريد حيث يأتي النفط من اراضي الجنوب المرتفعة في انحدار يسهل من نقله دون الحاجة الى مضخات ليصل الى اراضي السودان المنبسطة، بينما اصبحت هذه الجغرافيا عقبة امام حكومة الجنوب في اللجوء الى بدائل اخرى لتصدير نفطها عبر بعض دول الجوار الاخرى كاثيوبيا او كينيا او جيبوتي نتيجة للصعوبات الجغرافية المتمثلة في ارتفاع الاراضي والحاجة الى مضخات وتأمين وكلفة مالية عالية، لتصبح الجغرافيا عاملاً رئيسيا في تكامل المصالح بين البلدين وتوحيد المصير والمصالح المشتركة . ومن هنا كان التركيز في ترتيبات مرحلة ما بعد الانفصال ان...

التعاون الاقتصادي السوداني الأفريقي

التكتلات الاقتصادية أصبحت سمة لعالم اليوم الذي أصبحت تحركه المصالح الاقتصادية ، كما أصبحت السياسة في خدمة الأجندة الاقتصادية، ويظهر هذا بوضوح في قيام تكتلات اقتصادية إقليمية ودولية أصبح لها وزنها وتأثيرها في القرار الاقتصادي العالمي والاقتصادي، ومن بين هذه الكيانات الاقتصادية تجمع العشرين، والدول الصناعية العشر، ومنتدى دافوس، والإتحاد الأوروبي، ومجموعة الشراكة الأوروبية الأفريقية ومجموعة الاسيان ، الشراكة العربية الصينية ، الشراكة الأفريقية الصينية.. أما الكيانات الاقتصادية الافريقية فهي كثيرة بدأت بمنظمة الوحدة الأفريقية قبل نحو (50) عاماً لتتحول المنظمة إلى إتحاد أفريقي يحلم بقيام صندوق نقد افريقي وبنك مركزي افريقي ووحدة اقتصادية افريقية على غرار الوحدة الاقتصادية الاوروبية التي تجسدت فى ميلاد (اليورو) في العام 2000م، بعد ان قرر الاتحاد الاوروبي التعامل بعملة موحدة بين دوله والدخول فى وحدة نقدية يدير البنك المركزي الاوروبي. لكن افريقيا تسعى لتطبيق النموذج الاوروبي واستنساخه على مهل، بدليل ان الاتحاد الافريقي حتى الآن غارق في فض النزاعات الافريقية، ولكنه لم يعمل شيئاً...

الاقتصاد في زيارة سلفا للبلاد

خسرنا كثيرا في علاقتنا بالجنوب و سبب الخسائر دائما قصور في فهم الجنوب و ما يريد و الحركة الشعبية و ما تريد. و القصور سببه بناء الاستراتيجيات و تنظم العلاقة مع الجنوب على العواطف ليس غيرها ، بينما يبنون علاقتهم بنا على المصالح لا غيرها . شغلنا بالحرب زمنا أطول مما تستحق و دفعنا لأجلها ثمنا غاليا ثم خرجنا من مفاوضات جمة و عشنا ردحا من الزمن معتقلين في وهج ( جعل الوحدة ) جاذبة. صرفنا الأموال و الأوقات و الجهود و حتى الدساتير و النظم و العلاقات بنيت على أوهام العلاقة مع الجنوب. ما يدعو للأسف أن الدولة و الحكومة و الأحزاب و القوى السياسية لم تدرك أن الجنوب يسعى لينفصل و تعاملت بالعواطف و كأنها واحد من المواطنين لا ينظر بغير ما تتيحه قدرات الفرد و ليس أجهزة الدولة. و لو وعينا بشأننا مبكرا لوفرنا الأموال التي صرفناها على الجنوب و الأموال التي فقدناها بسبب الجنوب و العلاقات التي تردت بسبب الجنوب و التأزم السياسي و الاستقطاب الحزبي الذي سببه الجنوب. و ما أزمات اليوم في أطراف السودان و حروباته إلا نذرا مما ورثناه من تلكم الأيام حيث رضينا لأن للحركة الشعبية مناطق ثلاث في عمق بلادنا. الي...

أبناء النوبة.. تمرد على التمرد

بدأ مؤخراً بوضوح شديد أن أبناء جبال النوبة بقطاع الشمال بالحركة الشعبية لا يحتملون من يمسك بملف قضية منطقتهم من عناصر خارج المنطقة ولا ينتمون إليها، ولا يقبلون أن يقوموا بأنشطة تخص منطقة أخرى غير منطقتهم، وهذا ما أبانته الأخبار التي رشح فيها مؤخراً أن مجموعة من قادة قطاع الشمال منتمين لجبال النوبة قد هددوا بالتمرد على القيادة السياسية للقطاع وعلى ياسر عرمان أمينه العام على وجه التحديد، وأن  سبعة عشر ضابطاً من أبناء جبال النوبة بقوات الجيش الشعبي احتجوا على أوامر بنقلهم إلى معسكرات الحركة الشعبية على الحدود بين ولاية النيل الأزرق ودولة جنوب السودان كان قد أصدرها عبد العزيز الحلو. وتقول الأخبار أيضاً إن ياسر عرمان قد أصدر قرارات بمنح الضابطين الكبيرين بالجيش الشعبي عبد الله تية وفيليب نيرون رتباً عسكرية وتكليفهما بالعمل العسكري. ويقال إن الاعتماد على أبناء جبال النوبة المتمردين في قيادة الحرب ضد الدولة بولاية النيل الأزرق يعود إلى فشل مالك عقار في إدارة العمليات بالمنطقة. وبالطبع من الواضح أنه فشل فقوات الحركة الشعبية هناك تُدحر بشكل مُستمر، وقيادتها الآن كأنما تفكر في...

التنقيب عن الذهب لتمويل التمرد

إذا كانت حرب الحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق ضد الدولة يراها البعض بأنها «صراع صفري».. وأنها «حرب عشوائية».. وأنها حرب تجارية «تحقق مطامع قادة التمرد، فتبقى كل هذه التقييمات بعد انفصال جنوب السودان صحيحة، لكن إذا عدنا إلى عام «1983م» حينما استأنف بعض الضباط الجنوبيين بالجيش السوداني التمرد بعد مضي أكثر من عشرة أعوام على اتفاقية أديس أبابا، فسنجد أن الدعم الأجنبي الذي يقف وراء الصراعات هذي يراد من خلاله جعل المنطقة في حالة انفجارات أمنية باستمرار لخلق فوضى تتسق مع القيام بعمليات لنهب موارد البلاد بطرق مختلفة. أو لشرائها من جهات غير رسمية ـ مثل المتمردين ـ بثمن بخس وسعر زهيد لا يزيد في كل مرة عن حوافز قادة التمرد وإغاثة المتمردين. فحسابات القوى الأجنبية هي على طريقة رواية تاجر البندقية التي يقدِّم فيها التاجر اليهودي قطعة زيتونة واحدة مقابل رطل دم من زبونه. وهذا ما تفعله الآن القوى الأجنبية مع دولة العالم الثالث حكومة وشعباً ومتمردين. و«رطل الدم» الآن هو ذهب السودان في جنوب كردفان وبعض المناطق الحدودية في الاتجاه الجنوبي خارج هذه الولاية. كان السودان أيام الاحت...

مــــاذا بعــــد الأجــــور؟

ستُدعم أجور العاملين بالدولة وتُزاد بنسبة حدَّدها رئيس اتحاد العمَّال البروفيسور إبراهيم غندور ما بين «11%» و«55%» في مطلع يناير القادم، وستكون بالتأكيد عقب فراغ الحكومة من وضع نصل سياساتها الاقتصاديَّة الجديدة على رقاب المواطنين بعد رفع الدعم عن المحروقات وسلع أخرى.. وبعد أن يعلو لهيب نيران الأسعار ويستعر أوارها ويُسمع لها شهيق وزفير... ما الذي يستفيده الناس بعدئذٍ من زيادة الأجور، التي تكون قد ابتلعتها بالوعة السوق، والتهمتها بطون الجشع والطمع؟ إذا كانت الحكومة سترفع الدعم عن بعض السلع، لمعالجة ما تسمِّيه تشوُّهات الاقتصاد ومنع المضاربين والسماسرة وكبح جماح التهريب ومنعه ووقف نشاطه، فإنها بالتأكيد لن تستطيع برغم زيادة الأجور لجْم ما يترتَّب على سياسة رفع الدعم عن السلع، فسينفلت السوق ويصيبُه سُعار حقيقي، وتنهش أنيابُه الحادَّة جسد المواطن.. ولات حين مندم ومناص!  وتتحدَّث الحكومة عن إجراءات متلازمة في حزمة الإصلاح الاقتصادي، من بينها خفض الإنفاق الحكومي، وهو ما لم يحدث عندما أُعلن عنه غداة الإعلان عن البرنامج الثلاثي الاقتصادي قبل ثلاث سنوات تقريباً وعقب كل موجة وباق...

كمال عمر .. نبات طفيلي تسلق أسوار الشعبي

تقول حيثيات ظهوره أنه خرج فجأة بعد المفاصلة الأخيرة للحركة الإسلامية وقبلها لم يسمع به ولم يعرف عنه شيئاً ومواقف أمثاله تمثل أزمة حقيقية في مسيرة الحركة الإسلامية ،هو أبعد ما يكون عن هوية وسلوك الحركة الإسلامية التي هي محيط جغرافي وفكري أكبر وأوسع من أن يحيط به ويسيطر عليه شخص أو فرد، إنه الرجل الذي لا زال يصر إصراراً على إنتمائه للحركة الإسلامية ، إنه الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر . فالرجل ظل كثير السقوط في إمتحانات المقدرات السياسية والوطنية وهي الإمتحانات التي يجد كمال عمر أمامها دوماً ولكأن شيخه في الشعبي يقذف به إلى مزبلة الإحتراق بتقديمه للحديث دوماً بإسمه وبإسم الشعبي ليطلق الرجل كل (تفاهاته) بما لا يعلم فيتب بذلك عند الناس جهولا، ودونكم ما تسبب به في إستعداء قبيلة المسيرة على حزبه الشعبي على خلفية زيارته لدولة الجنوب وتصريحاته المستفزة للمسيرية هناك . وصفحات الحركة الإسلامية في السودان ، تفيد باحثيها بأن المزعوم كمال عمر لم يكن يوما من الأيام من عضوية الحركة الإسلامية أومن قواها الحيّة وتربى في صفوفها ولو يشرب الرجل من معينها الصافي... لكن الرجل ومع كل ...

هل (حق) لها حق؟

أستغرب بعض المراقبين الهجوم اللاذع (غير المسبوق) الذى شنّته هالة عبد الحليم، زعيمة حركة حق على قوى المعارضة السودانية فى المؤتمر العام السادس لحزب البعث العربي الاشتراكي مؤخراً. ودار الاستغراب حول أن المهاجِمة لهي الأكثر حرصاً على التحالف إن لم نقل الأكثر حاجة إليه نظراً لصغر حجم ووزن حزبها (وحاجته للرعاية الولية)! كما أن موجات الاستغراب تكاثفت أكثر كون أن المناسبة -وهي المشاركة فى مؤتمر عام لحزب- مناسبة مبهجة أكثر من كونها محزنة وقد حولتها هالة -عبر مفاجأة كاملة- الى مناسبة محزنة. الواقع لا حاجة البتة للاستغراب مما أقدمت عليه هالة التى بذلت ما في وسعها قبل عام ونيف للجمع بين كل من زعيم المؤتمر الشعبي وزعيم الأمة القومي، الترابي والمهدي، ونجحت -الى حد ما- وقتها فى إجراء مصالحة بينهما، إنما فعلت ذلك بوحي من شعورها أن فقدان التحالف للحزبين الكبيرين بالنسبة لبقية أحزاب المعارضة، هو فقدان للوجود دون شك. والآن بدا على الأفق أن كل من الأمة القومي والشعبي يقتربان اقتراباً كبيراً من التوافق مع الوطني مغادرين مقاعد التحالف المعارض الأمر الذى أثار إحباطها وهي دون شك محقة، فلماذا ...