الأمة القومي وصراع يمس (الشرف) و (الأمانة)!
حزب الأمة القومي بزعامة السيد الصادق المهدي يعيش حالياً أزمة تنظيمية طاحنة، الاحتمالات بشأن مآلاتها مفتوحة, ولعل أصدق دليل على خطورة الأزمة وعمقها أن المهدي – وبأعصاب متوترة غير معهودة عنه – ألقى باللائمة على الصحف السودانية والصحفيين وطعن طعناً مباشراً فى مهنية الصحفيين والصحف التى تناولت الأزمة. وقبل الخوض في تفاصيل ووقائع الأزمة تشريحاً وتوضيحاً، فإن من المهم ملاحظة أن المهدي وعلى غير المعتاد انتهج أسلوب النفيّ المطلق لكل ما طرحته وسائل الإعلام، والنفي المطلق لدى المشتغلين فى المجال القانوني؛ في أفضل الأحوال سلاح ذو حدين، فإمّا أن يجد التصديق من المستمعين فقط اعتماداً على عبارات ومكانة من يدلي بها؛ أو المجاملة أو تكذبه المستجدات والوقائع اللاحقة فيصبح النفي فى هذه الحالة مجرد محاولة للتغطية ريثما يتم تدارك الأمور! وهكذا ففي الحالتين فإن النفي يظل سيفاً مسلطاً على رقبة زعيم الحزب لأن من المستحيل تماماً - مهما اجتهد الرجل في (ملاحقة الصحفيين) والتقرب إليهم ووضع هيبته الشخصية فى الميزان، أن يجد حديثه هذا وزناً يضاهي الأحداث الناطقة التى حدثت بالفعل داخل المكتب السياس...