المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2013

الأمة القومي وصراع يمس (الشرف) و (الأمانة)!

حزب الأمة القومي بزعامة السيد الصادق المهدي يعيش حالياً أزمة تنظيمية طاحنة، الاحتمالات بشأن مآلاتها مفتوحة, ولعل أصدق دليل على خطورة الأزمة وعمقها أن المهدي – وبأعصاب متوترة غير معهودة عنه – ألقى باللائمة على الصحف السودانية والصحفيين وطعن طعناً مباشراً فى مهنية الصحفيين والصحف التى تناولت الأزمة. وقبل الخوض في تفاصيل ووقائع الأزمة تشريحاً وتوضيحاً، فإن من المهم ملاحظة أن المهدي وعلى غير المعتاد انتهج أسلوب النفيّ المطلق لكل ما طرحته وسائل الإعلام، والنفي المطلق لدى المشتغلين فى المجال القانوني؛ في أفضل الأحوال سلاح ذو حدين، فإمّا أن يجد التصديق من المستمعين فقط اعتماداً على عبارات ومكانة من يدلي بها؛ أو المجاملة أو تكذبه المستجدات والوقائع اللاحقة فيصبح النفي فى هذه الحالة مجرد محاولة للتغطية ريثما يتم تدارك الأمور! وهكذا ففي الحالتين فإن النفي يظل سيفاً مسلطاً على رقبة زعيم الحزب لأن من المستحيل تماماً - مهما اجتهد الرجل في (ملاحقة الصحفيين) والتقرب إليهم ووضع هيبته الشخصية فى الميزان، أن يجد حديثه هذا وزناً يضاهي الأحداث الناطقة التى حدثت بالفعل داخل المكتب السياس...

سقوط الجبهة الثورية

صورة
 الجبهة الثورية ما حدث في شمال كردفان يثير الدهشة والاستغراب من نواحي متعددة أولها ان الجبهة الثورية أرادت أن تقول ان يدها طويلة وتستطيع ان تنقل المعارك الي شمال كردفان والي الطريق القومي الذي يربط غرب السودان بوسط وشمال السودان إلا أنها اتخذت أسلوباً خسيساً ينم عن ضعف وعدم مسؤولية تجاه نفسها أولاً حيث قدمت نفسها علي أنها عصابات للنهب والسلب واعتداء علي المواطنين العزل وتدمير المنشآت ومواقع الخدمات ولو كانت الجبهة الثورية تريد ان تقدم نفسها لأهل السودان علي أنها تعمل هذا العمل المسلح لأنها تريد ان تصل للحكم لخدمة أهل السودان لحافظت علي مواقع الخدمات حتي تستفيد منها عندما تصل للحكم ولو أنها أرادت ان تقول للمواطن أنها تعمل كل هذا العمل المسلح من اجله لما اعتدت عليه وعلي ممتلكاته وهو اعزل ثم أخذت حقوقه وسلبته وأوقفت الباصات السفرية وجردت ركابها من ممتلكاتهم ولم تواجه القوات المسلحة فكأني بها تستهدف المواطن وممتلكاته والمنشآت الخدمية بهدف ترويع المواطن والتضييق  عليه. البعد الثاني والأهم أنها أرادات أن تجعل المفاوضات مع قطاع الشمال من موقع قوة وهي لم تست...

الأمة القومي .. مواجهة عواصف الداخل والخارج

الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي رغم أن حزب الأمة القومي ضمن قلة نادرة من الأحزاب الكبيرة التي تعقد مؤتمراتها العامة بانتظام، إلا أن مؤتمره العام الأخير الذي عقده في أواخر فبراير ومطلع مارس من العام 2009 ، شهد تجاذبات كبيرة لا تزال آثارها تثور بين الفينة والأخرى. فالأمين العام محمد إسماعيل صديق الذي كان يتكيء على مساندة رئيس الحزب الصادق المهدي، كان مرفوضاً من قبل التكتلات التي تدعو لإسقاط النظام، باعتبار أن إسماعيل من المؤيدين للحوار مع الحكومة، وقد كان ضمن اللجنة المفوضة للتحاور، ومن تصريحاته آنذاك أن الطرفين اتفقا على القضايا محل الحوار بأكثر من «80%»، ولما كان التيار العام الرافض لمخرجات المؤتمر يشكك في جميع الأجهزة التي قدمتها اللهيئة المركزية ، مضت أجهزة الحزب في مسارها لا تلوي علي شيء، مستندة لدستوريتها التي رفضتها جماعة«التيار» إلى أن تعقدت الأوضاع داخل الحزب على نحو دفع لعقد اجتماعات الهيئة المركزية في أبريل 2012  والتي تمخض عنها سحب الثقة عن إسماعيل وانتخاب الأمين إبراهيم كأمين عام للحزب، وما لبث إبراهيم نفسه أن واجهته العقبات في تشكيل قي...

السودان وقطر .. فرص الاستثمار المتاحة

صورة
العلاقات السودانية القطرية أزلية ومتطورة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وخاصة الاستثمارية حيث لجأت الشركات القطرية الى تنفيذ مشاريع استثمارية عديدة بالبلاد فى مجالات الزراعة حيث تنفذ شركة حصاد القطرية مشروعا زراعيا بولاية سنار، وفي مجال الثروة الحيوانية تقوم شركة مواشي القطرية بالاستثمار فى مجال الانتاج الحيواني بالبلاد لتغطية احتياجات السوق القطري من اللحوم والمواشي السودانية وبدأت في تصدير المواشي واللحوم الى قطر منذ عيد الاضحى الماضي ، كما تقوم شركة الديار القطرية بالاستثمار في مجال العقارات باقامة المجمعات السكنية الاستثمارية بالخرطوم كمشروع مشيرب الذي يقع على ضفاف النيل الازرق الخالد بالخرطوم بحري ويضم ثماني بنايات ضخمة كسكن استثماري ، حيت بدأت في تسليم عمارتين سكنيتين الى اصحابها، بينما دخلت شركة بروة القطرية الاستثمار في المجال العقاري بولاية الجزيرة في مشروع مدينة دريم لاند السكنية التي يمتلكها رجل الاعمال المصري احمد بهجت بالحصول على مساحة في المدينة السكنية تعكف الآن على استثمارها، كما دخلت عدد من الشركات القطرية الاخرى الاستثمار في مجال الادوية بالبلاد...

ماذا بعد انخفاض الدولار...؟

منذ انفصال الجنوب فى يوليو من العام 2011م، ظَلّ ارتفاع أسعار الدولار هاجساً يؤرق الإدارة الاقتصادية بالبلاد، التي تارةً تهدد بمحاربة تجارة العملة والمضاربين في الدولار وتتوعّدهم بعقوبات رادعة، وأحياناً تتوعدهم بضخ كميات كبيرة من الدولار حصلت عليها من دول صديقة أو شقيقة، وأحياناً تؤكد أن الاحتياطي من النقد الأجنبي في حد الأمان وكافٍ لتوفير احتياجات البلاد من السلع والخدمات لمدة ثلاثة أشهر.. وكل تلك التصريحات من الإدارة الاقتصادية بالبلاد على مستوى وزارة المالية وبنك السودان لديها انعكاساتها السلبية والإيجابية على اسعار الدولار التي تنخفض تارةً وترتفع تارةً اخرى، بينما ظلت اسعار السلع الأساسية تواصل ارتفاعها باستمرار نتيجة لأسباب عديدة في مقدمتها ارتفاع اسعار الدولار، وضعف الإنتاج، ومضاربات التجار والممارسات الخاطئة من احتكار وافتعال للندرة، وضعف الرقابة على الأسواق المحلية. ولكن بعد توقيع اتفاق التعاون الشامل بين السودان وجنوب السودان الخميس الماضي بأديس أبابا استجابت سوق النقد الأجنبي بالبلاد لتداعيات هذا الاتفاق بانخفاض فوري في أسعار الدولار بالسوق الموازي، كما طبّق ب...

الدكتور كمال حنفي .. الوجه الآخر الذي لا يعرفه عنه الناس ولا المسئولون!!

مقال يفيض حزناً كتبه النطاسي البارع الاستشاري د. كمال ابراهيم عامر يرثي فيه صديقه وزميله الراحل د. كمال حنفي لما فيه من معلومات ومواقف جمعت بين كمال عامر والراحل نتيح مساحة «على كل» لنشر ما خطه يراعه في وداعية للراحل... محمد عبدالقادر الدكتور كمال حنفي طبيب وإداري متميز زاهد في عمله مخلصا لوطنه وتنظيمه الذي انحدر منه . في نهاية سنة 1989م تم نقلي من الخرطوم إلى حلفا الجديدة لإنشاء أول قسم للأذن والأنف والحنجرة بأرض البطانة.. وكان الدكتور كمال حنفي مديرا طبيا لمستشفى حلفا الجديدة وهو الذي رشحني أن أكون مديرا عاما لمستشفى حلفا الجديدة ، عملنا سويا بجهد وإخلاص لتطوير المستشفى!! في عام 1989م كان إضراب الأطباء الشهير ضد الإنقاذ لولا حنكة الدكتور كمال لكان كل أطباء الشرق في السجون .. وكان نائب الحاكم بالشرق بكسلا الدكتور بشرى العبيد طبيب الأسنان، حينما تم اعتقال الأطباء الذين اضربوا عن العمل بحلفا الجديدة وكسلا والقضارف ، استأذن مني الدكتور كمال انه ذاهب لمقابلة نائب الحاكم للتوسط لإطلاق سراح الأطباء .. وحصل شلل تام بالمستشفيات خاصة مستشفى حلفا الجديدة التي لم يكن بها شارع مسف...

المطلوب الكشف عن اسماء المعتدين على المال العام

منذ فترة طويلة .. ظللنا نكتب عن ضرورة نشر وكشف أسماء الأشخاص الذين يعتدون على المال العام مهما كان حجم المال الذى إعتدوا عليه ... ومهما كانت تلك الأسماء . لكن يبدو أن وزارة العدل وكافة اللجان التى شكلها مولانا دوسه للتحرى مع الذين يعتدون على المال تنتهج فقه السترة ... حتى ضاعت من خزينة الدولة الملايين الكثيرة .وكان الغرض من مطالبتنا بكشف أؤلئك المعتدين ، حتى يكونوا عظه لغيرهم . وبعض هؤلاء موجودون فى السودان ... يحميهم من يحبهم ، وبعضهم يسافر إلى دبى وموسكو وعدد من الدول التى ليس بينها وبين السودان إتفاقية لتبادل المجرمين . المسأله لم تكن بحاجة إلى توجيه رئاسى يصدر من الرئيس شخصياً إلى وزارة العدل ... لأن هذا من صميم عملها ... وأعتقد أن أسماء كثيرة سوف لن تظهر من الذين نهبوا المال أو اعتدوا عليه . الرئيس كان حازماً وشدد على ضرورة ردع ومحاسبة أية جهة تمس المال العام من غير وجه حق ... داعياً وزارة العدل لإقامة التشريعات بما يحفظ المال العام . مؤكداً حرصه وحرص الدولة على الحفاظ على المال العام لأنه مال يخص كل أهل السودان ، وأى جزء من هذا المال يتسرب إلى أية جهة غير مستحق...

د. الترابي واعظاً رياضياً وسياسياً!

صورة
" نعم إذا كانتُ مؤمن بالله، ألا يراقبني الله؟ لم أقف فى لعبي خلف المدافعين فالذي يدخل البيوت يدخلها من أبوابها، هكذا قال الله، هي منافسة مباشرة ومن خلالها تسجل هدفاً، تسجل أنت أو الآخر ليست لدي مشكلة. كنت ألعب بروح الجماعية وإذا هزمنا لا أغضب, كنت أرى المنافس كان الأفضل. لا بد أن يتعلم السياسي الروح الرياضية ففيها فوائد للسياسة والاقتصاد" . أتجزئنا هذه فقرة التى من المؤكد أنها تضمنت سياقاً وعظياً من حوار ذي طابع اجتماعي تبسّطت فيه صحيفة اليوم التالي مع الدكتور الترابي زعيم المؤتمر الشعبي المعارض وحاول هو بطريقته التبسُّط مع الصحيفة والقراء. الطابع الاجتماعي والشخصي للحوار وأشتات السيرة الذاتية والمواقف والذكريات الشخصية للدكتور الترابي -لسو ء الحظ- ومع بعدها ومحاولة إبعادها عن السياسة إلا أنها فى خاتمة المطاف سواء أراد الشيخ الثمانينيّ أم لم يرد، لخصت ببراعة ما يمكن أن نطلق عليه أزمته السياسية فى الماضي والحاضر. أزمة رجل مع توفره على ذكاء وديناميكية قل نظيرها بين أنداده إلا أنه دلق عليها ما دلق من المتناقضات وشيء من الميكافللية والتي أفضت به فى حاضره الرا...

الشعبي.. عداوة دائمة!

فى الوقت الذي ظل يرتفع صوت المسئول السياسي للشعبي كمال عمر بالدولة لإسقاط النظام، يرتفع فيه صوت نائب الأمين العام – لذات الحزب – الدكتور عبد الله حسن احمد بضرورة الحوار مع النظام. ثم يعود الدكتور الترابي أمين عام الحزب ليحرض تحالف المعارضة لتبني خيار الإسقاط. وهنالك فى ألمانيا، يلتقي القيادي البارز بالحزب الدكتور علي الحاج بالنائب الأول للرئيس، الأستاذ على عثمان ويشرع في صياغة مبادأة، أو مبادرة سياسية تؤسس للحوار الذي سرعان ما دعت له الحكومة  وما تزال تدعو له حتى هذه اللحظة. ترى ماذا يجري داخل الشعبي الذى عرف بقبضة أمينه العام الدكتور الترابي الحديدية على تكتيكات الحزب وتحركاته؟ هل نحن أمام حالة انشطار سياسي غير معلنة أو لم تنضج بعد فى الحزب الذى شهد حالات تساقط متوالية منذ نشوئه فى العام 1999 لم يشهدها حزب مثله فى الساحة السياسة، برحيل أغلب إن لم يكن جل قادته الى الطرف الآخر ونعني المؤتمر الوطني؟ الواقع إن ما يشهده الشعبي هذه الأيام نتيجة طبيعية لطريقة إمساك الدكتور الترابي بالأمور وتمحور الأشياء كلها ودورانها حوله – وهي ذات النتيجة لمفارقات التاريخ وسخرياته – ...

هجوم كادوقلي الصاروخي .. على نفسه جنى قطاع الشمال

مرة أخرى  يعود متمردي قطاع الشمال إلى تهديد المواطنيين الأبرياء وتروعيهم فقد قامت قصف الحركة الشعبية قطاع الشمال أ (الجمعة) مجدداً مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان بأربعة قذائف (كاتيوشا)؛ مما أدى الى استشهاد (3) مواطنين وجرح (8)، فيما ردت القوات المسلحة على القصف وتعقبت المهاجمين. وكشفت مصادر (المجهر) أن مجموعة مكونة من (10) أشخاص تسللت من منطقة أم سردية يقودهم المتمرد "يعقوب كلكة" بعد تلقيهم تعليمات من "عبد العزيز الحلو" المتواجد بمنطقة "أم دورين"، وتوجيهه للقوة بمهاجمة "كادقلي" تزامناً مع وصول الرئيس "البشير" إلى "جوبا". وقال والي جنوب كردفان مولانا "أحمد هارون" إن الشهداء والجرحى جميعهم من المدنيين من النساء والأطفال والرجال. وكشف عن تسلل مجموعة من الحركة الشعبية من جهة "أم سردية" براجمات (الكاتيوشا) وأطلقت القذائف، مؤكداً أن القوات المسلحة تعاملت مع القصف وردت على تلك المجموعة ودحرتها بما أعاد للمدينة سكينتها. وقال إن القصف بلا قيمة عسكرية، وأضاف: (ولكنه يمثل رسالة سياسية مفادها أن ال...

زيارة البشير لجوبا... انتصار التيار الواقعي في البلدين

تعد الزيارة التي قام بها الرئيس عمر البشير إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، انتصاراً للتيار الواقعي في البلدين، فهي زيارة تبشر بانفراج سياسي بين الحكومة والمعارضة. فالتيار الواقعي الذي يقوده الرئيس البشير بنفسه يوفر ضمانات لعلاقات جيدة مع جنوب السودان، فالمجتمع الدولي يعلم، أن ذهاب التيار الواقعي في كلا البلدين يعني سيطرة المتشددين. كما أن  زيارة البشير إلى جوبا كانت  انتصارا أيضاً لتيار واقعي داخل حزب «الحركة الشعبية» الحاكم في جنوب السودان على «تيار أيديولوجي ما زال يحلم بسودان جديد»، فهذا التيار الأيديولوجي هو من تمسّك باسم جنوب السودان لدولة الجنوب الوليدة، ولا يزال يحتفظ باسم حزبه «الحركة الشعبية لتحرير السودان» و «الجيش الشعبي لتحرير السودان». والشاهد ان البلدين تمكنا في مارس المنصرم من إبرام صفقة يتم بها استئناف تدفق النفط الجنوبي عبر الأنابيب الناقلة للنفط في السودان وحال سريان النفط في أوردة الناقل السوداني يبدأ الإذن العملي في إجراءات نزع فتيل التوتر الذي يخيم علي العلاقات بين الجارتين وضربة البداية هذه والتي تستمد مشروعيتها من حزم مصفوفة اتفاق  أديس...

اللقاءات الرئاسية بين جوبا والخرطوم... دارسيه جدوى سياسية!

في الثقافة السياسية السائدة لما اصطلح علي تسميتها بدول العالم الثالث فإن القمم الرئاسية بين رئيسي دولتين تظل دائماً الآلية الأكثر فاعلية فى انجاز المطلوبات السياسية وصار من المألوف -استناداً الى هذه الثقافة- ألا تنحل عقد ولا تنصلح أمور وأحوال إلا عبر لقاء رئيسيّ الدولتين وانخراطهما فى محادثات مطولة، فى الغالب تنحصر بينهما وحدهما، وفى الغالب أيضاً يصبح ما يتوصلان إليه هو أقصى درجات الحل. الرئيسين البشير وكير التقيا كثيراً منذ أن وقع الانفصال قبل نحو من عامين وحظيت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بلقاءات كثيرة بينهما أشهرها بالطبع اللقاء الذى أسفرت عنه اتفاقية التعاون المشترك الموقعة فى 27 سبتمبر 2012 والتي أصبحت منذئذ المفتاح الذهبي و( الماستر كي) لمجمل القضايا الخلافية بين الدولتين. وبطبيعة الحال الأمر على خلاف ذلك فى الدول الأخرى الأكثر تقدماً حيث تكون القمم الرئاسية فقط لأغراض وضع اللمسات الأخيرة وأحياناً لمجرد التوثيق التاريخي لقضايا جرى طحنها طحناً بواسطة خبراء من الجانبين لأشهر أو حتى سنوات. ومن المهم هنا أن نشير الى أن  التجربة -والتجربة هي دائماً خير برهان كم...

مؤتمر المانحين فى الدوحة إشعال شمعة فى الظلام!

مع أن العديد من الدول الغربية -مثل كندا والولايات المتحدة- حرصت فى مشاركتها فى مؤتمر المانحين بالدوحة على (لعن الظلام) بدلاً من إشعال شمعة كما يقول المثل الغربي المعروف إلا أن مجمل ما خرج به المؤتمر فى خاتمة المطاف يمكن اعتباره أمراً ايجابياً. وبالإمكان هنا تعداد العديد من المزايا السياسية التى أمكن تحقيقها فى المؤتمر. فمن جانب أول تمكن السودان -بدعم دولة قطر الشقيقة وجهدها المخلص- من إجراء نقلة نوعية، تم بها نقل الأزمة فى دارفور من خانة الأزمة الأمنية المستحكمة التى –بحسب رؤى المجتمع الدولي– تحتاج لاستجلاب قوات مراقبة وحفظ سلام وممارسة ضغوط على الحكومة السودانية وملاحقات قضائية، الى خانة الأعمار والتنمية وخلق بيئة مواتية للاستقرار. هذه النقلة يمكن اعتبارها اكبر نقلة تتحقق فى دارفور منذ اندلاع أزمتها قبل نحو من أكثر من عقد من الزمان، إذ أن كل الذي سبق هذا المؤتمر كان يدور حول إجراءات وعقوبات، وقرارات دولية أضرت كثيراً جدا بقضية الإقليم بأكثر مما أفادته، حتى قوات حفظ السلام المشتركة (اليوناميد) زادت من طين الوضع الأمني بلاً حين أصبحت موضع ريبة جراء حوادث عديدة جرت معه...

تعدد الاتفاقات السلمية فى دارفور بين السالب والموجب

يأخذ العديد من المراقبين على الحكومة السودانية تفاوضها مع فصائل دارفورية منشقة من حركاتها الرئيسة. البعض يعتقد أن في ذلك تجزئة غير مقبولة لحل الأزمة. وهنالك من يعتقد -بشيء من سوء النية- أن الحكومة السودانية تفضل تجزئة الحلول ويناسبها انشقاق الحركات المسلحة وتشرذمها. هناك أيضاً من يعتقد أن منتهى مقصد الحكومة السودانية هو ألا تلتزم بشيء فى نهاية المطاف، وهكذا، كثيراً ما ترد هذه المآخذ باستمرار ضد الحكومة ظناً من البعض أن الحكومة لا تريد حلاً شاملاً للأزمة. ولكن من المهم وقبل الغوص فى هذه النقاط المهمة أن نشير الى حقيقة من البداهة بحيث يصعب حتى على خصوم الحكومة أن ينكرونها وهي أن الحركات الدارفورية المسلحة –وعلى النقيض تماماً من تجربة الحركة الشعبية فى جنوب السودان وجبهة الشرق وفي شرق السودان– لم تتأسس منذ البداية على قضية واضحة المعالم أو لأسباب موضوعية يمكن التعامل معها حتى بغض النظر عما إذا كانت واقعية أم غير واقعية . أزمة الحركات الدارفورية المسلحة أنها نشأت أول ما نشأت على مبدأ (قطع الطريق) ولسنا فى حاجة للتذكير بما عرف بالنهب المسلح فى أواخر ثمانينات وتسعينات الق...

المهددات الحقيقية للحل السياسي الشامل!

بالطبع لن يكون الأمر سهلاً وميسوراً، أن يلتئم شمل القوى السودانية السياسية بالسرعة المطلوبة وبالمعطيات والمواصفات المرغوبة؛ وهذا مرده ليس فقط لوجود قوى سياسية معارضة تنظر الى أبعد من موائد الحوار وقاعاته وترغب فى أن تخلو لها الساحة من خصمها اللدود المؤتمر الوطني، ولكن لأن هنالك قوى خارجية هي من الأساس من عملت على تأزيم الأزمة بأكثر مما هي عليه إذ لم يحدث في التاريخ السياسي السوداني الحديث والقديم أن احترب السودانيون بكل هذا القدر ممن السفور والحدة والمبالغة فى العداء والخصومة. ولهذا فإن المهددات التى تجابه العملية السلمية الشاملة التى بدت نذرها فى الأفق عديدة وقد لا تقع على حصر، نشير الى بعضها هنا، على سبيل المثال فقط وليس الحصر. يأتي فى مقدمة هذه المهددات الاعتقاد الخاطئ –لدى بعض القوى الدولية ودول الإقليم المجاور – إن من الضروري إخراج القوى السياسية الحاكمة وفي مقدمتها المؤتمر الوطني ليس من السلطة فحسب ولكن من مجمل المعادلة السياسية العامة مخافة ترسيخ الطابع الإسلامي فى المنطقة فى ظل ما أفرزته ثورات الربيع العربي التى جاءت مخيبة لآمال الكثيرين وفي مقدمتهم الولايا...

فك الارتباط.. مصداقية جوبا على المحك!

من السهل على الحكومة الجنوبية -سواء بحسن نية أو بسوء نية- أن تقول أنها قد فكت ارتباطها بالحركة الشعبية قطاع الشمال، ففي النهاية فإن القول باللسان لا يكلف شيئاً، ولكن هل يصلح ذلك ويكفي لترجمته عملياً على أرض الواقع؟ هذه فى الحقيقة هي أم المعضلات فى الشأن السوداني الجنوبي فمجرد القول بفك الارتباط لا يعني أي شيء، فقد رددت جوبا هذا القول منذ العام 2011 وما فتئت تردده فى كل مناسبة بينما يشي الواقع بشيء آخر تماماً، إذ انه وعوضاً عن العديد من الأدلة والشواهد التى لا تحتاج الكبير عناء لإدراك وجود هذا الارتباط وبقوة، فإن منظمة دولية مقرها جنيف أوردت تقريراً ضافياً وتفصيلياً مؤخراً أكدت فيه أن قطاع الشمال والمتمردين بجنوب كردفان يتلقون تسليحاً ودعماً لوجستياً مستمراً من الحكومة الجنوبية. وقالت المنظمة التى تدعى (منظمة مسح الأسلحة الصغيرة) فى تقريرها أنها أجرت دراسة متأنية استقصائية ثبت لها من خلالها أن متمردي جنوب كردفان يتلقون الغذاء والوقود والسيارات العسكرية وكافة أشكال الدعم الجنوبي من الحكومة الجنوبية بانتظام . ليس ذلك فحسب ولكن الدراسة كشفت عن وجود معسكرات للمتمردين، خ...

حلايب .. منطقة التكامل السوداني المصري

من ايجابيات زيارة الرئيس المصري الأخيرة غلى السودان هو تحريك ملف حلايب الذي ظل تناوله والحديث حوله محاطاً بسياج من التكتم والحساسية العالية طوال العقدين الماضيين اضفت عليه هالة من الغموض خاصة بعد أن فرضت سلطات (مبارك) ما يعرف بسياسة الأمر الواقع في المنطقة عبر القوة العسكرية. فلم يمض وقت طويل على ذهاب الرئيس المصري السابق حسني مبارك عقب ثورة شباب الانترنت، حتى عاد ملف العلاقات السودانية المصرية الى سطح الاحداث من جديد ومن خلال نفس النقطة (حلايب) التي ظلت تمثل العقدة الاساسية في تلك العلاقة، خاصة ان فتح ملف حلايب في هذا التوقيت يراه البعض غير مناسب خاصة عند النظر الى الاوضاع السياسية في مصر التى لم تتحدد ملامحها بعد، فالحكومة الحالية في مصر والتي يقود دفتها الجيش تعتبر بمثابة حكومة تصريف أعمال الى حين الفراغ من اعتماد دستور جديد، وقيام مؤسسات سيادية بامكانها التعاطي والبحث في القضايا الخلافية في موضوع حلايب. وظلت قضية حلايب منذ الاستقلال أزمة نائمة بين البلدين الشقيقين لم تحسم طوال النصف قرن الماضي، تقوم بإيقاظها الحكومة التي تريد أن تتوتر العلاقات بين البلدين إلا أنها ل...

أيُّ الكفتين هي الأرجح حالياً في دارفور، السلمية أم الحربية؟

إتفاقية الدوحة بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة بالتزامن مع مؤتمر المانحين المنعقد بالعاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي أنجزت الحكومة السودانية لتوها اتفاقاً سياسياً – وفق وثيقة الدوحة – مع فصيل رئيس ومهم من حركة العدل والمساواة، بحيث يمكن القول موضوعياً إن كفة الموقعين على اتفاق سلام بشأن دارفور تبدو أكثر رجحاناً من كفة أولئك الذين لم يوقعوا بعد . قد يبدو من على البعد، سواء بفعل الدعاية الغربية الكثيفة، أو بفعل الصدامات العسكرية التى تقع من حين لآخر بين بعض حملة السلاح فى دارفور والحكومة السودانية إن حجم القوى المسلحة التى لم توقع بعد على اتفاقية سلام دارفور أكثر أو أعلي صوتاً من الذين وقعوا. وظلت وما تزال هذه الأكذوبة -وهي في الواقع أكذوبة بكل ما تعنيه- تسيطر وتنطلي على الكثيرين. لدينا هنا من الشواهد والأدلة التى تؤكد إن كفة العملية السلمية هي الراجحة الآن رغم أن الأوضاع فى الإقليم لم تستقر استقراراً كاملاً أو مرضياً. أولى هذه الشواهد وأهمها نجاح السلطة الإقليمية لدارفور والحكومة المركزية وربما لأول مرة منذ اندلاع الأزمة – في خلخلة ولو نصف الجز...