الخارجية أوفت بما وعدت
انطلقت بقاعة الصداقة فعاليات مؤتمر سفراء السودان بالخارج
السابع تحت شعار» دبلوماسية اقتصادية لتعزيز السلام والتنمية « ويبحث
المؤتمر علي مدي ثلاثة أيام العديد من القضايا الاقتصادية والاستثمارية
والتجارية وقضايا
العون التنموي والأمن الغذائي بجانب قضايا السودان في الأمم المتحدة
والمنظمات الاقليمية ومنطقة التجارة العالمية ويأتي المؤتمر في ظل متغيرات
خارجية واوضاع اقتصادية داخلية دفعت الحكومة الي اجراءات تقشفية بينها
تخفيض البعثات الدبلوماسية وطلب وزارة الخارجية من السفراء المشاركين تحمل
نفقات اقامتهم في الخرطوم خلال فترة المؤتمر .
إشادة بالدبلوماسية
أشاد النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء الفريق اول ركن بكري حسن صالح بالأدوار العظيمة التي ظلت تضطلع بها الدبلوماسية السودانية في تطوير علاقات السودان الخارجية والاسهام مع المؤسسات الأخري المعنية في المحافظة علي أمن البلاد وسلامتها وصيانة مصالحها.
وقال لدي مخاطبته المؤتمر ان وزارة الخارجية أوفت بما وعدت وتمكنت من تحويل العديد من التحديات الي سوانح وسط بيئة اقليمية ودولية غير مواتية.
واشار الي الاستهداف الذي ظلت تتعرض له البلاد مبينا أن انعقاد المؤتمر تحت شعار «دبلوماسية اقتصادية من أجل السلام والتنمية « ، يعد مؤشرا علي تسنم قضايا الوطن مكان الصدارة باعتبار أنه يمثل البرنامج الذي تتبناه حكومة الوفاق الوطني وتعمل علي انفاذه.
ووجه النائب الأول لرئيس الجمهورية جهات الاختصاص بدعم مخرجات ونتائج المؤتمر حتي تتمكن الديبلوماسية السودانية من القيام بدورها في زيادة حجم التبادل التجاري وجذب الاستثمارات الخارجية و العمل التنموي.
وقال ان السودان بموقعه المتميز ونشاطه الكبير يشكل محورا أساسيا لارساء السلام والاستقرار في المنطقة انطلاقا من انتمائه العربي والأفريقي وبصفته عضوا فاعلا في الاسرة الدولية.
دعوة لحاملي السلاح
و جدد النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن بكري حسن صالح الدعوة لحاملي السلاح للانضمام لمسيرة السلام والحوار التي انتظمت البلاد.
وأوضح أن السياسة الخارجية تبدأ بلاشك من ترتيب الشؤون الداخلية، مشيرا الي النجاح الذي تحقق بتشكيل حكومة الوفاق الوطني كاحدي ثمرات الحوار السياسي الشامل الذي دعا له المشير عمر البشير رئيس الجمهورية في مطلع العام 2015، وأضاف « ولهذه الغاية نمد أيادينا بيضاء لاخواننا حاملي السلاح» ، وقال ان انعقاد هذا المؤتمر يأتي متزامنا مع احتفالات البلاد بالذكري الثانية والستين للاستقلال وكذلك الذكري 62 لانشاء وزارة الخارجية ، مبينا أن ذلك يمثل فألا حسنا لاستلهام العبر الوطنية.
وأضاف أن السودان يعول علي الدبلوماسية السودانية باعتبار أنها الفن والعلم لادارة التواصل بين الدول لاتمام عملية الحوار وعقد الصفقات التجارية وتوقيع المعاهدات الدولية فضلا عن أنها فن الحوار والمخاطبة من أجل التوصل الي أكبر قدر من المكاسب
التزام وتنفيذ
وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية التزام رئاسة الجمهورية بتنفيذ مخرجات وتوصيات المؤتمر لجهة دعم وترقية العمل الدبلوماسي في البلاد وقال ان السودان يعول كثيرا علي دور الدبلوماسية وسفراء السودان لدرء مخاطر الاستهداف الخارجي وجلب المنفعة لمواطنيه، مؤكدا التزام رئاسة الجمهورية بدعم وزارة الخارجية لتحقيق هذه الغايات.
وأوضح ان السودان يعمل بفاعلية ويبذل جهودا مقدرة لتطبيع الاوضاع في كل من جنوب السودان وليبيا والصومال وتقريب وجهات النظر بين اثيوبيا ومصر في مفاوضات سد النهضة، فضلا عن تعزيز التعاون البناء في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية مع العالمين العربي والافريقي بجانب المشاركة في عاصفة الحزم لاعادة الشرعية في اليمن الشقيق.
وقال ان السودان سيواصل الحوار مع الولايات المتحدة والدول الاوروبية لتحقيق التطبيع الكامل للعلاقات مع هذه الدول فضلا عن الاضطلاع بأدوار نشطة مع دول الجوار.
مواكبة المتغيرات
ومن جانبه قال وزير الخارجية بروفسيور ابراهيم غندور ان الوزارة عملت على استئناف مؤتمر السفراء في العام 2016 لمواكبة المتغيرات والتحولات الواسعة في العلاقات الدولية.
وأشار الي أن المؤتمر السابع يهدف الي الخروج بمخرجات وتوصيات تجسد خبرات وتجارب وممارسات سنين طويلة للسفراء تحدد مجالات التحرك المستقبلي للخارجية في الساحة الدولية التي تشهد بصفة يومية مزيدا من التغيرات والتحولات والتعقيدات التي تحتاج الي عمل جبار ومواكبة للخوض فيها تحقيقا للمصالح الوطنية للسودان .
وأضاف غندور أن شعار المؤتمر جسد دور الخارجية في خلق المبادرات وشحذ الأفكار والهمم لتحقيق السلام والتنمية الاقتصادية والدور الذي يمكن أن تقوم به الخارجية في المرحلة المقبلة في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع العالم الخارجي .
تحديات
و أكد بروفيسور ابراهيم غندور أن أبرز تحديات السياسية الخارجية السودانية حالة الاقتصاد السوداني وقدرته على الاندماج في الاقتصاد الدولي وان الدبلوماسية السودانية تمثل أهم الأدوات الفاعلة التى تلعب دورا محوريا في المحافظة علي مصالح البلاد وسيادتها وأمنها القومي ومواردها الاقتصادية وبسط السلام وتحقيق التنمية في ربوعها .
وأشار الى أهمية السلام في تحقيق التنمية الاقتصادية ، قائلا «ان السلام الذي ننشده ماهو الا مقدمة ضرورية ولازمة للانطلاق بالسودان نحو اعادة البناء والتعمير وتحقيق التنمية المستدامة عبر دبلوماسية التنمية الهادفة الي استقطاب الدعم الفني وجذب الاستثمارات الأجنبية ونقل التكنولوجيا والأبحاث العلمية وبناء القدرات للشباب والعاملين وفتح فرص الدراسة والتحصيل والتدريب في الدول المتقدمة .
توجيه للبعثات
ووجه غندور البعثات الدبلوماسية بالخارج بضرورة القيام بدورها الأساسي والمحوري في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة و تطوير التبادل التجاري وتنشيط عمل اللجان الوزارية ذات الطابع الاقتصادي واهتمام لجان التشاور السياسي بالجانب الاقتصادي وتوقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التجارية والاقتصادية بجانب تكوين المجالس المشتركة لرجال الأعمال.
وأكد غندور علي ضرورة الاستمرار في تقييم تنفيذ توصيات المؤتمر السادس لسفراء السودان وأهمية طرح أفكار جديدة للمؤتمر الحالي وعدم تكرار المواضيع التي جري بحثها سالفا واجراء جرد حساب لما تم انجازه من توصيات.
وأضاف أن المؤتمر سيبحث دور الدبلوماسية في التجارة وجذب الاستثمارات الخارجية بمشاركة من المسؤولين الاقتصاديين ، وقال نأمل في تضافر الجهود لايجاد الحلول للعوائق أمام هذا المسعي بالتعاون مع الجهات المعنية الاخرى حتي يتمكن اقتصادنا من المنافسة وجذب استثمارات عربية وأجنبية تسهم في نهضة تنموية شاملة وتحقيق المنفعة المتبادلة .
وأضاف أن التحرك الدبلوماسي خلال الفترة القادمة يجب أن ينصب نحو العمل الاقتصادى بالتركيز على الترويج للمنتجات السودانية وجذب الاستثمارات الأجنبية وفق خطة تحرك مدروسة للوزارة وبعثاتها بالتنسيق مع الجهات المختصة .
استراتيجية شاملة
و قال غندور ان وزارته تعكف على وضع استراتيجية شاملة لعلاقات السودان بأفريقيا وذلك لما تمثله من أهمية قصوى للسودان، وأضاف الذى بدأ اليوم بالخرطوم قائلا « انصب اهتمامنا وتركيزنا علي القارة الافريقية من خلال خطط التحرك الفاعل وخطة التوسع الدبلوماسي بفتح مزيد من السفارات في عدد من دول القارة بجانب تعزيز دبلوماسية القمة ودبلوماسبة قيادة الوزارة وتحركات كبار المسؤولين من أجل تأمين مشاركة السودان الفاعلة في كافة المنابر والفعاليات الأفريقية» .
وقال ان الدبلوماسية السودانية عملت على تأسيس علاقات مع دول الجوار كافة تقوم علي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل لتكون الحدود مناطق تعاون وتبادل منافع بدلا عن الصراعات والنزاعات وقد كسب السودان الدعم الكامل والمساندة من المجموعتين الافريقية والعربية فيما يتعلق بقضايا السودان خاصة قضية المحكمة الجنائية ، مشيرا الي التعاون مع الاتحاد الافريقي في اطار عملية تحقيق السلام كما توجد علاقات تعاون مستمر مع المنظمات شبه الاقليمية .
وأردف غندور بالقول ان السودان واصل اهتمامه بمحيطه العربي والتفاعل مع قضاياه وأزماته المختلفة في كل من سوريا واليمن وليبيا ، وأكد أن علاقات السودان مع الدول العربية تشهد تطورا وتصاعدا ملحوظا وتتواصل المساعي لنزع فتيل الأزمات التي طرأت في الآونة الأخيرة . وقال نسعى في المقام الأول الي الحفاظ علي مصالحنا وحقوقنا المشروعة.
علاقات بخطى ثابتة
وأشار غندور الي العلاقات مع قارة آسيا وقال انها تسير بخطى ثابتة نحو التطور والازدهار وتحقيق الشراكة الاقتصادية والتجارية والتى تأتي بالمصلحة المشتركة للطرفين خاصة الصين اضافة الي تنسيق المواقف مع عدد من دولها في المحافل الاقليمية والدولية .
وأكد غندور أن علاقات السودان مع الاتحاد الأوروبي والدول الأوربية شهدت تطورات ساهم فيها التواصل المستمر بين السودان وتلك الدول منفردة ومع الاتحاد الأوروبي ككتلة واحدة والقناعة التي تولدت لدي تلك الدول بالدور المحوري الذي يمكن ان يلعبه السودان في تحقيق الاستقرار والسلام في الاقليم، مشيرا الي زيارة الرئيس البشير الي روسيا والتي نتج عنها التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية في العديد من المجالات وزيارة الرئيس التركي للسودان حيث أثمر الاتفاق انشاء مجلس تنسيق استراتيجي بين البلدين وعدد من الاتفاقيات الثنائية.
وقال غندور ان الخارجية تهتم كثيرا بالتعاطي الايجابي مع القضايا الدولية مثل المياه والبيئة وحقوق الانسان والتهريب والاتجار بالبشر بحسبانها قضايا ذات بعد دولي .
وقال ان السودان ظل شريكا فاعلا في الجهود الدولية لمكافحة الارهاب وقطع شوطا بعيدا علي المستوي الداخلي في مواءمة القوانين والتشريعات الوطنية لكي تتوافق مع القانون الدولي والصكوك ذات الصلة بمكافحة الارهاب .
وجدد غندور رفض السودان الكامل لمحاولات التسييس وانتهاك نصوص القانون الدولي علي النحو الذي يكتنف العلاقة بين مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية التي أثبتت التجارب أن التسييس وازدواجية المعايير قد تحولها الى آلية لاستهداف القادة الأفارقة دون غيرهم .
الدبلوماسية الاقتصادية
وقال وكيل وزارة الخارجية السفير عبد الغني النعيم ان مؤتمر السفراء سيركز على الدبلوماسية الاقتصادية دبلوماسية المال والأعمال والتنمية المستدامة .
وأضاف أن المؤتمر سيشتمل على عشرة محاور وهي سبل ترقية وتعزيز العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي فرص وتحديات الاقتصاد السوداني بعد رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية ودور الدبلوماسية في التجارة وجذب الاستثمارات الخارجية وقضايا السودان في الأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية ومنطقة التجارة العالمية والديون الخارجية والترويج للسياحة والآثار و السلام ومهددات الأمن القومي .
وقضايا العون التنموي ودور السودان في الأمن الغذائي ونظرة مستقبلية لسياسة السودان الخارجية، مشيرا الى أن المؤتمر سيناقش 14 ورقة عمل، كما سيناقش قضايا وتحديات السودان الخارجية .
وقال الوكيل آن الأوان أن نعظم الافادة من مناخ الأمن والاستقرار الذي ساد مناطق النزاع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وأن تركز الدبلوماسية على جذب الاستثمارات لهذه الولايات.
وأشار الى الحوار الجاد والعميق الذي شمل الدول الأوروبية والعلاقات المتصلة مع دول آسيا وأمريكا الجنوبية والعلاقات الحميمة مع الدول العربية والافريقية وتكثيف الجهود واحكام التنسيق وتعزيز الفعالية لزيادة الصادرات السودانية وجذب الاستثمارات الأجنبية وتواصل دورها المشهود في ايواء اللاجئين ومد يد العون الانساني والمساهمة في أمن وسلام العالم .
دبلوماسية مبادرة فاعلة
وقال المندوب الدائم للسودان في مجلس حقوق الانسان بجنيف مصطفى عثمان اسماعيل في تصريحات صحفية ان العالم اصبح كالقرية الصغيرة متأثرا ببعضه البعض والسودان لن ينعزل عن العالم اقتصاديا وسياسيا وامنيا والمتغيرات تجري بسرعة في الاقليم والعالم والسودان وعلى مستوى العالم لأول مرة نشهد خروج دولة من الاتحاد الاوربي لذلك ،لابد للسودان ان يضع سياسات للتعامل مع الاتحاد الاوربي وبريطانيا وامريكا التي يحكمها لأول مرة رئيس ضد العمل التعددي الجماعي في الوقت الذي كان فيه العالم يمضي نحو الدبلوماسية الجماعية والتعددية والالتزام بالقرارات الدولية ولأول مرة نجد في امريكا التوجه للأمركة بصرف النظر عن مصالح العالم الآخرى.
واضاف عثمان ان الاوضاع في دول الجوار تؤثر علي السودان ورأي اهمية قراءة ما يجري في سوريا واليمن وغيرها خاصة ان السودان مشارك في عاصفة الحزم «لابد ان نقرأ المستقبل القريب والى اين يجب ان تذهب استراتيجيتنا « مشيرا الي ان البلاد بحاجة الي دبلوماسية مبادرة فاعلة لجذب استثمارات وقروض وودائع من الخارج لمعالجة التحديات والوضع الاقتصادي الحرج.
وقال عثمان ان الدبلوماسية هي بوابة السودان في الخارج والمسئولة من عكس القضايا وان تتوحد رؤاها في الداخل ومن ثم تخرج للخارج وان تبحث عن قروض واستثمارات وتدافع عن السودان في وجه الجهات التي تريد تسييس حقوق الانسان لمحاصرة السودان.
وقال ان اهمية المؤتمر تأتي لتوحيد الرؤيا وتقديم كل سفير لتقرير لما يجري في منطقته والتحديات التي تواجهه وسياسة الدولة الموجود فيها وبعد توحيد الرؤيا يأتي اهل الاختصاص ليمكنوا الدبلوماسية من تقديم تلك المشاريع للخارج والتمكن من نقل ملفات السودان للخارج والدفاع عنها وعرضها بطريقة مرتبة ومنظمة وبهذه الطريقة تستطيع الدبلوماسية السودانية ان ترتقي الى مرافئ اعلى من خلال كفاءتها.
إشادة بالدبلوماسية
أشاد النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء الفريق اول ركن بكري حسن صالح بالأدوار العظيمة التي ظلت تضطلع بها الدبلوماسية السودانية في تطوير علاقات السودان الخارجية والاسهام مع المؤسسات الأخري المعنية في المحافظة علي أمن البلاد وسلامتها وصيانة مصالحها.
وقال لدي مخاطبته المؤتمر ان وزارة الخارجية أوفت بما وعدت وتمكنت من تحويل العديد من التحديات الي سوانح وسط بيئة اقليمية ودولية غير مواتية.
واشار الي الاستهداف الذي ظلت تتعرض له البلاد مبينا أن انعقاد المؤتمر تحت شعار «دبلوماسية اقتصادية من أجل السلام والتنمية « ، يعد مؤشرا علي تسنم قضايا الوطن مكان الصدارة باعتبار أنه يمثل البرنامج الذي تتبناه حكومة الوفاق الوطني وتعمل علي انفاذه.
ووجه النائب الأول لرئيس الجمهورية جهات الاختصاص بدعم مخرجات ونتائج المؤتمر حتي تتمكن الديبلوماسية السودانية من القيام بدورها في زيادة حجم التبادل التجاري وجذب الاستثمارات الخارجية و العمل التنموي.
وقال ان السودان بموقعه المتميز ونشاطه الكبير يشكل محورا أساسيا لارساء السلام والاستقرار في المنطقة انطلاقا من انتمائه العربي والأفريقي وبصفته عضوا فاعلا في الاسرة الدولية.
دعوة لحاملي السلاح
و جدد النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن بكري حسن صالح الدعوة لحاملي السلاح للانضمام لمسيرة السلام والحوار التي انتظمت البلاد.
وأوضح أن السياسة الخارجية تبدأ بلاشك من ترتيب الشؤون الداخلية، مشيرا الي النجاح الذي تحقق بتشكيل حكومة الوفاق الوطني كاحدي ثمرات الحوار السياسي الشامل الذي دعا له المشير عمر البشير رئيس الجمهورية في مطلع العام 2015، وأضاف « ولهذه الغاية نمد أيادينا بيضاء لاخواننا حاملي السلاح» ، وقال ان انعقاد هذا المؤتمر يأتي متزامنا مع احتفالات البلاد بالذكري الثانية والستين للاستقلال وكذلك الذكري 62 لانشاء وزارة الخارجية ، مبينا أن ذلك يمثل فألا حسنا لاستلهام العبر الوطنية.
وأضاف أن السودان يعول علي الدبلوماسية السودانية باعتبار أنها الفن والعلم لادارة التواصل بين الدول لاتمام عملية الحوار وعقد الصفقات التجارية وتوقيع المعاهدات الدولية فضلا عن أنها فن الحوار والمخاطبة من أجل التوصل الي أكبر قدر من المكاسب
التزام وتنفيذ
وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية التزام رئاسة الجمهورية بتنفيذ مخرجات وتوصيات المؤتمر لجهة دعم وترقية العمل الدبلوماسي في البلاد وقال ان السودان يعول كثيرا علي دور الدبلوماسية وسفراء السودان لدرء مخاطر الاستهداف الخارجي وجلب المنفعة لمواطنيه، مؤكدا التزام رئاسة الجمهورية بدعم وزارة الخارجية لتحقيق هذه الغايات.
وأوضح ان السودان يعمل بفاعلية ويبذل جهودا مقدرة لتطبيع الاوضاع في كل من جنوب السودان وليبيا والصومال وتقريب وجهات النظر بين اثيوبيا ومصر في مفاوضات سد النهضة، فضلا عن تعزيز التعاون البناء في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية مع العالمين العربي والافريقي بجانب المشاركة في عاصفة الحزم لاعادة الشرعية في اليمن الشقيق.
وقال ان السودان سيواصل الحوار مع الولايات المتحدة والدول الاوروبية لتحقيق التطبيع الكامل للعلاقات مع هذه الدول فضلا عن الاضطلاع بأدوار نشطة مع دول الجوار.
مواكبة المتغيرات
ومن جانبه قال وزير الخارجية بروفسيور ابراهيم غندور ان الوزارة عملت على استئناف مؤتمر السفراء في العام 2016 لمواكبة المتغيرات والتحولات الواسعة في العلاقات الدولية.
وأشار الي أن المؤتمر السابع يهدف الي الخروج بمخرجات وتوصيات تجسد خبرات وتجارب وممارسات سنين طويلة للسفراء تحدد مجالات التحرك المستقبلي للخارجية في الساحة الدولية التي تشهد بصفة يومية مزيدا من التغيرات والتحولات والتعقيدات التي تحتاج الي عمل جبار ومواكبة للخوض فيها تحقيقا للمصالح الوطنية للسودان .
وأضاف غندور أن شعار المؤتمر جسد دور الخارجية في خلق المبادرات وشحذ الأفكار والهمم لتحقيق السلام والتنمية الاقتصادية والدور الذي يمكن أن تقوم به الخارجية في المرحلة المقبلة في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع العالم الخارجي .
تحديات
و أكد بروفيسور ابراهيم غندور أن أبرز تحديات السياسية الخارجية السودانية حالة الاقتصاد السوداني وقدرته على الاندماج في الاقتصاد الدولي وان الدبلوماسية السودانية تمثل أهم الأدوات الفاعلة التى تلعب دورا محوريا في المحافظة علي مصالح البلاد وسيادتها وأمنها القومي ومواردها الاقتصادية وبسط السلام وتحقيق التنمية في ربوعها .
وأشار الى أهمية السلام في تحقيق التنمية الاقتصادية ، قائلا «ان السلام الذي ننشده ماهو الا مقدمة ضرورية ولازمة للانطلاق بالسودان نحو اعادة البناء والتعمير وتحقيق التنمية المستدامة عبر دبلوماسية التنمية الهادفة الي استقطاب الدعم الفني وجذب الاستثمارات الأجنبية ونقل التكنولوجيا والأبحاث العلمية وبناء القدرات للشباب والعاملين وفتح فرص الدراسة والتحصيل والتدريب في الدول المتقدمة .
توجيه للبعثات
ووجه غندور البعثات الدبلوماسية بالخارج بضرورة القيام بدورها الأساسي والمحوري في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة و تطوير التبادل التجاري وتنشيط عمل اللجان الوزارية ذات الطابع الاقتصادي واهتمام لجان التشاور السياسي بالجانب الاقتصادي وتوقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التجارية والاقتصادية بجانب تكوين المجالس المشتركة لرجال الأعمال.
وأكد غندور علي ضرورة الاستمرار في تقييم تنفيذ توصيات المؤتمر السادس لسفراء السودان وأهمية طرح أفكار جديدة للمؤتمر الحالي وعدم تكرار المواضيع التي جري بحثها سالفا واجراء جرد حساب لما تم انجازه من توصيات.
وأضاف أن المؤتمر سيبحث دور الدبلوماسية في التجارة وجذب الاستثمارات الخارجية بمشاركة من المسؤولين الاقتصاديين ، وقال نأمل في تضافر الجهود لايجاد الحلول للعوائق أمام هذا المسعي بالتعاون مع الجهات المعنية الاخرى حتي يتمكن اقتصادنا من المنافسة وجذب استثمارات عربية وأجنبية تسهم في نهضة تنموية شاملة وتحقيق المنفعة المتبادلة .
وأضاف أن التحرك الدبلوماسي خلال الفترة القادمة يجب أن ينصب نحو العمل الاقتصادى بالتركيز على الترويج للمنتجات السودانية وجذب الاستثمارات الأجنبية وفق خطة تحرك مدروسة للوزارة وبعثاتها بالتنسيق مع الجهات المختصة .
استراتيجية شاملة
و قال غندور ان وزارته تعكف على وضع استراتيجية شاملة لعلاقات السودان بأفريقيا وذلك لما تمثله من أهمية قصوى للسودان، وأضاف الذى بدأ اليوم بالخرطوم قائلا « انصب اهتمامنا وتركيزنا علي القارة الافريقية من خلال خطط التحرك الفاعل وخطة التوسع الدبلوماسي بفتح مزيد من السفارات في عدد من دول القارة بجانب تعزيز دبلوماسية القمة ودبلوماسبة قيادة الوزارة وتحركات كبار المسؤولين من أجل تأمين مشاركة السودان الفاعلة في كافة المنابر والفعاليات الأفريقية» .
وقال ان الدبلوماسية السودانية عملت على تأسيس علاقات مع دول الجوار كافة تقوم علي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل لتكون الحدود مناطق تعاون وتبادل منافع بدلا عن الصراعات والنزاعات وقد كسب السودان الدعم الكامل والمساندة من المجموعتين الافريقية والعربية فيما يتعلق بقضايا السودان خاصة قضية المحكمة الجنائية ، مشيرا الي التعاون مع الاتحاد الافريقي في اطار عملية تحقيق السلام كما توجد علاقات تعاون مستمر مع المنظمات شبه الاقليمية .
وأردف غندور بالقول ان السودان واصل اهتمامه بمحيطه العربي والتفاعل مع قضاياه وأزماته المختلفة في كل من سوريا واليمن وليبيا ، وأكد أن علاقات السودان مع الدول العربية تشهد تطورا وتصاعدا ملحوظا وتتواصل المساعي لنزع فتيل الأزمات التي طرأت في الآونة الأخيرة . وقال نسعى في المقام الأول الي الحفاظ علي مصالحنا وحقوقنا المشروعة.
علاقات بخطى ثابتة
وأشار غندور الي العلاقات مع قارة آسيا وقال انها تسير بخطى ثابتة نحو التطور والازدهار وتحقيق الشراكة الاقتصادية والتجارية والتى تأتي بالمصلحة المشتركة للطرفين خاصة الصين اضافة الي تنسيق المواقف مع عدد من دولها في المحافل الاقليمية والدولية .
وأكد غندور أن علاقات السودان مع الاتحاد الأوروبي والدول الأوربية شهدت تطورات ساهم فيها التواصل المستمر بين السودان وتلك الدول منفردة ومع الاتحاد الأوروبي ككتلة واحدة والقناعة التي تولدت لدي تلك الدول بالدور المحوري الذي يمكن ان يلعبه السودان في تحقيق الاستقرار والسلام في الاقليم، مشيرا الي زيارة الرئيس البشير الي روسيا والتي نتج عنها التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية في العديد من المجالات وزيارة الرئيس التركي للسودان حيث أثمر الاتفاق انشاء مجلس تنسيق استراتيجي بين البلدين وعدد من الاتفاقيات الثنائية.
وقال غندور ان الخارجية تهتم كثيرا بالتعاطي الايجابي مع القضايا الدولية مثل المياه والبيئة وحقوق الانسان والتهريب والاتجار بالبشر بحسبانها قضايا ذات بعد دولي .
وقال ان السودان ظل شريكا فاعلا في الجهود الدولية لمكافحة الارهاب وقطع شوطا بعيدا علي المستوي الداخلي في مواءمة القوانين والتشريعات الوطنية لكي تتوافق مع القانون الدولي والصكوك ذات الصلة بمكافحة الارهاب .
وجدد غندور رفض السودان الكامل لمحاولات التسييس وانتهاك نصوص القانون الدولي علي النحو الذي يكتنف العلاقة بين مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية التي أثبتت التجارب أن التسييس وازدواجية المعايير قد تحولها الى آلية لاستهداف القادة الأفارقة دون غيرهم .
الدبلوماسية الاقتصادية
وقال وكيل وزارة الخارجية السفير عبد الغني النعيم ان مؤتمر السفراء سيركز على الدبلوماسية الاقتصادية دبلوماسية المال والأعمال والتنمية المستدامة .
وأضاف أن المؤتمر سيشتمل على عشرة محاور وهي سبل ترقية وتعزيز العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي فرص وتحديات الاقتصاد السوداني بعد رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية ودور الدبلوماسية في التجارة وجذب الاستثمارات الخارجية وقضايا السودان في الأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية ومنطقة التجارة العالمية والديون الخارجية والترويج للسياحة والآثار و السلام ومهددات الأمن القومي .
وقضايا العون التنموي ودور السودان في الأمن الغذائي ونظرة مستقبلية لسياسة السودان الخارجية، مشيرا الى أن المؤتمر سيناقش 14 ورقة عمل، كما سيناقش قضايا وتحديات السودان الخارجية .
وقال الوكيل آن الأوان أن نعظم الافادة من مناخ الأمن والاستقرار الذي ساد مناطق النزاع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وأن تركز الدبلوماسية على جذب الاستثمارات لهذه الولايات.
وأشار الى الحوار الجاد والعميق الذي شمل الدول الأوروبية والعلاقات المتصلة مع دول آسيا وأمريكا الجنوبية والعلاقات الحميمة مع الدول العربية والافريقية وتكثيف الجهود واحكام التنسيق وتعزيز الفعالية لزيادة الصادرات السودانية وجذب الاستثمارات الأجنبية وتواصل دورها المشهود في ايواء اللاجئين ومد يد العون الانساني والمساهمة في أمن وسلام العالم .
دبلوماسية مبادرة فاعلة
وقال المندوب الدائم للسودان في مجلس حقوق الانسان بجنيف مصطفى عثمان اسماعيل في تصريحات صحفية ان العالم اصبح كالقرية الصغيرة متأثرا ببعضه البعض والسودان لن ينعزل عن العالم اقتصاديا وسياسيا وامنيا والمتغيرات تجري بسرعة في الاقليم والعالم والسودان وعلى مستوى العالم لأول مرة نشهد خروج دولة من الاتحاد الاوربي لذلك ،لابد للسودان ان يضع سياسات للتعامل مع الاتحاد الاوربي وبريطانيا وامريكا التي يحكمها لأول مرة رئيس ضد العمل التعددي الجماعي في الوقت الذي كان فيه العالم يمضي نحو الدبلوماسية الجماعية والتعددية والالتزام بالقرارات الدولية ولأول مرة نجد في امريكا التوجه للأمركة بصرف النظر عن مصالح العالم الآخرى.
واضاف عثمان ان الاوضاع في دول الجوار تؤثر علي السودان ورأي اهمية قراءة ما يجري في سوريا واليمن وغيرها خاصة ان السودان مشارك في عاصفة الحزم «لابد ان نقرأ المستقبل القريب والى اين يجب ان تذهب استراتيجيتنا « مشيرا الي ان البلاد بحاجة الي دبلوماسية مبادرة فاعلة لجذب استثمارات وقروض وودائع من الخارج لمعالجة التحديات والوضع الاقتصادي الحرج.
وقال عثمان ان الدبلوماسية هي بوابة السودان في الخارج والمسئولة من عكس القضايا وان تتوحد رؤاها في الداخل ومن ثم تخرج للخارج وان تبحث عن قروض واستثمارات وتدافع عن السودان في وجه الجهات التي تريد تسييس حقوق الانسان لمحاصرة السودان.
وقال ان اهمية المؤتمر تأتي لتوحيد الرؤيا وتقديم كل سفير لتقرير لما يجري في منطقته والتحديات التي تواجهه وسياسة الدولة الموجود فيها وبعد توحيد الرؤيا يأتي اهل الاختصاص ليمكنوا الدبلوماسية من تقديم تلك المشاريع للخارج والتمكن من نقل ملفات السودان للخارج والدفاع عنها وعرضها بطريقة مرتبة ومنظمة وبهذه الطريقة تستطيع الدبلوماسية السودانية ان ترتقي الى مرافئ اعلى من خلال كفاءتها.
تعليقات
إرسال تعليق