شتات

شتات

بدأت قوى نداء السودان والجبهة الثورية برئاسة مناوي تتوافد للعاصمة الفرنسية لبحث أمر توحيد المعارضة، وفي ذات الموضوع تمتنع قوى الإجماع والحركة الشعبية جناح الحلو عن المشاركة، كل بمبرراته، ما يشير

إلى أن مسألة توحيد مراكز المعارضة مجرد أحلام عابرة نحو تجميع تناقضات الكُتل المعارضة.
الحزب الشيوعي المتحكم في مفاصل قوى الإجماع وواضع سياسته والمتحدث الفعلي باسم التحالف يرفض المشاركة في مائدة باريس التي تتبناها قوى نداء السودان بحجة اشتراطاته المستحيلة في توحيد الحركة الشعبية أولاً ثم التفكير في توحيد مراكز الاعتراض المخفض، ويطالب بتوضيح أجندة الاجتماع الباريسي والخروج بموقف موحد.
مع صافرة انطلاق اجتماعات باريس فإن الحاضرين نصف المعارضة المنقسمة على تشيكلاتها المتمردة عسكريا والمعارضة سلميا، والنصف الآخر يتخذ من الخرطوم وفنادق الشتات مستقرا ومقاما ويرتل نشيد الثورة حتى النصر، فموقف الشيوعي والحلو وحده يكفي لكشف أكذوبة توحيد المعارضة حتى على محنتها، حيث يضع الشيوعي السوداني توحيد الشعبية شرطا وتضع شعبية الحلو كطرف أصيل ومعني بوحدة الحركة عدم حضور حركة عقار وعرمان شرطا للانخراط في اجتماعات باريس، وعلى الرغم من منطقية شرط الحلو، إلا أن شرط الشيوعي خطة هروب من قبول الإمام الصادق المهدي كعراب لفكرة تجميع مراكز شتات المعارضة، وخطةالشيوعي معلومة من خلال مواقف الحزب ضد توجهات حزب الأمة القومي في طرق ومتاهات التغيير والخلاص.
على أمنيات توحيد المعارضة برزت دعوات في الداخل لتوحيد ودمج الأحزاب بما فيها الأحزاب المنشقة من المؤتمر الوطني، فالرغبة في الدمج والوحدة متوفرة على الإطار النظري ومستحيلة الإنزال على واقع الممارسة السياسية، لأن داخل كل زعيم حزب افتراضي أكبر من حزبه، لكن العقبة الأكبر التي تواجه المعارضة في الاتفاق على موقف تصورات ما بعد الإنقاذ كل حسب وزنه السياسي ما قبل 1989 ودوره في المعارضة السلمية والتمرد وأخيرا تعارض المنطلقات السياسية والفكرية لقوى المعارضة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة