السودان ومكافحة الارهاب .. خطوات ايجابية إلى الامام!

السودان ومكافحة الارهاب .. خطوات ايجابية إلى الامام!

 وقّع السوان والاتحاد الاوربي -الثلاثاء 13 مارس- اتفاقية لمكافحة الارهاب و التطرف العنيف. الطرف السوداني الذي وقع مع الاتحاد الاوربي هو الجسم الحكومي المسئول عن مكافحة الارهاب وهو (الهيئة الوطنية لكافحة الارهاب) التى تم تأسيسها كما

هو معروف في العام 2003 بالمشاركة مع برنامج الامم المتحدة الانمائي.
وقد بدأت الهيئة الوطنية عملها رسمياً في العام 2017، كما ان السودان ولكي منح الهيئة قدراً من التفاعل و الجدية قام بتأسيس نيابات ومحاكم متخصصة في مجال مكافحة الارهاب في العام 2014 وما تزال تعمل وتحقق و تنظر في القضايا من هذا النوع.
سفير الاتحاد الاروبي في السودان (جان ميشيل) اعرب عن استعداد الاتحاد الاوربي للتعاون مع السودان في كافة القضايا الاقليمية والدولية وهي الطريقة الافضل حسبما قال لرفع اسم السودان من لائحة الارهاب.
رئيس الهيئة الوطنية السودانية لمكافحة الارهاب (محمد جمال الدين) اشار  إلى ان الاتفاقية الموقعة مع الاتحاد الاوربي تهدف إلى رفع كفاءة المؤسسات الامنية و السياسية و التدريب و المباشر والتنسيق والتعاون وضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب.
وكيل وزارة الخارجية السودانية (عبد الغني النعيم) من جانبه اوضح ان قضية مكافحة الارهاب بالنسبة للسودان (قضية مبدئية) باعتبار ان  السودان يهتم بأمنه القومي و اشار النعيم إلى تأكيدهم بأن الارهاب ليس له دين أو وطن وأنه ظاهرة تتجدد عبر الازمان وتجب مكافحتها بالمراجعات الفكرية و القضاء على المنازعات.
ولا شك ان هذه الاتفاقية والاهتمام بالبالغ الذي أبداه الاتحاد الاوربي بالسودان من المحتمل ان تفضي إلى ازالة اسم السودان من لائحة الارهاب، فقد تم وضع السودان على هذه القائمة كما هومعروف في العام 1993 وظل اسم السودان طوال هذه السنوات الـ25 على هذه اللائحة على الرغم من الجهود المقدرة التى بذلها وما يزال يبذلها في هذا الصدد للدرجة التى اقرت معها الادارة الامريكية نفسها في عهد جورج بوش الابن بهذا التعاون.
و تعتبر قضية مكافحة الارهاب واحدة من القضايا الاستراتيجية المهمة التى تشغل بال السودان غض النظر عن كونها واحدة من مطلوبات واشنطن او المجتمع الدولي. والمراقب اللصيق لجهود السودان يلحظ بوضوح عدة اشارات ايجابية لا تخطؤها العين:
أولاً، الهيئة الوطنية لمكافحة الارهاب عمرها اكثر من 15 عاماً، وفي ذلك اشارة الى اهتمام السودان الشديدة بهذا الامر من جهة؛ كما انه اكتسب خبرة طويلة جديرة بالاحترام من جهة اخرى.
ثانياً، اهتمام الاتحاد الاوربي بالسودان لا شك انه نابع من متابعته لمجهودات السودان اذ ان الاتفاقية تركزت حول رفع القدرات والتدريب، وهي أمور ما كان يمكن ان تجد الاهتمام من المجتمع الدولي لو لم يكن السودان لديه الاهتمام و الكوادر والخبرة اللازمة.
ثالثاً، وكما قال وكيل الخارجية السودانية -عبد الغني النعيم- فان السودان يتخذ لنفسه مبداً يرفض فيه الارهاب والتطرف والعنف، باعتبار ان طبيعة السودانيين طبيعة وسطية في كل شيء في الدين والسياسة والاجتماع، خاصة و ان السودان يدير تنوعاً إثنياً.
وهكذا يمكن القول ان السودان قد قطع شوطاً بعيداً في مجال مكافحة الارهاب جرى تتويجه بتوقيع هذه الاتفاقية المهمة ومن المؤكد ان الولايات المتحدة التى تتابع باهتمام هذا الملف وسوف تضع في اعتبارها هذه الجهود حين تقرر قريباً رفع اسم السودان من لائحة الارهاب بعد ان أثبت هذا البلد انه يقف مصطفاً مع العالم في مواجهة الارهاب بلا تحفظ!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة