اللاجئين والنازحين في السودان.. جهود وحلول استراتيجية!

اللاجئين والنازحين في السودان.. جهود وحلول استراتيجية!

 يأوي السودان في الوقت الراهن حوالي (2.186.000) لاجئي من دول الجوار ودول المحيط العربي والافريقي حيث يبلغ عدد الجنسيات الاخرى حوالي (756.46) لاجئي! ومن المعروف ان الاهتمام باللاجئين بدأ في العام 1985 في السودان حيث بدأت اعداد تصل الى هذا البلد من دول الكنغو واثيوبيا وزائير وتشاد ويوغندا منذ حوالي 40 عاماً.
 و تفيد متابعات (سودان سفاري) الميدانية ان هؤلاء اللاجئين يتمركزون في الولايات الشرقية (كسلا والقضارف) ومناطق النيل الابيض القريبة من حدود السودان و جنوب السودان ومناطق جنوب كردفان وغرب كردفان وشرق دارفور بجانب الجزيرة بوسط السودان وولايات النيل الازرق والخرطوم. وبحسب المتابعات فان السودان كدولة مضيفة لهذا العدد الضخم من اللاجئين يقوم بدور كبير في مساعدة هؤلاء اللاجئين باقامة معسكرات ايواء وتوفير الخدمات اللازمة والحماية الامنية المطلوبة ورغم ظروف السودان المعروفة وضعف قدراته الاقتصادية فانه يقوم بهذا الدور مقابل مساهمات متواضعة -دون الطموح- من قبل المجتمع الدولي، اذ يعرف الكافة ان عملية اللجوء لها ابعاد اقتصادية و أمنية اكبر بكثير من قدرات السودان و إمكاناته.
 ولكن رغم ذلك فإن الحكومة السودانية تعمل جاهدة على تحسين معسكرات الايواء معتمدة على موارد البلاد المتواضعة و تجشيع عودة الراغبين منهم، وليس سراً ان الكثيرين منهم من دولة اثيوبيا و تشاد عادوا إلى بلادهم عقب انتفاء الاسباب. ولان السودان حسب التصنيف الأممي من اكبر بلدان العالم استضافة للاجئين فان من الضروري ان يتهم المجتمع الدولي بأسره بدعم السودان و مساعدته في تنظيم ايواء هؤلاء اللاجئين، فحين تسنى لنا التجوال للوقوف على اوضاع هؤلاء اللاجئين بدا مدهشاً ومفاجئاً لنا ان السودان فيه (19) معسكر للاجئين، ففي شرقه (مناطق كسلا والقضارف) هناك حوالي 9 معسكرات. وفي النيل الابيض هناك 8 معسكرات، وفى وسط و غرب دارفور هناك معسكرين. بجانب مراكز الاستقبال المؤقتة المنتشرة بكثافة على طول الشريط الحدودي الممتد بين السودان ودولة جنوب السودان.
وبتساؤلنا عن أهم المشاكل او التحديات التى يعانيها السودان جراء هذه التدفقات الكثيفة من طالبي اللجوء بشكل يكاد يكون يومياً وباستمرار، ردت الجهات المسئولة في السودان ان ابرز المشاكل والتحديات تتمثل في : 1/ شح الموارد في السودان في ظل تضاعف تدفقات اللاجئين ألقى بأثره السالب على الاوضاع الاقتصادية عامة . 2/ تراجعت وتقلصت المساعدات المقدمة من المجتمع الدولي رغم استمرار التدفقات. 3/ الاتفاقيات الخاصة بالعودة الطوعية واجهت وما تزال تواجه تعثراً غالبه من قبل المانحين والمجتمع  الدولي. 4/ الحاجة لمعالجة المجال الصحي ومحاربة جرائم الاتجار بالبشر حيث ثبت ان اللاجئين هم أكثر ضحايا الاتجار بالبشر بنسبة بلغت (7%)! وهذا يستلزم مكافحة الهجرة غير الشرعية و الاتجار في البشر وحلحلة مسببات اللجوء نفسه.
وهناك موضوع العودة الطوعية في ولايات درافور حيث بدأت عمليات العودة الطوعية منذ العام 2007 مؤطرة بقانون العون الانساني. ويطرح السودان حلولاً استراتيجية تتمثل في:
1/ العودة للقرى الاصلية. 2/ إيجاد مناطق ايواء بديلة. 3/ رعاية وتخطيط المعسكرات نفسها كمساكن بديلة. فيما تطرح الحركات المسلحة طرد الساكنين الجدد من القرى والحواكير. 2/ عودة الاراضي لكامل اصحابها  3/ التعويض تعويضات فردية وجماعية واجراء محاكمات. وبمتابعة (سودان سفاري) لحركة النازحيين في دارفور فان آخر احصائية جرت في عام 2017 أشارت إلى وجود (472.902) نازح في شمال دارفور عاد منهم (77.200) بنسبة 24.5% ، وغرب دارفور (266.744) عاد منهم (52.842) بنسبة 20% ، ووسط دارفور (410.258) عاد منهم (141.715) بنسبة 34.5% ، وشرق دارفور (184.385) عاد منهم (126.746) بنسبة 68.7% .
وإجمالاً يمكن القول ان النازحين في دارفور كان عددهم (1.799.193) الذي عاد منهم (565.503) بنسبة عامة بلغت 28.1% . أما لاجئي السودان في دول الجوار ففي تشاد (308.000) لم يعد منهم احد وفي افريقيا الوسطى 0- 12 عادوا بنسبة 100% ونقلوا إلى أم دخن بالطيران و منحوا أراضي زراعية.
اما الموقف الحالي للعودة الطوعية تقود الحكومة السودان جهود تنسيقية عبر مفوضية العودة الطوعية و خاطبت هذه المفوضية ولايات دارفور في 8/1/2018م/ لتشكيل لجان تنسيقية للعودة ، كما تمت مخاطبة فى 28/2/2018 لولايات دارفور لانشاء لجان اسناد استناداً إلى قرار نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن، كما تم توزيع استمارات الرغبة وفق 3 خيارات كانت النسبة الاعلى للعودة للقرى و الفرقان حال توفر الامن و جدير بالذكر انه لا توجد معسكرات في جنوب كردفان لسوء الاوضاع وتجري عودة يومية من 5 – 10 اسر جراء سوء إدارة الحركة الشعبية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة