أرسل (كارلو تريلي كوكو أندلي) نائب رئيس هيئة الأركان الجيش الشعبي شمال للاستخبارات و الأمن ما أسماها (خطة الاستخبارات و الأمن للعام 2017م)، لعناية الرفيق لواء/ جقود مكوار، رئيس هيئة الأركان الجيش الشعبي شمال.
الخطة المرسلة كما أشار المرسل كانت نتاج لورشة تم عقدها بهذا الصدد في الفترة من 9/2/2017 إلى 11/2/2017م أي هي نتاج لنقاشات استمرت لـ3 أيام . ويبدو ان المرسل بدا راضياً وسعيداً بها، الأمر الذي جعله يذيل خطاب الإرسال بعبارة يبدو انها تقوم مقام الشعار الرئيس للحركة (النضال مستمر، والنصر أكيد)! وهو شعار لسوء الحظ هزمته تفاصيل الخطة نفسها التى احتاج تصميمها لـ3 ايام ولكنها ما زادت عن كونها محض انشاء وخيال!
ونظراً لان التعبير الانشائي كثير فإننا لن نسهب في النماذج والامثلة كثيراً، فعلى سبيل المثال وتحت العنوان المُمهِّد تقول الخطة تحركات العدو الساعية لتقسيم مناطقنا إلى جزر معزولة! في مقابل ذلك تقول الخطة الحلول المقترحة (الرصد والمتابعة لتحركات العدو ونقل الحرب إلى مناطقهم وتوسيع رقعة الأراضي المحررة!
و تحت العنوان المهدد أيضاً في البند (2) نقرأ (حركة دخول وخروج الاجانب بواسطة بعض المنظمات المشبوهة) في مقابلها وفى المقترحات نقرأ (الرصد و المتابعة عبر البوابات المختلفة) وهكذا تقريباً كل بنود ومحاور الخطة عبارات انشائية مقابلها حلولاً انشائية، فلو نظر اي مراقب إلى مناطق الحركة لوجد انها ومنذ سنوات مجرد مناطق و جزر معزولة جراء انسلاخات و تشرذمات وقعت فيها، وهي أمور تسببت فعلياً في ضعف الحركة وانحسارها في منطق ضيقة و محدودة جداً، و كان الجيش السوداني يتقرب جداً من محاصرتها والإجهاز عليها في ضربة أخيرة قاصمة لولا قرارا وقف اطلاق النار الصادر عن الرئيس البشير في سيق مشروع الحوار الوطني.
فكيف اذن يستقيم عقلاً ان يتم (الرصد و المتابعة لتحركات العدو ونقل الحرب إلى مناطقهم وتوسيع رقعة الأراضي المحررة)؟ اذا كنت أنت بالكاد تتمتع بوجود محدود في مكان واحد لا تستطيع مبارحته، بل قد تفقده اذا لم تسفر المفاوضات عن عملية سلام دائمة، فكيف ستوسع رقعة الأراضي المحررة؟ وهكذا ستجد (مصادر و عملاء العدو عبر الاسواق وجهات اخرى، المقترح (الرصد والمتابعة و قفل أسواق السنبك)!
ثم تجد أيضاً (تسرب المعلومات السرية إلى العدو (الإشارات)، فتجد المقترح (الرصد والمتابعة وتطبيق أمن المعلومات وتوعية المعلومات بالحس الأمني)! ثم تجد ضمن المهددات (ظاهرة انضمام المواطنين للعدو بشكل مستمر)، فتقرأ فى مقابله المقترح (تمنع مثل هذه الظواهر بعد الرصد و المتابعة)! ثم تجد في جانب المهددات (انشطة المؤتمر الوطني الاجتماعية الهدامة مثل الحوار الوطني و المجتمعي والسلام من الداخل)!
ثم تقرأ في المهددات (ظاهرة انضمام بعض افراد الجيش الشعبي للعدو) ثم تجد في بند المقترحات (يتم الابلاغ الفوري لجهات الاختصاص وتفعيل إجراءات أمن الأفراد)! هكذا تمضي خطة الاستخبارات والأمن للجيش الشعبي للحركة الشعبية قطاع الشمال للعام 2017، تضع المهددات ثم تضع المقترحات. القالب إنشائي و الخطة في مجملها تعكس أدواء ومعاناة الحركة في تسرب أسرارها و أفرادها وانحسار أنشطتها، فهي أي الخطة نفسها بمثابة مهدد أمني بليغ للحركة الشعبية قطاع الشمال!
تعليقات
إرسال تعليق