شهادة من أهلها.. إعلامية مصرية تقر بتبعية حلايب للسودان!

 مع ان السودان ليس فى حاجة لإيراد أدلة مادية قاطعة على تبعية منطقة حلايب و شلاتين له وان الجانب المصري يقوم باحتلالها هكذا وعلى نحو سافر وصارخ و يرفض مجرد التفاوض او الذهاب الى التحكيم بشأنها؛ إلا ان الأدلة المادية -لسخريات
القدر- ما تزال تأتي تباعاً من ألسنة مصرية، بلسان منطقي و قانوني مبين.
الاعلامية المصرية المعروفة (سوسن جاد) والمتخصصة كما هو معروف فى شئون القانون الدولي و الامم المتحدة أوردت فى تدوينة لها على صفحتها في الفيس بوك منطقاً قانونياً يصب فى صالح أحقية السودان فى مثل حلايب و شلاتين. و بالطبع و قبل ان نورد ما دونته (سوسن جاد) لابد من التأكيد على ان الاعلامية و الخبيرة المصرية هذه لا تربطها ادنى صلة بالسودان، فهي مصرية مائة بالمائة و لسنا فى حاجة للحديثة المكرور وأن (حب المصريين لمصر) وعشقهم (لأم الدنيا)، وهكذا هو الحق، قديم، ولا يستطيع أحد ان يحتفظ بحق ليس بحقه مهما طال الزمن، ولا بد للظروف نفسها ان تتضافر لتثبت -بلسان المعتدي- ان ما يدي انه حقه ليس بحقه.
قالت الإعلامية المصرية (ان حلايب و شلاتين وضعهما اوضح بكثير لصالح السودان من جذر تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية). وتدلل الخبيرة المصرية على ذلك بقولها (ده هي ما كتر ما هي سودانية فيه هناك انتخابات محلية تبع السودان ويروحوا ينتخبوا عادي في محافظاتهم حلالهم بلالهم، وما عندهمش خبر خالص أن حلايب تخص مصر بالمرة )!
ثم تضيف (طيب عشان تبقوا جاهزين نفسياً للنمرة الجاية بتاعت حلايب، فيه على الشمال جنب حلايب وشلاتين ارض فاضية كده ( )- بير طويل دي من سنين تلاتة جه ظابط جيش أمريكي حط إيدو عليها وأعلنها دولة جديدة؛ وبعتت لمصر جواب بعلم الوصول، بلغها إني فيه دولة جديدة إسمها (مماكة افريقيا)! الفكرة ان مصر مالهاش حق الاعتراض على إقامة دولة فى بير طويل لأنها عمرها ما أعلنت ان الارض بتاعتها، وفى القانون الدولي لازم توفر بعض الشروط لإعلان ارض فاضية دولة جديدة، و منها موافقة الدولتين المجاورتين!
 وتمضي الاعلامية المصرية فى تفنيد الحجة المصرية وتقول (لو حصل مصر حطت ايدها على الارض دي وأعلنت انها بتاعتها، تخسر حلايب وشلاتين أتوماتيكي عشان الاتفاقية اللي بتقول ان حلايب وشلاتين بتاعتنا ما فيهاش بير طويل! فلو احنا حنعترف بالاتفاقية يبقى ناخد حلايب وشلاتين و تروح مننا بير طويل! لو عايزين بير طويل تروح مننا حلايب و شلاتينن!
 والمضحك –تضيف الاعلامية المصرية– انو لو السودان قفشت على حلايب و شلاتين، والضابط الأمريكاني قفش على بير طويل الاتنين حيروحوا مننا لأنو دول فعلاً اللي حق مصر فيهم ضبابي خالص)! و ده كلو عكس تيران و صنافير اللي حق مصر فيهم أوضح من حلايب وشلاتين. انتهت التدوينة.
ولا شك ان ما أودرته هذه الخبيرة المصرية وضع موقف الحكومة المصرية فى مأزق قانوني بحق و حقيقة، ليس فقط لما اوردته الخبيرة من منطق وجيه و لكن لان المنطق المصري في الاستيلاء على مثلث حلايب وشلاتين هو من الاساس منطق ضعيف و معوم، فقد ظل السودان يجري انتخابات العامة فى المنطقة، كما أن سحنات سكان المثلث والذين هم من فروع البجا، أحدى قبائل شرق السودان المعروفة تثبت أنهم ليسوا مصريين بحال من الاحوال.
ولكن اقوى ما ورد في تدوينة الاعلامية المصرية ان مصر سارعت بالتنازل عن تيران وصنافير لصالح الحكومة السعودية بلا سند قانوني، بينما تتمنع تمنعاً مريباً فى مجرد التفاوض مع السودان بشأن أراضيه فى حلايب وشلاتين. و بصرف النظر عن ما أوردته المدونة بشأن بير طويل فإن مجرد الاشارة تومئ بأن مصر تتخبط فى معرفة حدودها وحدود الآخرين. وتكابر مكابرة مؤسفة في التعامل مع الأمر من جانب استراتيجي يراعي مقتضيات حسن الجوار ويراعي ان السودان عمق استراتيجي لمصر!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة