مكاتبة رسمية بعثت بها قيادة قوات قطاع الشمال من الفرقتين الأولي جبال النوبة والثانية النيل الأزرق إلي رئاسة أركان الجيش الشعبي في جوبا تطالب فيها بإمداد قوات الحركة قطاع الشمال بالأسلحة.
المطالبات شملت (قذائف آرب جي، قذائف دبابات تي 55، قذائف راجمات عيار 107 ملم وعيار ملم وقذائف زو37 وقذائف هامون 120 ملم و(20) فيوز راجمة (21)، اسبيرات عربات، وقود)!!
ويبدو من سياق المكاتبة الرسمية والتي يمكن اعتبارها وثيقة رسمية بالغة الأهمية أن مثل هذه المكاتبات (روتينية) ومتكررة، وظلت تجري منذ سنوات بين رئاسة أركان الجيش الشعبي قطاع الشمال، ومدير إدارة العمليات والإمداد برئاسة الجيش الشعبي في دولة جنوب السودان. بما يثبت إن جوبا ظلت وما تزال تقدم الدعم للحركة الشعبية قطاع الشمال،
وأنها تستجيب علي الفور لأي طلبات يطلبها قطاع الشمال باعتبار أن القطاع (وحدة من وحدات الجيش الجنوبي)!
حسناً ربما يقول البعض هنا، أن هذا الأمر ليس بجديد وأن حرص جوبا علي تقديم الدعم للحركة الشعبية قطاع الشمال مما لا يحتاج إلي دليل لسطوعه كالشمس في رابعة النهار، وهذا صحيح، ولكن الأمر الملفت للانتباه هنا يتمثل في عدة أمور أولاً: طبيعة الأسلحة المطلوبة ذات طابع هجومي واضح وفقاً لما هو متعارف عليه لدي الخبراء العسكريين مثل قذائف الآربي جي والراجمات وهذا يعني – وفقاً للتوقيت الذي تم فيه تأجيل المفاوضات بطلب من الحركة الشعبية – أن الحركة تفكر في محاولة إحداث تغيير في الميزان العسكري في الميدان، صحيح ربما كان هذا بمثابة عمل انتحاري وقفز في الظلام في ظل ضعف بنيان الحركة الشعبية والضربات التي تلقتها من قوات الدعم السريع.
وصحيح أيضاً أن الحركة الشعبية إذا ما ارتكبت خطأ مهاجمة أهداف حكومية تكون قد انتهكت وقف إطلاق النار، وسوف يكلفها ذلك ثمناً باهظاً للغايةَ!
ولكن مع كل ذلك فإن هذه المكاتبة تشير إلي أن حكومة جنوب السودان ما تزال تصر علي محاربة السودان وزعزعة أمنه واستقراره.
حتي ولو لحقت الهزيمة بقوات قطاع الشمال، وحتي تراجعت قوات قطاع الشمال المهم، إثارة القلاقل علي الحدود.
ثانياً: يلاحظ ضمن قائمة الأسلحة الواردة في المكاتبة الرسمية (دبابات تي 55)، وهي دبابات عادة ما تستخدم في الهجوم والسيطرة علي الأرض بما يدعم افتراض نوايا الحركة الشعبية في إصلاح موقفها القتالي في الميدان ويلاحظ أيضاً هنا علي وجه الخصوص أن حكومة جنوب السودان كانت تستقدم – في ذات التوقيت – ذات نوعية الأسلحة الواردة في المكاتبة من إسرائيل!! إذ تشير مصادر صحفية مطلعه إلي أن رئيس استخبارات جيش جنوب السودان الفريق (أكول كور) يعمل علي تجنيد مليشيات تابعة له وأن العاصمة الجنوبية جوبا شهدت بالفعل وصول أرتال من الدبابات والراجمات ومضادات الطيران القادمة من إسرائيل، وهذا بدوره يعني أن حكومة دولة جنوب السودان مع كل ظروف الحرب والمجاعة الطاحنة والوضع الإنساني المزري تبدو غير مكترثة وتركز كل همها في استيراد الأسلحة وصب المزيد من الزيت علي الأتون المستقل.
خلاصة هذا التطور أن دولة جنوب السودان تحولت إلي دولة مثيرة للحروب والمجاعات وعدم الاستقرار السياسي وهي بهذه الصفة تهدد الآمن القومي للمنطقة بأسرها، إذ أنها لا تكتفي بتشريد مواطنيها بسبب القتل والمجاعة ولكنها تهدد أمن جيرانها وتوسع نطاق القتل والكراهية وتستعين بإسرائيل في تنفيذ مشروعها الدموي وواشنطن تتفرج!!
تعليقات
إرسال تعليق