التدخل العسكري الإستعماري المصري في دارفور

في إطار الإحتلال المصري لـ(حلايب)، ظلت سياسة القاهرة هي التدخل العسكري المنتظم النشط في جنوب السودان وجبال النوبة ودارفور. تلك هي (حرب وادي النيل الجديدة) التي تديرها مصر من وراء حجاب. في ذلك السياق ظلت الطائرات
الحربية  المصرية تنقل شحنات الأسلحة إلى (سلفاكير) و(قطاع الشمال)،وتشارك بفعالية في القتال في أعالي النيل وتقصف المعارضة الجنوبية لصالح (جوبا) .كما ظلَّت القاهرة هي عاصمة حركات التمرد المسلّح السودانية. وخلال الثمان وأربعين ساعة الماضية انكشف الوجه العارى للسياسة المصرية في السودان.وشهد العالم  فضيحة دور مصر في الهجوم الأخير المتزامن على شرق وشمال دارفور . حيث شاركت مصر في الهجوم الغادر بالسلاح والعتاد والجنود. حيث ذاق المتمردون الهزيمة والقتل والأسر. كما وقع الجنود المصريون أسرى في يد القوات السودانية. ووقع السلاح والعتاد العسكري المصري في يد الجيش السوداني . وقد سبق لمصر في التسعينات أن نقلت طائراتها  الحربية المتمردين السودانيين من ميناء مصوع الأريتري على البحر الأحمر إلى غابات الجنوب لقتال الجيش السوداني .سياسة مصر أمس واليوم وغداً هي نشر الحرب الأهلية في السودان وصناعة عدد كبير من جبهات القتال التى تدعمها بالسلاح والمعلومات الإستخباريَّة والجنود. الدور العسكري المصري في السودان مرشح للتصاعد حتى إسقاط النظام في السودان. تلك أمانيّهم.حيث خاب فألهم أمس الأول  في المحور الشمالي والمحور الجنوبي في شمال و شرق دارفور.حيث شهدت منطقة (عشيراية) أمس افتتاح معرض انتصارات المحور الجنوبي.يشار إلى أن المتمردين جاؤوا بـ(64) عربة و تمّ الإستيلاء على (59) منها. كما تمّ الاستيلاء على كميات هائلة من الأسلحة والذخائر بما في ذلك المحرمة دوليّاً و(92) أسيراً من بينهم (16) ضابطاً بمن فيهم الناطق العسكري الشهير بـ(أدروب). التدخل العسكري المصري اليوم في السودان يكشف الأطماع المصرية الإستعمارية في موارد السودان.فقد شاركت مصر بفعالية في الهجوم العسكري الأخير للمتمردين على شرق وشمال دارفور. وقد لعبت مصر هذا الدور العسكري في السودان من قبل، وكان مصيرها الخذلان والخيبة والهزيمة . ولن يختلف اليوم عن الأمس. ولن يختلف الغد عن اليوم .الدور العسكري المصري الإستعماري اليوم هو امتداد لحملة (أبو السعود) العسكرية ضد الثوار السودانيين بقيادة الإمام المهدي. حيث ذاق الغزاة المصريون الهزيمة والموت على ضفاف النيل الأبيض. القوة العسكرية المصرية الغازية بقيادة أبوالسعود، والتي جاءت لتعربد في ربوع ولاية النيل الأبيض، في الجزيرة أبا الطاهرة، كانت تتراوح بين (650-850) جنديا مصريا. وسقط عدد ضخم من القتلى من الغزاة المصريين المدحورين وكان الناجون بجلدهم يعدّون على أصابع اليد الواحدة. ومن هؤلاء الهارب أبو السعود. حيث أطلق (القائد) أبوالسعود ساقيه للرِّيح ، وزغاريد السودانيات تملأ الفضاء. واستشهِد (12) من الثوار السودانيين.حيث دُفِنوا في المسجد الذي كان يتعبَّد فيه الإمام المهدي بملابسهم التي استشهدوا بها سلام عليهم في الخالدين . تلك كانت أول المعارك العسكرية الغازية ضد الثورة السودانيَّة بقيادة إمام التحرير القائد الثائر محمد أحمد المهدي رضي الله عنه. حيث سحق الثوار السودانيون الغزاة المصريين من مرتزقة عصابة محمد علي الألباني.وانهزم أبو السعود والصاغ ابراهيم أفندي شرّ هزيمة. اليوم أبطال الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الباسلة،على طريق الأجداد الثوار الأحرار، يعيدون مجد السودان فتدحر المصريين الغزاة ومَن والاهم من المتمردين، في شمال وشرق دارفور. دارفور القرآن والعزة والمحمل .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة