(صحاف الجنوب

*لم تغب الصحافة السودانية عن المشهد الجنوبي رغم الانفصال الذي حدث للدولة التي لم تذق طعم السلام والاستقرار منذ إعلانها قبل نحو ستة أعوام ..
 
*اهتمام الصحافة السودانية بالشأن الجنوبي في اعتقادي يأتي في سياق الارتباط (الوجداني) القديم الذي يربطها بالإخوة الجنوبيين الذين آثروا الانفصال ، ورغم ذلك ظل الشعب السوداني هو الأقرب إليهم في الملمات التي يعانيها مواطن الجنوب جراء فعل ساسة لم يبلغوا سن الرشد السياسي بعد ..!!
*وفي الأسبوع الماضي قامت عدد من الصحف بنشر أخبار حول أحداث دولة الجنوب في سياق التغطيات الخبرية للتطورات الميدانية للحرب هناك ومن بين ما تم نشره جاء خبر حول ترشيح أربعة شخصيات جنوبية لخلافة الرئيس سلفا..
*وبغض النظر عن الدوافع والأسباب فقد جاء الخبر الذي نقلته إذاعة" نم لاو "صادماً كون الترشيح للرئاسة جاء بموافقة ومباركة رئيس هيئة الأركان بالجيش الشعبي الجنرال بول مالونق الذي يعتبر صاحب حظوظ كبيرة في الرئاسة حال تنحي سلفاكير عن الكرسي أو مغادرته لأيّ ظرف .
*ووفقاً للخبر فإن اجتماعاً مغلقاً التأم بالقصر الجمهوري (جي1) تناول أسماء المرشحين لخلافة الرئيس سلفاكير وقال الخبر إن الجنرال ملونق رشح وثنى الدكتور كوستيلو قرنق بجانب نيال دينق ، ومجاك أكوت ، ومرشح رابع آخر.
*هذا الاهتمام السوداني بالشأن الجنوبي عده السكرتير الصحافي لرئيس الجمهورية أتينج ويك في تصريحات بالقصر الرئاسي في جوبا تقويضاً من الصحافة السودانية للنظام الدستوري لبلاده...!!!
*أتينج الذي يبدو أنه (يهرف بما لا يعرف ) وصف الصحافيين السودانيين بعدم الكفاءة المهنية لإيرادهم أخباراً غير صحيحة بحسب زعمه ...!!
*أتينج الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي بالقصر الرئاسي ولشدة (تغيبه) لم ير في رحلتي الذهاب والإياب إلى ومن القصر الانتشار الكثيف للجيش الشعبي والشرطة في مدينة جوبا .
*ولأن صحاف الجنوب (أتينج) عد كل أحاديث جوبا ووكالات الأنباء والإذاعات والصحف الإقليمية حول وقوع انقلاب عسكري في جوبا مما أدى لهذا الانتشار الأمني الكثيف ليست إلا إشاعات لذا فإنه يضع الصحافة السودانية في دائرة (التقويض الدستوري)...!!!
*والرجل المسكين يشتم الصحافة السودانية وهو لا يدري بسبب (سكرته) تلك أنه يشتم السودان كله ، وهو بذلك كأنما يريد صرف أنظار الصحافة والإعلام المحلي عن تأزم موقف حكومته الأمني والعسكري والاقتصادي لدرجة من الخطورة يجعل الدبلوماسيين الغربيين يعمدون لفك الارتباط المالي بينهم وبين بنوك جوبا التي فر من خزائنها كل دولار أمريكي خشية هلاكه..
*وأتينج ينتقد تدخل الصحافة السودانية في الشأن الجنوبي ، ويتغابى في الوقت نفسه عن أن جوبا غارقة حتى أذنيها بالتدخل السافر في الشأن السوداني دعماً لحركات التمرد السودانية بهدف إطالة أمد الحروب في السودان..!!
*حتى أمس – كنت أظن رغم أن الظن أكذب الحديث- أن عاصمة دولة الجنوب قد استوعبت دروس الماضي ، وأبدلت السلبيات إيجابيات في ملف علاقتها مع الخرطوم والتي هي أقرب دول الإقليم إليها لارتباطات كثيرة ...!!
*من بين تلك السلبيات دعم جوبا لحركات التمرد السودانية والتي ظل ملفها يتقدم خارطة أيّ حل أو انفراجة متى ما ضاق أفق بين قادة البلدين..
*وكنت أحسب أن تعهدات تعبان دينق بطرد حركات التمرد السودانية من الأراضي الجنوبية ستجد طريقها إلى حيز التنفيذ الفوري إلا أن ظني قد خاب في ظل مارشح مؤخراً حول استمرار دعم جوبا.
*صحاف جوبا مطالب الآن بتوجيه اتهاماته بتقويض نظام بلاه الدستوري لحركات التمرد السودانية الجاثمة على صدر حكومته بدلاً عن توجيهها للصحافة السودانية..!!
نقلا عن صحيفة الصيحة 1/5/2017م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة