حالة اصطفاف وطني تاريخية فى السودان!
لا شك أن السودان فى هذه الآونة التاريخية المفصلية النادرة يتجه بقوة
وبحركة دفع ذاتي ملحوظة الى بلورة اصطفاف وطني ظل حلماً للكثيرين منذ
عقود طويلة عانى فى هذا البلد ما عانى من الحروب والأزمات واشتعالات
الهامش والأطراف. وبالطبع حين نتحدث عن اصطفاف وطني وحالة توافق سياسي لا
نتحدث سوى من منظور واقعي وموضوعي، إذ أن من الطبيعي أن الصف الوطني لن
يكون بكامله مستوياً، فهناك قوى سياسية رئيسية هي التى تتصدر الصف، وهناك
قوى أخرى بأوزان أقل وأطروحات مختلفة تظل فى موقع ما من الصف أو قبالته أو
بجانبه.
تلك هي طبيعة الأشياء، فقد ظللنا نرى كيف أن أحزاب الأمة القومي، والوطني، والاتحادي، والشعبي تقاربت بدرجة واضحة ولم تجد حتى الآن صعوبة ما فى الاقتراب من بعضها والتفاكر بوضوح وبموضوعية فى الشأن الوطني. الأمر هنا ليس بسبب تقارب الرؤى والمنطلقات كما قد يترائ الى البعض؛ بقدر ما هو شعور عال بالمسئولية الوطنية وشعور يتعاظم بالمخاطر المحدقة بالوطن، وشعور ثالث من قبل هذه الأحزاب الكبرى بمسئوليتها تجاه منسوبيها، فالمواطن السوداني ظل صابراً ومؤملاً لعقود طويلة وما يزال ومن حقه تجاه هذه القوى السياسية أن تنتبه انتباهة تاريخية جادة وعميقة الى مصالحه.
الأمر الثاني أن الصراع الدائر حالياً فى المنطقة وعلى النطاق الدولي إنما يستهدف فيما يستهدف البلدان بصف عامة ولا يستهدف قوة سياسية بعينها كما قد تظن بعض القوى الشديدة الحنق على السلطة الحاكمة. هناك مؤامرات لم يفتر لها عزم ولم تتوقف لن تتوقف وإذا لم يتحلى الجميع بحس وطني كبير وحاسم فإن الجميع غارق لا محالة فى لجة لا قرار لها وبوسع كل من يود أن يستوثق أن يمعن النظر فى المشهد الجنوبي المحزن بكل ما فيه من صراع دامي لا يرحم بين ثوار الأمس وحكام اليوم بحيث لم يعد هناك من أمل فى أن يشهد هذا البلد حالة على استقرار على المدى القريب على الإطلاق، فقد تم بذر بذرة الفرقة والكراهية داخل الصف السياسي الجنوبي بحيث لم تعد القوى السياسية الجنوبية تحتمل بعضها وهو أمر يناسب القوى الدولية المتآمرة التى تتطلع نحو استنزاف دماء أبناء الجنوب لأقصى حد ممكن حتى يمكنها أن تضمن مصالحها الإستراتيجية المتمثلة فى مورد البترول وبقية الموارد المهمة الأخرى.
الأمر الثالث إن من طبيعة الأشياء -شئنا أم أبينا- أن ينحصر التنافس السياسي فى ذروته بين القوى الرئيسية الكبرى، أنظر الى الولايات المتحدة وكيف أن حزبين فقط، الجمهوري والديمقراطي، يهيمنان على العملية السياسية بكاملها، أنظر الى بريطانيا حيث حزب العمال والمحافظين وحزب أو حزبين آخرين فقط، أنظر الى فرنسا حيث اليمين واليسار والوسط ، أنظر الى ألمانيا، وهكذا، فهذه نماذج لبلدان ديمقراطية -على الأقل ظاهرياً- تدور فيها الكرة بين لاعبين بعينهم منذ عشرات السنين وبالطبع هناك قوى أخرى ولكنها -لطبيعة أوضاعها وأوزانها السياسية- تكون دائماً على جانب الملعب وفى أحيان أخرى تتحالف بحسب ما يكون بوسعها مع قوى أخرى.
إن حالة التوافق الوطني التى يدخل إليها السودان فى راهنه الحاضر هي حالة تاريخية طبيعية لن ينقص من قدرها أن بعض قوى اليسار وبعض القوى التى بطبيعتها نخبوية تهتم بالفكر بأكثر مما تهتم بالجماهير والعمل التنفيذي ليست على وفاق مع بقية المكونات السياسية.
تلك هي طبيعة الأشياء، فقد ظللنا نرى كيف أن أحزاب الأمة القومي، والوطني، والاتحادي، والشعبي تقاربت بدرجة واضحة ولم تجد حتى الآن صعوبة ما فى الاقتراب من بعضها والتفاكر بوضوح وبموضوعية فى الشأن الوطني. الأمر هنا ليس بسبب تقارب الرؤى والمنطلقات كما قد يترائ الى البعض؛ بقدر ما هو شعور عال بالمسئولية الوطنية وشعور يتعاظم بالمخاطر المحدقة بالوطن، وشعور ثالث من قبل هذه الأحزاب الكبرى بمسئوليتها تجاه منسوبيها، فالمواطن السوداني ظل صابراً ومؤملاً لعقود طويلة وما يزال ومن حقه تجاه هذه القوى السياسية أن تنتبه انتباهة تاريخية جادة وعميقة الى مصالحه.
الأمر الثاني أن الصراع الدائر حالياً فى المنطقة وعلى النطاق الدولي إنما يستهدف فيما يستهدف البلدان بصف عامة ولا يستهدف قوة سياسية بعينها كما قد تظن بعض القوى الشديدة الحنق على السلطة الحاكمة. هناك مؤامرات لم يفتر لها عزم ولم تتوقف لن تتوقف وإذا لم يتحلى الجميع بحس وطني كبير وحاسم فإن الجميع غارق لا محالة فى لجة لا قرار لها وبوسع كل من يود أن يستوثق أن يمعن النظر فى المشهد الجنوبي المحزن بكل ما فيه من صراع دامي لا يرحم بين ثوار الأمس وحكام اليوم بحيث لم يعد هناك من أمل فى أن يشهد هذا البلد حالة على استقرار على المدى القريب على الإطلاق، فقد تم بذر بذرة الفرقة والكراهية داخل الصف السياسي الجنوبي بحيث لم تعد القوى السياسية الجنوبية تحتمل بعضها وهو أمر يناسب القوى الدولية المتآمرة التى تتطلع نحو استنزاف دماء أبناء الجنوب لأقصى حد ممكن حتى يمكنها أن تضمن مصالحها الإستراتيجية المتمثلة فى مورد البترول وبقية الموارد المهمة الأخرى.
الأمر الثالث إن من طبيعة الأشياء -شئنا أم أبينا- أن ينحصر التنافس السياسي فى ذروته بين القوى الرئيسية الكبرى، أنظر الى الولايات المتحدة وكيف أن حزبين فقط، الجمهوري والديمقراطي، يهيمنان على العملية السياسية بكاملها، أنظر الى بريطانيا حيث حزب العمال والمحافظين وحزب أو حزبين آخرين فقط، أنظر الى فرنسا حيث اليمين واليسار والوسط ، أنظر الى ألمانيا، وهكذا، فهذه نماذج لبلدان ديمقراطية -على الأقل ظاهرياً- تدور فيها الكرة بين لاعبين بعينهم منذ عشرات السنين وبالطبع هناك قوى أخرى ولكنها -لطبيعة أوضاعها وأوزانها السياسية- تكون دائماً على جانب الملعب وفى أحيان أخرى تتحالف بحسب ما يكون بوسعها مع قوى أخرى.
إن حالة التوافق الوطني التى يدخل إليها السودان فى راهنه الحاضر هي حالة تاريخية طبيعية لن ينقص من قدرها أن بعض قوى اليسار وبعض القوى التى بطبيعتها نخبوية تهتم بالفكر بأكثر مما تهتم بالجماهير والعمل التنفيذي ليست على وفاق مع بقية المكونات السياسية.
تعليقات
إرسال تعليق