تنظيم الـ(UPF).. واجهة طلابية بأجندة “متمردين”

تنظيم الـ(UPF).. واجهة طلابية بأجندة “متمردين”

وضعت السلطات الأمنية خلال الأيام الماضية يدها على عدد من الخلايا التابعة لحركة المتمرد عبد الواحد، والتي خططت للأعمال التخريبية وحرق المباني والمؤسسات التي شهدتها عدد من الولايات.. من ضمنها خليتان بولاية سنار وخلية

“تخريبية” بولاية الخرطوم تضم كوادر حزبية معارضة، وأخرى بمنطقة (الدروشاب) تم تدريب أعضائها على أعمال التخريب والفوضى.. وتم خلال عمليات التوقيف ضبط أسلحة بيضاء ومولتوف إضافة بنادق (طبنجات) كاتمة للصوت يُرجح أنها مجهزة لتنفيذ اغتيالات لأشخاص محددين بين المتظاهرين.

 

وخلال الإعترافات التي بثتها أجهزة الإعلام للمتهمين من أعضاء هذه الخلايا التخريبية، أقر عدد منهم بإنتمائهم لـلجبهة الشعبية المتحدة (upf) وهي الذراع الطلابي لحركة عبد الواحد المتمردة.. وذكروا أنهم عقدوا إجتماعات للتخطيط للتظاهر والتخريب وذلك بالتنسيق  مع قيادات بالحركة بالخارج..

 

خلال السنوات الماضية عُرف تنظيم (upf) باختياره لأسلوب التحريض وتبني شعارات حركة عبد الواحد، ووتكمن خطورته في أنه كثيراً ما يلجأ إلى إستخدام “العنف المسلح” داخل الجامعات وخارجها مما شكل مهدداً للاستقرار الأكاديمي والأمني، كما أن ظاهرة إستخدامه للأسلحة البيضاء مشهداً متكرراً في معظم الجامعات وهو سلوك يدل على محاولة تخويف الطلاب وبث الرعب في نفوسهم.

وتعددت أشكال العنف بالتعرض لطلاب التنظيمات السياسية الإخرى وإلحاق الإيذاء البدني بحقهم والذي أدى إلى إزهاق أرواح بعضهم في عدد من الأحداث وكذلك حرق وإتلاف ممتلكات الجامعات والممتلكات العامة.

 

ومن الأمثلة على الأحداث التي تسبب فيها التنظيم ما جرى في جامعة بخت الرضا بولاية النيل الأبيض والتي أطلق شرارتها في العام 2017م من داخلية كوسوفو ليقوم بأعمال الحرق والتخريب والدمار لمكاتب عمداء الكليات ومباني الجامعة، وهو ما استدعى تدخل قوات الشرطة لاحتواء الحريق الذي اندلع بالداخلية. وقتل خلال الأحداث (2) من أفراد  الشرطة التي واجهت عنفاً مفرطاً من الطلاب المخربين رغم تعاملها مع استفزازاتهم بضبط النفس لعدم تعريض حياة طلاب الجامعة للخطر في حال استخدامها للقوة. وقد تحدث كثير من الشهود العيان خلال الأحداث عن استخدام عناصر التنظيم لقنابل الملتوف التي كانت معدة قبل الأحداث، كما أنهم كانوا يتحركون تحت قيادة منظمة في عمليات التخريب.

 

وتعددت أشكال العنف الذي يمارسه طلاب التنظيم في الجامعات السودانية، فقد درج على الإعتداء بالضرب على عمداء الكليات والأساتذة والطلاب (حادثة عميد كلية التربية بجامعة القرآن الكريم بالجزيرة) وإشعال الحرائق في قاعات الدراسة والمباني (جامعة الزعيم الأزهري- مجمعي الوسط والتربية) والتكسير والإتلاف (التعدي على القاعة الكبرى للإمتحانات بمجمع الوسط جامعة الخرطوم وتمزيق الإمتحانات في العام 2009م ) والإشتباك مع طلاب فصائل الحركات المتمردة الأخرى (جامعة النيلين بإستخدام الأسلحة البيضاء والمولتوف).

 

ولم تقف ممارسة العنف على الجامعات في العاصمة بل امتد للجامعات والكليات في الولايات، مثل مشاركة التنظيم في أحداث جامعة دنقلا برومي البكري أواخر نوفمبر الماضي والتي شهدت إتلافاً في أصول الجامعة والداخليات، وكذلك محاولة إثارة العنف وتحريض طلاب عدد من الكليات بالتنسيق مع قوى معارضة على عدم دخول المحاضرات حتى يتم تحسين البيئة الجامعية، كما حدث في كليات التعدين بحلفا القديمة وعدد من كليات جامعة الجزيرة.

 

وتتضح إرهاصات مشاركة تنظيم (UPF) في الأعمال التخريبية الأخيرة من خلال قيامهم بعدد من المخاطبات بصورة يومية خلال الأشهر الماضية بعدد من الجامعات تهدف لتدعيم موقف عبد الواحد نور  تزامن ذلك مع تحريض الطلاب على الخروج إلى الشارع واستمرار محاولة استفزاز القوات النظامية للتدخل بإلقاء العبوات الحارقة عليها حتى تقع مواجهات واشتباكات تكون نتيجتها تجميد او تعطيل الدراسة وهي غاية يسعى إليها التنظيم في محاولة لإيجاد كسب سيلاسي وإعلامي.

 

وخلال اعتراف المتهمون من طلاب التنظيم الذين ضبطتهم السلطات ضمن الخلايا التخريبية الأخيرة، أكد بعضهم أنهم عملوا على تحريض الطلاب  للخروج إلى الشارع والإحتجاج على سياسات الحكومة بسبب الضائقة المعيشية، وقيادة حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعى “الفيس بوك والواتساب” والإتصال المباشر عبر الهاتف مع عضوية الحركة. وأن خطتهم تقوم في المرحلة الأولى على الدعوة للمظاهرات داخل حرم الجامعات، وبعد ذلك الإنتقال بها إلى الشارع لتتحول إلى أعمال شغب وتخريب.

 

وذكر المتهمون أن هناك قيادات بالصف الأول بالحركة مقيمة بالخارج كانت تتابع معهم الموقف أولاً بأول وتتلقى تقارير بصورة منتظمة عن مجريات الأحداث ومحاضر الإجتماعات التي يتم عقدها. وقالوا إن الإجتماعات التحضيرية التي سبقت عمليات التخريب كانت تتم في سرية والغرض منها في الظاهر مناقشة قضاياهم الطلابية الخاصة وذلك للتمويه.

 

ويبدو أن رغبة التنظيمات التي تتبع للحركات المتمردة خاصة (upf) أصبحت قوية في إيجاد أرضية سياسية داخل الجامعات بعد الهزائم العسكرية التي تعرضت لها الحركات في الميدان، وهو ما يعني محاولة تعويض انحسار وجودها العسكري بالإتجاه لتكوين روابط في الجامعات ذات شعارات سياسية لكنها في حقيقتها حواضن للعنف.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة