شعوب العالم العربي ضد احتجاجات السودان وعمليات الدمار والتخريب!

Image result for ‫مظاهرات السودان 2018‬‎ ربما يزعم بعض غلاة المعارضين السودانيين، الذين سيطر عليهم حلم إسقاط الحكومة في

السودان ان هناك شعوباً – بالخارج – تؤازر مطالبهم، أو هكذا يخيل لهم! ولكن حين تدقق قليلاً في مثل هذه الأخبار، فان الحقيقة تبدو مختلفة.


وقبل أن نورد نموذجاً حياً لذلك، فان من مما بات لا يتطرق اليه الشك أبداً ان تضخيم الأحداث و المغالاة في تصويرها -عبر الميديا الاجتماعية- وفي شبكات التلفزة، والانترنت لم يصمد هذا المسلك كثيراً، سرعان ما افتضح و سرعان ما بدا للكثيرين المأخوذين ببريق الشاشات ان الأمر (سينمائي) بأكثر منه حقيقة وواقع.
والآن لنعد لأخذ النموذج من مواقع التواصل الاجتماعي و لمنعن النظر فيه ملياً، فقد تم نشر خبر يزعم ان الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب، وهي منظمة مجتمع مدني محلي في الدار البيضاء نظمت (وقفة تضامنية) بمدينة الدار البيضاء بالمغرب للتضامن مع الاحتجاجات السودانية.
الخبر في مظهره يعطي زخماً لتطلعات القوى المعارضة ويجعلها فرحة بوقوف شعوب عربية – خارج البلاد – معها ولكن (محتوى الخبر) و تفاصيله ليست كذلك، اذ إن الذين نفذوا الوقفة التضامنية لم يتجاوز الـ20 شخصاً ومن بين هؤلاء العشرين هناك شخص واحد يحمل الجنسية السودانية قيل انه يدعى عز الدين عبدالله إسحاق, وينحدر من منطقة جنوب كردفان، وكان جندياً في السابق واستقر بالمغرب ويعمل في مهنة (بيع الخضار) في سوق محلي بالمغرب ومتزوج من سيدة مغربية!
وبتجوالنا في اكبر موقع مغربي شهيرة بالمملكة المغربية وهو موقع ( هسبريس) الذى تم نشر خبر الوقفة التضامنية فيه فإن التعليقات الواردة على الخبر في الواقع نفسه لم تكن متماشية مع أحلام و أهواء منظمي الوقفة والحالمين من السودانيين هنا بأدنى تأثير لها على احتجاجاتهم. فقد ورد اول تعليق من شخص يدعى (عادل) قال فيه ان الربيع العربي (لم يجلب سوى الخراب و كل من يساند دعاة الفتنة في اي بلد عربي فهو مريض في تفكيره اللهم أحفظ السودان الشقيقة وأحفظ بلدنا المغرب من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن).
أما (كريم) فقد علق ان (على الشعب السوداني أخذ العبرة من الثورة السورية، فلا سقط النظام السوري ولا الأوضاع تحسنت).
(هؤلاء هم اليساريين ليس لهم اي برامج سوى دق طبول الخروج للشارع للإثارة فقط). وتعليق آخر باللغة الفرنسية من مغربي ترجمته (اعتقد ان هامش التعبير في السودان يتجاوز بكثيرة غالبية الدول العربية). تعليق آخر من (أحمد)، مغربي الجنسية (هذا التصرف – أي الوقفة – هو مبادرة أشخاص لا يتعد عددهم 20 . لا يحق لهم التكلم باسم اليسار، وهم لا يمثلون سوى أنفسهم).
وتعليق من (عكاشة أبو حفصة) (من شيم المغاربة ألا يتدخلوا في الشئون الداخلية للدول، هؤلاء لا يمثلونني وأتمنى الخير للسودان الشقيق). وتعليق من (محمد سعيد)، يطالب فيه السودان ألا ينجر وراء مصير سوريا و ليبيا والعراق و اليمن واستغرب تهاون البعض بالدماء المعصومة و دعمهم لثورة السودانيين).
هذه مجرد نماذج لتعليقات صاحبت خبر الوقفة التضامنية، وهي دون شك تمثل مشاعر العديد من أبناء الأمة العربية التى أدركت ان ما يسمى بالربيع العربي لم يكن سوى خراب ودمار للدول العربية، جلب لها الحروب وعدم الاستقرار و سفك الدماء، لهذا لم يعد أحد في العالم العربي يتحمس لعمل كهذا بحال من الأحوال.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة