بعض صور الخيانة الوطنية في الراهن السوداني!!
من الصعب للغاية إحسان الظن بأي قائد سياسي يدعو
في ظروف السودان الراهنة إلي إسقاط النظام القائم وقيام سلطة انتقالية ومن
ثم إجراء انتخابات عامة.
معظم الذين تحدثوا عن هذا الحلم مؤخراً – وبينهم للأسف الشديد – عقلاء وأصحاب فكر، فعلوا ذلك من منطلق مصالحهم الخاصة غير عابثين لا بالبنية التحتية الأمنية للسودان ولا بالمهددات الأمنية الجدية المحيطة بهذا البلد الزاخر بالموارد ولا بمصالح مواطني السودان علي بساطتهم ومشاعرهم الوطنية التي جري استغلالها أبشع استغلال.
قادة سياسيين ومفكرين أمثال د. غازي صلاح الدين يجلسون في دعه بجوار مبارك الفاضل وبعض رجال (الصف الثالث والرابع) من بعض القوي السياسية الصغيرة التي لا تملك عمراً سياسياً راشداً ولا خبرة سياسية يؤبه لها ولا يجدوا حرجاً في المطالبة برحيل نظام يعرفون جيداً أنه مؤسس علي عملية انتخابية متراضي عليها بدأت علي الأقل عقب الفترة الانتقالية التي أعقبت اتفاق السلام الشامل عام 2005 فقد شهد السودان عمليتين انتخابيتين أعقبت نيفاشا جرتا في الأعوام 2010 ثم العام 2015 وفي كلا الحالتين كان الرئيس البشير هو مطلب شعب السودان ومرشحه الأوفر حظاً في نيل ثقة الناخبين.
إن الذي يجهل المهددات الأمنية وإمكانية انزلاق السودان في معترك آسن ربما يفوق ما جري في دول الجوار، أو يتجاهلها أنما هو يمارس نوعاً من الخيانة الوطنية الواضحة إذ أن هناك أولاً: أطماع إسرائيلية معروفة حتي لدي بسطاء السودانيين من أن الدولة العبرية تسعي لإقامة دولة من الفرات إلي النيل! ومن المؤكد أن مثل هذه الأطماع بالنسبة لإسرائيل ليست للأحلام والتمنيات ومن المؤكد أن سانحة أي اقتتال داخلي في السودان بين مكونات هذا البلد فيها إضعاف للسودان من جهة وسانحة للدولة العبرية لكي تحكم سيطرتها وتتغلغل إلي الداخل السوداني بغية تحقيق هدفها وحلمها الاستراتيجي.
ثانياً: محاضرة (آفي ديختر) رئيس الأركان الإسرائيلي التي أعلن فيها قبل عقود من السنوات عن عزم إسرائيل تقسيم السودان لـ(5) دول، هي خطة معروفة وبالطبع لا يمكن أن تتم ألا في ظل فوضي وانزلاق واسع النطاق في السودان تسعر نيرانه اللاهبه وتستخدم أبنائه ضد بعضهم بعضا! ولا شك هنا أن إسرائيل قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا الصدد حينما نجحت في اجتذاب وتجنيد عملاء رسميين غير مخفيين أمثال عبد الواحد محمد نور وحركته وفتحت لهم مكتباً رسمياً في تل أبيب وباتت تقدم لهم دعماً شهرياً بواقع (10) ألف دولار شهرياً!! ولم يتواني عبد الواحد في تقديم الخدمة المطلوبة إذ أن عناصر حركته تم ضبطهم ضمن أعمال التظاهر والاحتجاج وهم يعدون الزجاجات الحارقة والذخائر لتنفيذ الخطة التي طال انتظارهم لها!!
ثالثاً: الحركات الدارفورية المسلحة زائداً الحركة الشعبية قطاع الشمال المتصلة بجهات خارجية داعمة هل من المعقول في ذهن وتصور هؤلاء المطالبين بإسقاط النظام أن تقف مكتوفة الأيدي وهي تري النظام في السودان يسقط ويتهاوي دون إن تلتحق بالركب- عبر السلاح- لكي تستفيد من الموقف وتفعل الأفاعيل؟ هل يمكن لرجل مثل عبد الواحد مرتبط بإسرائيل وظل رافضاً للتفاوض أن يعود (مسالماً) بعد سقوط الحكومة ويضع سلاحه ويتحول إلي حمامة سلام بيضاء ناصعة؟ رابعاً: جربت حركة العدل والمساواة من قبل – العاشر من مايو 2008- دخول العاصمة السودانية وعلي الرغم من فشلها وخسائرها إلا أن المنطق يقول أن ذات الحركة – رغم ضعفها – أو أي حركة أخري ربما تحاول أن تدخل الميدان الخالي من الحكومة، أو الذي تسود فيه الفوضى ويتفرق فيه الساسة السودانيون لكي تصطاد في مياهم العكرة! كل هذه مهددات جدية وماثلة وهي جميعها من المستحيل أن تغيب عن بال مواطن عادي دعك من قادة سياسيين يزعمون أنهم ذوي فكر وتجربة ويملكون معلومات! أن مثل هذه المغامرات السياسية الفجة هي التي ظلت تعبث بالأمن القومي للسودان وتورده موارد القعود والفشل!
تعليقات
إرسال تعليق