أسئلة مشروعة إلى اللجنة الإعلامية لإسناد التظاهرات!

 لدعم الاحتجاجات في السودان تكونت في السادس من يناير الجاري لجنة إعلامية ضمت بعض الصحفيين السودانيين في الخارج، وبعض آخر في الداخل. ما يسمى بـ(شبكة الصحفيين) تجري تنسيقاً مع ما يُعرف بـ(تجمع المهنيين) لإنشاء قروبات ومجموعات في وسائل التواصل الاجتماعي.


الصحفي السوداني صلاح مضوي، المقيم بالمملكة العربية السعودية بحسب ناشطين في شبكة الصحفيين هو الذي يتولى تنسيق هذا العمل الإعلامي، والذي يتطلب منه تنظيم وترتيب عمليات التظاهر ومعرفة مواقيتها وأماكن انطلاقها وإجراء التنسيق مع القنوات الفضائية الأجنبية، واختيار المتحدثين الذين تتم استضافتهم.
من صحفيي الداخل الذين يتولون المهمة الإعلامية، خالد فتحي، والذي يقع عليه عبء التنسيق بين شبكة الصحفيين وتجمع المهنيين؛ والناشطة مها التلب من ما يسمى بتجمع المهنيين؛ وحسن بركية؛ ومراسل صحيفة الشرق الأوسط المعروف أحمد يونس؛ ومن صحيفة الجريدة الصحفي محمد الأمين.
أما الصحفيين الذين وقع عليهم الاختيار بالخارج، ففي باريس محمد الأسباط، والذي مُنح لقب الناطق بإسم تجمع المهنيين؛ وسليمان سري المقيم بواشنطن؛ وفاطمة غزالي بالولايات المتحدة؛ وناصر وعباس بدولة الأمارات العربية المتحدة. ومن المؤكد إن قُراء الصحف السودانية ومتابعيها عرفوا بعض هؤلاء الصحفيين وربما لم يعرفوا البعض الآخر، وهو أمر لسنا بصدد تناوله هنا، فقط غير أن الذي يستوقف أي سوداني غيور على وطنه أموراً عديدة نوجزها فقط في جزء يسير.
أولاً، ما من سوداني الآن يعرف شيئاً عن ما يسمى بتجمع المهنيين! هو حتى الآن محض جسم إعلامي كالشبح؛ كائن نقرأ إسمه هذا في وسائل الإعلام، ولا احد يعرف عنه شيئاً ولا شك ان طبيعة العمل السياسي الوطني تتطلب أن يعلن أي جسم وطني عن نفسه بوضوح، فطالما أنه قد قرر القيام بعمل وطني خالص لصالح الوطن ومن أجل غدٍ أفضل وتحقيقاً لآمال السودانيين قاطبة، فلا أقل من أن (يعرِّف) نفسه بمن يود أن يتقدمهم في النضال وان يحمل رايتهم الوطنية ليحقق أحلامهم!
ليت هؤلاء (المنسقين) الأذكياء يخصصون فاتحة عملهم التنسيقيّ والوطني والإعلامي بتعريف السودانيين بـ(تجمع المهنيين).
ثانياً، العمل الإعلامي عمل شاق وصعب والكل ممن يعملون في هذا الحقل يعرفون (تكاليفه المادية) وحاجته إلى التمويل، فليت الذين (كشفوا) عن هذا التنسيق الإعلامي (يكشفون) للقراء وللسودانيين عامة مصادر تمويل هذا العمل الإعلامي، لان من المؤكد ان المال لدى الإعلاميين السودانيين بصفة عامة - ما بالك بالإعلاميين من الصفوف الخلفية، شحيح؛ بل إن العمل الإعلامي عامة لا يجلب المال، فمن أين إذن يتم تمويل (عمل إعلامي) خاص بعمل وطني ضخم كهذا؟
ثالثاً، هل يدخل ضمن اختصاص اللجنة الإعلامية متابعة المسيرات الشعبية العامة والحشود الشعبية (حشد الساحة الخضراء)، (حشد مسرح نيالا)؟ والسؤال مهم وموضوعي للغاية لأنّ (أمانة) العمل الإعلامي والصحفي تقتضي الإقرار برؤية الطرف الآخر، فكما تشكو الكثير من الجهات المعارضة من أنها لا تجد حظها في الأجهزة الإعلامية الرسمية فإن من شأن تركيز اللجنة الإعلامية فى أنشطة تجمع المهنيين وحدها، دون سائرة الأنشطة الشعبية والوطنية التى يقوم بها شعب السودان أن يُوقع اللجنة في ذات الاتهام!
وأخيراً، لتفترض إن الحكومة – كما بدا واضحاً الآن – أكملت كل خططها لإستعدال الميزان الاقتصادي ومعالجة كل المشاكل التى قادت للاحتجاجات، ما هو يا ترى (دور) اللجنة الإعلامية بعد ذلك؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة