خطة عرمان!

بقلم: ضياء الدين بلال
"1"
أخطأ عبد الواحد محمد نور في التقدير والتحليل ياسر عرمان لا يسعي لصناعة تحالف بديل، يضم (السائحون) وغيرها.
عرمان له هدف أبعد من ذلك، وهو تشبيك تحالف واسع بلون الطيف، علي جبهات ممتدة ومتعددة، لمحاصرة الحكومة سياسياً والضغط عليها، لتقديم أكبر قدر من التنازلات، أو أن تضطر للتنازل عن مقاعد الحكم. 
استطاع عرمان في المرحلة الأولي، عبر الحركة الشعبية قطاع الشمال أن يجمع حركات دارفور الحاملة للسلاح في كيان واحد، وهو الجبهة الثورية.
وفي المرحلة الثانية، عبر ثلاث محاولات: في كمبالا، وباريس، وأديس أبابا؛ سعي للربط بين حاملي  السلاح وقوي المعارضة في الداخل.
صحيح أن وثيقة كمبالا، لم تصد لوقت طويل، إذ سرعان ما تنكر لها موقعوها وفقدت جدواها السياسية ولم يبق منها سوي الحبر والورق والذكري.
"2"
اتفاق باريس المعزز باتفاق أديس ، أفلح في تحقيق علاقة متقدمة بعض الشئ، بين حاملي السلاح وقوي معارضة الداخل.
الآن يتجه عرمان لتنفيذ مرحلة ثالثة ذات شقين: 
الأول/ اختراق الدوائر القريبة من المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية:
كسب موقف مؤيد من منبر  السلام العادل لاتفاق باريس.
فتح منافذ للعلاقة مع (السائحون)، عبر ملف إطلاق سراح الأسري.
لا يزال ينشط لاستمالة حركة (الإصلاح الآن) بقيادة دكتور غازي صلاح الدين.
الشق الثاني/ تجريد المؤتمر الوطني من حلفائه:
المواقف الأخيرة لموسي محمد أحمد رئيس جبهة الشرق، ليست بعيدة عن هذا المسار.
توقيع اتفاق مع موسي هلال، خطوة في هذا الاتجاه.
وقريباً جداً سيدخل عرمان إصبعيه في المسافة الفاصلة بين السيسي وأبو قردة للفوز بأحدهما!.
"3"
ربما أن المؤتمر الوطني لا يأبه كثيراً  لهذه الحركات ولا يري فيما سوي تكتيكات مؤقتة قابلة للذوبان والتلاشي، بفعل باكتريا التناقض بين المكونات.
لا أظن أن هذا الرهان سليم وصائب.
تشبيك التحالفات بهذه الطريقة اللولبية المتداخلة يشكل خطورة كبيرة علي الحكومة، ويجعلها في انتظار سيناريوهات سيئة.
جهات كثيرة إقليمية ودولية ستعمل علي توفير كل ما بإمكانه المحافظة علي هذا التحالف الممتد، وتقوية دوره السياسي، وربما العسكري، في ظرف ما ووقت آت.
"4"
الملاحظ أن الحكومة في الفترة الأخيرة، أصبحت لا تكثرت للمخاطر السياسية؛ فهي لا تستجيب بالانتباه والتركيز، إلا في طور المهددات الأمنية فقط.
الاختراقات التي تتم في المجال السياسي الحيوي للحكومة، لا تقل خطورة في مرات، عن الاختراقات ذات الطبيعة العسكرية والأمنية.
من الواضح وجود قصور كبير داخل  المؤتمر الوطني، في صناعة المبادرات السياسية الاستباقية، وعجز بائن في الدفاعات الحمائية لمنظومة الحلفاء.
"5"
قناعتي أن بروفيسور إبراهيم غندور، قادر علي تلافي كل ذلك، والإمساك بزمام المبادرة والمبادأة، ولكن سيئاً ما يثقل خطي الرجل ويضعف مهاراته الازدواجية التي عرف بها، وهي حماية المرمي من ولوج الأهداف، مع المقدرة علي اختراق دفاعات الخصوم عبر أقرب الطرق وأيسرها.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة