ذاع مؤخراً صيت قوات الدعم السريع من خلال المواجهات الأخيرة التى شهدتها
أنحاء من المناطق الشرقية فى ولاية شمال دارفور. ويتصاعد صيت هذه القوات
الآن باعتبارها إحدى أهم الوحدات العسكرية السودانية التى برعت فى دراسة
السبل والوسائل التى تتبعها الحركات الدارفورية المسلحة والتى تعتمد كما
هو معروف على حرب العصابات، والحركة السريعة والخفة والضرب والهرب.
قوات
الدعم السريع ووفقاً لاستقصاءاتنا، قوات عسكرية سودانية تتبع للجيش
السوداني ويقودها قائد برتبة اللواء، وجاء استحداث هذه القوات داخل الجيش
السوداني لمواجهة حرب العصابات التى تشنها الحركات المسلحة. واستطاعت هذه
القوات فى فترة وجيزة وشاقة من التدريب والمِران أن تكتسب مهارة المواجهة
الشاملة من جهة بالعديد من الأسلحة وبخفة أكبر بكثير من الحركات المسلحة،
وأن تخوض غمار مواجهات فى جنوب كردفان وفى أنحاء من اقليم دارفور -لتثبت
عملياً- ما أكتسبته من مهارات من جهة أخرى. وكانت النتيجة كما رأينا
ولمسنا، باهرة جداً.
ففي المناطق الشرقية التى وقعت فيها مواجهة مؤخراً
ووضعت الحركات المسلحة يدها على مناطق اللعيت جار النبي وحسكنيتة وغيرها
من المناطق، شعرت الحركات المسحلة -بعد فوات الأوان- أنها قد وقعت فى أخطر
فخ، فقد كان يتوجب عليها مواجهة قوات الدعم السريع التى سبقتها سمعتها
العسكرية وكانت الحركات المسلحة قد استهانت بها.
فى المواجهة التى جرت
في المناطق الشرقية -وفق شهود عيان- فإن كل وسائل التكتيك العسكري التى
تمرّست عليها الحركات الدارفورية المسلحة والمناورة بسيارات الدفع الرباعي
والمدافع المتنوعة والنيران الكثيفة لم تفلح فى إيقاف تقدم قوات الدعم
السريع. والأكثر سوءاً -كما أقر بذلك أحد أسرى الحركات المسلحة فى مدينة
الفاشر مؤخراً وعقب تحرير تلك المناطق- ان قوات الدعم السريع لديها القدرة
على الاحاطة بالحركات المسلحة بحيث يصعب إن لم يكن يستحيل تماماً الفكاك
منها وهذا ما يفسر هروب المئات من جنود الحركات المسلحة بمشقة بالغة،
تاركين أسلحتهم وسياراتهم فارّين وناجين بجلودهم فقط، وهو أيضاً ما تسبب فى
خسائر فادحة بكل المقاييس فى صفوف القادة الميدانيين لحركة مناوي تحديداً،
على نحوٍ لم يسبق له مثيل.
مما تمتاز به أيضاً قوات الدعم السريع أنها
خفيفة الحركة كثيفة الانتشار، فقد استطاعت -فى وثبة واحد- ان تقطع عدداً
مهولاً من الأميال تجاوزت الـ(600) ميل فى سويعات قلائل تعد بأصابع اليد
الواحدة، الأمر الذي أربك حركة مناوي وفاجأها مفائجة صاعقة.
ويمكن
القوال بالنظر الى قدرة هذه القوات ذات التكتيك والتسليح الجيد والروح
القتالية العالية إن الحركات المسلحة لم يعد لديها الآن خيارات عسكرية
كافية فى تحركاتها فى اقليم دارفور إذ أنها ما بين حرصها على البقاء
والاحتفاظ بقواتها وأسلحتها من جهة، وحاجتها الماسّة للدعم والتشوين وإثبات
الذات من جهة أخرى باتت فى وضع بالغ الصعوبة.
تعليقات
إرسال تعليق