المهارة الاستراتيجية للسودان في تسوية قضاياه الإقليمية والدولية!

وضح الآن للإقليم والمجتمع الدولي بأسره ان السودان لاعب ايجابي شديد الحرص على أمن الإقليم و الآمن و السلم الدولي. إذ ان بداية انصلاح علاقة السودان بدولة جنوب السودان لدرجة تفكير رئيس الدولة الجنوبية سلفاكير مارديت في زيارة

السودان و عقد محادثات مهمة، وهذه النقطة ضرورية و مهمة للغاية لسبر غور طبيعة الدور الايجابي الذي يلعبه السودان لصالح أمن المنطقة والأمن الدولي.
أولاً، ثبت بما لا يدع أدنى مجال للشك ان السودان لا يقوم بأي دور سالب يزعزع من خلاله أمن وسلامة دولة جنوب السودان، وقد كانت هذه المنطقة واحدة من ابرز وأهم المطلوبات الخمس التى بموجبها وصلت الولايات المتحدة إلى قناعة برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان ، ومن المستحيل -بعد ثبوت هذه الحقيقة - العودة للإدعاء بأن السودان ضالع في خلخلة البنية الأمنية في المنطقة.
ثانياً، قدم السودان نموذجاً حياً في تأكيد حرصه على أمن الاقليم من خلال إقامته لقوات مشتركة مع تشاد لحراسة الحدود و منع أي أنشطة سالبة تؤثر على أمن الإقليم وهي تجربة أثبتت نجاعتها و أهميتها ، وصارت مثالاً يتحذى.
ثالثاً، لم يستجب السودان قط للاستفزازات المصرية على حدوده الشمالية الشرقية في مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد، على الرغم من ان الجانب المصري وعن عمد وسبق اصرار ظل وباستمرار يعمل على وضع يده و استفزاز الجانب  السوداني، بل ومضى الجانب المصري لأكثر من ذلك حينما قام بإعدام عدد من كبار قادة الإدارة الأهلية في حلايب مستهيناً بكل المواثيق الدولية.
رابعاً، استطاع السودان ان يخلق تعاوناً اقليمياً واقتصادياً مثالياً مع جارته اثيوبيا، كما نجح في تقليل الخلافات و النزاع حول سد النهضة الاثيوبي، وهذه تحسب للدبلوماسية السودانية الذي اثبت أنه مهتم بالتعاون الإقليمي وترسيخ التفاهم مع دول الإقليم لصالح الإقليم. هذه المعطيات التى نراها بوضوح في المنطقة وعلى المستوى الدولي أعطت هذا البلد سمعه دولية جيدة.
فإذا أضفنا إليها مجهوداته في مجال مكافحة الارهاب التى أشادت بها الولايات المتحدة ودول أوربية عديدة فان كل هذا فيه مؤشر على ان السودان في واقع الأمر خط خطاه باتجاه الوقوف و النهوض قبالة التحديات الصعبة التى ظل يعاني منها طوال سنوات. وتشير تقارير في هذا الصدد إلى ان السودان ومن خلال استضافته لمؤتمر السيسا الأخير حصل على ترويج لموارده ولما يتمتع به من فرص استثمار قلما توجد في أي قطر آخر في المنطقة خاصة وان مؤتمر السيسا الذي يضم قادة اجهزة المخابرات في افريقيا يدرك ما بات يتمتع به السودان استقرار سياسي, وامني يوفر مناخ جيد للاستثمار.
 إذن مجمل القول ان فاعلية السودان في افريقيا وقدرته الفذة في إدارة العمل الافريقي المشترك وحرصه على امن و سلامة القارة جعله محط أتمام الاستثمار في الاقليم، وعلى النطاق الدولي على نحو غير مسبوق، و تلك هي واحدة من أهم مميزات هذا البلد الذي لديه طموح جدي وحقيقي لكي يصبح رقماً في المنطقة وفي النطاق الدولي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة