ندوة للثورية في باريس أخجلت الحضور!

ندوة للثورية في باريس أخجلت الحضور!

 جامعة تناتنتر الفرنسية بالعاصمة باريس كانت ساحة في الخامس عشر من اكتوبر لندوة نظمتها الجبهة الثورية. الجامعة الباريسية العريقة التى ربما لم تشهد وقائعاً لندوة كهذه، أراد بها القدر ان تتذوق عقلم الجدل غير المفيد بين قادة مع معارضين

غير مدركين بأن وقائع التاريخ قد تجاوزتهم، ولكن تلك هي حضارة الأوربيين، تستمع من يتكلم و تعطي من يريد الكلام، لأن الأمر لن تجاوز ذلك.
الندوة التى أقامتها الثورية كانت فيما يبدو تتويجاً لوقائع المؤتمر العام الذي كان قد بدأ قبلها بيومين أو ثلاث. الحضور كان في حدود الثمانين شخصاً غالبهم من اللاجئين والنشطاء الدارفوريين، وشوهد كل من محمد الأسباط الصحفي السوداني المعروف، و عواطف رحمة و عبير عثمان المجمّر.
التوم هجو هيأت له الأقدار فرصة ابتدار الحديث و الرجل ينتمي للحزب الاتحاد الديمقراطي ولكن لا يعرف ما اذا كان ما يزال يحتفظ ببطاقة الحزب أم إن (أمراً جديداً) مختلفاً قد طرأ على حاله!
وحين تحدق في تقاطيع وجهه وملامحه تلحظ شعوراً بالحجر، ممزوجاً بخيبة و حسرة وندم، فقد اختار التوم هجو حصاناً خاسراً جعله يجلس بين أطياف عرقية لا ينتمي إليها، ولكنه وقد حرق مراكبه خلفه لم يعد قادراً على عودة مأمونة.
التوم هجو وصف الثورية بأنها (الأمل الأوحد) لإسقاط النظام ومن المؤكد انه فيما بعد حمد الله على انه لم يقل (الأمل الأوحد) كما وصفها بأنها (جسم ديمقراطية) يمثل كل السودان! ولو ان عبارة (جسم ديمقراطي) هذه غيرت ملامح وتعابير بعض الوجوه الحاضرة التى كانت تعرف ان من بين ملامح الثورية حملة سلاح ابعد ما يكونوا قريبين إلى الديمقراطية! ولكنه مناخ الندوة الباريسي البارد، كان يقتضي التساهل و التجاوز والعض على آلام التعبير السياسي بنواجذ الصبر.
ثم جاء بعده متحدثاً محمد داؤود الذي كان قد حصل للتو على منصب نائب الرئيس للشئون (المالية) وكنت ترى مدى طربه الشخصي الخاص (بالمالية) هذه، وهي قضية لا يعيها إلا من ذاق الأمرين في المنافي و الغربة و يحلم بالمستقبل و رغد العيش و السعة في الجيب! محمد داؤود لم يزد على من سبقه بشيء. ذات الهتاف والمطالبة بإسقاط النظام.
وحين أعطيت الفرصة لجبريل ابراهيم لم جد ما يقوله أكثر من تبشير الحضور بإطلاق سراح ابراهيم الماظ! و لم يدر الرجل هل الخبر (بطولة) حققتها الثورية أم هي (منحة) جاءت من السماء! وبالطبع لم يسأل جبريل عن الذين قادوا بطولة اطلاق سراح الرجل و تجاوزها إلى الحديث عن ترحيله إلى دولة جنوب السودان ومدى عنصرية النظام!
وباهى جبريل (بالانتقال السلس) للرئاسة في الثورية بعقد مقارنة بالولايات المتحدة والدول الأوربية! أركو مناوي -رئيس المنصب حديثاً- تحدث عن العنصرية، ويبدو ان الرجل ترك لدواخله وعقله الباطن العنان ، فهو مهووس و مهموم بصفة شخصية بالتعيين في الوظائف العامة و الشرطة و الجيش و كيف أنها عنصرية! وحنقه على تصنيف السودان بكونه بدلاً عربيا!
لك أن تتصور عززينا القارئ جبهة ثورية بهذا المستوى من النقائض الشخصية و العقد النفسية و تسعى لإسقاط النظام!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة