يا زمن وقف شوية..!!

يا زمن وقف شوية..!!*في مؤتمره الصحفي أمس أعلن النائب الأول للرئيس ورئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول بكري حسن صالح عودة السودان لنظام التوقيت العالمي (غرينتش) ووداع التوقيت الحالي بإرجاع الساعة 60 دقيقة.



* بكري أكد في مؤتمر صحفي خلال حديثه تنفيذ قرار مجلس الوزراء الذي أصدره في سبتمبر الماضي والخاص بالعودة للتوقيت القديم وإعادة الساعة (60) دقيقة كاملة منذ الساعة الثانية عشرة ليل الثلاثاء.

*مما هو معروف فإن القرار بالعودة إلى توقيت "غرينتش + 2" يأتي تنفيذاً لمخرجات الحوار الوطني وتنفيذ الوثيقة الوطنية.

*ضبط السودانيون عقارب ساعاتهم عند منتصف ليل الثلاثاء بتأخير الزمن ساعة كاملة.

*عدنا إلى توقيتنا القديم الذي توارثناه قبل أن تقوم الحكومة في عام 2000 باعتماد "البكور"، وأجريت حينها مراسم قادها نائب رئيس الجمهورية السابق، علي عثمان محمد طه، بتقديم عقارب الساعة 60 دقيقة للأمام، ليكون توقيت البلاد الرسمي "غرينتش + 3".

*قرار العودة إلى التوقيت القديم في اعتقادي قرار صائب جاء بعدما أدركت الحكومة فشل التجربة والتي كان يقصد بها البكور وليس تقديم الوقت ساعة.

*في اعتقادي أن هذا القرار لم تتم فيه استشارة الجغرافيين، والذين لا وجود لهم في اتخاذ القرارات والتخطيط لمعظم المشاريع مثل إنشاء الطرق والامتدادات السكنية الجديدة ومشاريع حصاد المياه والمشاريع الزراعية...إلخ.

* يقول الجغرافيون إن العالم تعارف منذ زمن بعيد على اتخاذ خط الطول الذي يمر بمدينة جرينتش بداية لقياس خطوط الطول حيث يمثل الزوال العالمي، فالمناطق التي تكون شرقه يزيد توقيتها عنه بينما يقل توقيت المناطق التي تقع غربه عن توقيته.

*ونحن في السودان حيث خط توقيتنا القياسي هو خط الطول 30º شرقاً (وهو الخط الذي ينصِّف السودان ويمر غرب الأبيض بـ 10 دقائق قوسية). يزيد توقيتنا في الواقع بساعتين عن توقيت جرينتش وليس بثلاث ساعات كما هو معمول به الآن. وليس خط الطول45º شرقاً الذي ظللنا نعمل به كتوقيت قياسي للسودان منذ العام 2000م

*تقديم الوقت إلى ساعة تهمة ظلت تلاحق دكتور عصام صديق مستشار رئيس الجمهورية حينها إلا أن الرجل غير ما مرة تبرأ من ذلك، محملاً ذلك لنائب الرئيس السابق علي عثمان محمد طه، ووزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي، والقيادي بالمؤتمر الشعبي المحبوب عبد السلام.

*في آخر زيارة لي في مكتبي أراني دكتور عصام توصية مكتوبة بخط اليد من عبد الرحيم حمدي يوصي فيها بتقديم الساعة والذي قال لي إن حمدي بفعلته هذه أحدث لبساً صاحب تجربة البكور والذي ارتبط لدى السودانيين بتقديم الساعة، وليس بشروق الشمس.

*صديق قال إن من فعل ذلك ضلل الحكومة وأن البكور ليس بجر الساعة، وسخر عصام صديق في حديثه للصيحة – (ينشر بذات الصفحة) من جر الساعة للأمام والعودة بها مرة أخرى للخلف، مشيراً إلى أن البكور في الصيف وليس الشتاء، وقال إن من نفذ القرار في أيامه الأولى أخرج الناس إلى العمل في الظلام.

*عموماً بعودة السودان اليوم للتوقيت القديم بتأخير ساعة للوراء يتوافق مع جمهورية مصر، ويخالف بقية جواره الإقليمي من الدول، ويعرف عالمياً أن هنالك 80 دولة عظمى تقوم بتغيير من توقيتها مرتين في العام من ضمنها بريطانيا توقيت (غرنتش) و130 دولة تعمل بالزمن الذي يعمل به السودان قبل تغييره الذي يصادف اليوم الأربعاء يومه الأول.

*عودة التوقيت القديم تنفيذاً لتوصيات الحوار الوطني هو استمرار لإنزال توصيات وثيقة الحوار والتي تبلغ نحو (994) توصية ولا زال العشم يحدونا بأن تنفذ جميعها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة